ذي قار/ حسين العامل
شهدت مناطق متفرقة من محافظة ذي قار تصاعداً في وتيرة العنف العشائري والتهديد المسلح للأشخاص والمؤسسات، فيما كثفت قوات الشرطة من ممارساتها الامنية في هذا المجال واعتقلت أكثر من 50 مطلوباً بقضايا مختلفة وضبطت عددا من قطع الاسلحة.
ورصدت (المدى) خلال الايام القليلة الماضية جملة من النزاعات العشائرية والتهديدات المسلحة في مناطق متفرقة من المحافظة التي يشكل ابناء العشائر أكثر من نصف سكانها.
قررت إحدى العشائر قبل أيام الهجرة من ناحية العكيكة الى خارج محافظة ذي قار وبيع جميع املاكها والاراضي الزراعية العائدة لها إثر نزاعات عشائرية تصاعدت وتيرتها بتفجير دار أحد وجهاء العشيرة بعبوة ناسفة.
فيما أسفر نزاع عشائري اندلع يوم 25 من الشهر الماضي في قضاء الشطرة شمالي المحافظة عن مقتل شخص واحد، في حين استهدفت مجموعة مسلحة بعدها بيوم مقر شركة (زيبك) الصينية العاملة ضمن حقل الغراف النفطي في شمال الناصرية بصواريخ (RBG7) وإطلاق نار بأسلحة رشاشة دون وقوع اضرار بشرية.
وكان شهود عيان قد أكدوا يوم 24 من الشهر الماضي انفجار عبوة ناسفة امام منزل عضو سابق في مجلس محافظة ذي قار على خلفية نزاعات عشائرية في ناحية العكيكة جنوب مدينة الناصرية، واضافوا، ان "العبوة تسببت بأضرار مادية واحتراق عجلة عائدة لعودة خصاف عضو مجلس المحافظة السابق من دون تسجيل أضرار بشرية".
وبالمقابل كثفت قوات الشرطة في محافظة ذي قار وقيادة عمليات سومر من اجراءاتها وحملاتها الامنية لملاحقة المتورطين بالنزاعات العشائرية والقاء القبض على المتهمين والمطلوبين للقضاء ومصادرة عدد من قطع الاسلحة إذ اسفرت عمليات الايام السبعة المنصرمة عن القاء القبض على أكثر من 50 مطلوباً ومتهماً.
وبحسب الموقع الرسمي لقيادة شرطة ذي قار، فأن "قسم شرطة الشطرة قام في الثاني من نيسان الحالي بتنفيذ واجب مشترك لمداهمة المناطق النائية والاماكن الزراعية وتفتيش جوانب الطرق الفرعية للبحث عن الأسلحة والاعتدة وكانت حصيلته ضبط عدد من قطع الاسلحة وكمية من الاعتدة والقبض على 6 متهمين وفق قانون الأسلحة". فيما اكد بيان اخر لقيادة الشرطة، "القاء القبض على 41 متهماً صادرة بحقهم اوامر قبض مع ضبط 27 عجلة مخالفة خلال الفعاليات التي نفذتها اقسام شرطة محافظة ذي قار والمنشآت خلال الاول من نيسان الجاري".
في حين تمكنت مفارز مركز شرطة الفتاحية التابعة لقسم شرطة قضاء الشطرة يوم 31 من الشهر الماضي، "من القبض على 3 مطلوبين بقضية، واتخذت بحقهم الاجراءات القانونية اللازمة كافة وتوقيفهم اصولياً".
بينما نفذت قوة مشتركة من قسم شرطة قضاء سوق الشيوخ وفوج طوارئ ذي قار الثالث والفوج السادس وفوج قوة الواجب بالتعاون مع قسم استخبارات ومكافحة ارهاب السوق ومفارز (K9) واجبا امنيا في اليوم نفسه بقضاء سوق الشيوخ لغرض القبض على المطلوبين.
فيما القت قوة من قسم شرطة قضاء الرفاعي في 30 من الشهر الماضي القبض على 6 مطلوبين بقضايا قانونية مختلفة أبرزها التهديد واعتداء على موظف حكومي.
وفي يوم 29 من الشهر الماضي تمكنت شرطة قضاء الرفاعي والنصر في شمال الناصرية من القاء القبض على 11 مطلوباً للقضاء بقضايا مختلفة وذلك في عمليتين منفصلتين وضبطت خلالها اسلحة وذخائر متنوعة بحسب بيانات قيادة الشرطة.
وكشفت قيادة شرطة ذي قار يوم 29 من الشهر الماضي عن خطة أمنية خاصة بشهر رمضان، بمشاركة أكثر من 15 ألف عنصر أمني بالمحافظة، مؤكدة القاء القبض على عدد من المطلوبين بقضايا جنائية مختلفة.
وقال مدير قسم إعلام قيادة شرطة ذي قار العميد الحقوقي فؤاد كريم لـ(المدى) إن "قيادة شرطة ذي قار اعتمدت خطة أمنية خاصة بشهر رمضان يشارك فيها أكثر من 15 ألف عنصر من منتسبي الشرطة المحلية والافواج والأجهزة الأمنية الساندة لها فضلا عن قوات من الجيش تابعة لقيادة عمليات سومر".
وأضاف كريم، أن "الخطة تتضمن نشر المزيد من القوات الأمنية والدوريات الالية والراجلة في الميادين العامة والاسواق وحول دور العبادة والحسينيات والمناطق والأحياء السكنية وتفعيل الجهد الاستخباراتي والمنظومة المعلوماتية".
وأوضح، أن "الخطة تشتمل على سلسلة من الإجراءات التي من شأنها تعزيز الاستقرار الأمني في المحافظة".
شهدت محافظة ذي قار خلال الربع الاول من العام الجاري تصاعداً في وتيرة العنف العشائري تجاه الشركات النفطية والسلم الاهلي اذ بلغ الامر حد اغلاق حقل الناصرية النفطي وإطلاق النار على العاملين في أحد المشاريع النفطية في يوم السبت (19 شباط 2022) ومصرع مهندس في موقع العمل إثر اعتراض العشائر على مرور انبوب نفطي في اراضيهم، وفيما حذرت شركة نفط ذي قار من اثار التهديدات العشائرية على عمل الشركات الاجنبية، اعلنت مصادر امنية عن مقتل امرأة واصابة اشخاص اخرين في نزاعات عشائرية.
فيما اثار التهديد العشائري الذي تعرضت له ادارة مدرسة منار الهدى في قضاء كرمة بني سعيد جنوبي الناصرية يوم الاربعاء (23 شباط 2022) استياء الاوساط التعليمية والمجتمعية اذ وصفته نقابة المعلمين بالاعتداء الآثم والسلوك الخطير الذي يقود المجتمع الى الهاوية.