ذي قار/ حسين العامل
نظم عدد من المنظمات المجتمعية المهتمة بقضايا المرأة مهرجان سباق قوارب لنساء الاهوار في قضاء الجبايش (90 كم شرق الناصرية)، بهدف تسليط الضوء على حياة السكان المحليين في مناطق الاهوار، وذلك بالتنسيق مع الحكومة المحلية باتجاه إنشاء اكشاك لبائعات السمك.
وشارك عدد من نساء الاهوار في فعاليات المهرجان الذي اقيم على شواطئ كورنيش الجبايش بحضور عدد من المسؤولين المحليين وناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة.
وقالت رئيسة منظمة أور لثقافة المرأة والطفل منى الهلالي، "برعاية قائممقام قضاء الجبايش وبدعم من شبكة المرأة للسلام وبالتعاون مع قسم تمكين المرأة في محافظة ذي قار ومنظمة طبيعة العراق ومنظمة أور لثقافة المرأة والطفل انطلق المهرجان النسوي للقوارب في مدينة الجبايش".
وأضافت الهلالي، أن "المهرجان يهدف لتسليط الضوء على قدرات نساء الاهوار ودمجهن في برامج شبكة المرأة للسلام وتحت عنوان النساء قوارب السلام".
وتساهم نساء الاهوار بما يعادل نصف الاقتصاد المحلي، فالمرأة في الاهوار تشارك في اعمال الصيد والصناعات والحرف اليدوية كحياكة الحصران (البواري) والسجاد والسلال فضلاً عن حصاد البردي والقصب وتربية الثروة الحيوانية والعمل في مجال بيع الاسماك والحليب ومشتقاته ومهن اخرى متعددة.
واشارت الهلالي، الى ان "المرأة في الاهوار ما زالت تعيش حياة بائسة رغم ما تقدمه من عطاء كبير في مختلف الجوانب الحياتية".
ولفتت، إلى أن "النساء العاملات في بيع الاسماك مازلن على سبيل المثال يفترشن الارصفة ويجلسن في العراء ومن دون حتى ظل يحميهن من حر الشمس او هطول الامطار".
وأفادت رئيسة منظمة أور لثقافة المرأة والطفل، بان "المنظمات المشاركة بتنظيم المهرجان تحركت باتجاه الحكومة المحلية في قضاء الجبايش لإنشاء مجموعة من الاكشاك لبائعات السمك لغرض حمايتهن من الكوارث الطبيعية والبشرية".
ولفتت، إلى أن "قائممقام القضاء وافق على تخصيص قطعتي أرض لإقامة السوق احداها قرب البريد والاخرى على طريق مدينة الجبايش – ناصرية حيث يتواجدن بكثرة".
واكدت الهلالي ان "المنظمات تبحث حاليا عن ممول لإنشاء السوق في تلك الأماكن".
وتشكل الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية إلا أن هذه المساحة المغمورة سرعان ما تتقلص بصورة كبيرة بعد كل أزمة مياه تمر بها البلاد وهو ما يعيد السكان المحليين الى المربع الاول من الفقر والبؤس والحرمان.
وعن النشاطات المستقبلية التي ستقوم بها المنظمات المجتمعية في مناطق الاهوار قالت الهلالي، إن "الفعاليات والنشاطات المجتمعية سوف تتواصل مع نساء الأهوار ونتوقع مواجهة بعض التحديات".
وأعربت عن اسفها؛ كون "الحكومات المتعاقبة وحتى البرلمانيين لم يقدموا اي منجز يزرع الثقة في نفوس الاهالي وهو ما اخذ ينعكس سلباً على مجمل حياة السكان إضافة إلى العزوف عن التعاون والتفاعل مع الانشطة المجتمعية".
وتسترسل الهلالي، ان "الكثير من الاموال صرفت تحت مسمى إنعاش الاهوار لكن دون جدوى كونها لم تحسن من حياة سكان الاهوار".
وانتهت الهلالي، إلى أن "سكان الاهوار لم يحصلوا على الفائدة المرجوة من انضمام الاهوار للائحة التراث العالمي، فالأهوار مازالت محرومة حتى من حصتها المائية وتواجه مخاطر الجفاف في العديد من المناطق".
وتواجه مناطق أهوار الجنوب جملة من التحديات والمشاكل التي وضع سكانها آمالهم على انضمام الاهوار الى لائحة التراث العالمي في 14 تموز 2016 إلا أن مخاوف جديدة برزت بفشل هذا المشروع الذي عوّلوا عليه كثيراً.
وكان المدير الاقليمي لمنظمة طبيعة العراق في مناطق الاهوار المهندس جاسم الاسدي قد دعا في وقت سابق الى "تشكيل مجموعة ضغط من المنظمات الدولية والمجتمعية والمؤسسات البيئية للدفع باتجاه تخصيص حصة مائية خاصة بالأهوار من خلال تنظيم السياسة المائية مع تركيا وإيران"، داعياً في الوقت ذاته إلى "تنظيم اتفاقية دولية لتوزيع المياه بين العراق وتركيا وإيران". وشدد الاسدي على اهمية "تبني خطة مستقبلية للتفاوض مع دول المنبع حول الحصص المائية للعراق وتثبيتها باتفاقيات دولية تضمن حقوق العراق"، مؤكدا "على ضرورة تخصيص حصة عادلة من المياه لمناطق الاهوار سواء من دول المنبع او من خلال تنظيم عملية توزيع الحصص المائية مع المحافظات المتشاطئة ورفع التجاوزات المحلية عن حصة الاهوار".