اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: المالكي وحكاية تتكرر

العمود الثامن: المالكي وحكاية تتكرر

نشر في: 3 إبريل, 2022: 11:02 م

 علي حسين

نصدّق السيد نوري المالكي الذي اخبرنا عام 2016 أن الحل في عبارة سحرية واحدة وهي "حكومة الأغلبية" التي قال عنها في أكثر من حوار إنها: "ستقطع الطريق على المتربصين بالعملية السياسية في العراق". ولم نكن نعرف من هم المتربصون بديمقراطيتنا، فالواقع كان يقول إن الجميع يتنعمون بمذاق الكعكة العراقية، ويتقاسمونها "بالقسطاس".

وكان المالكي يصف حكومة الأغلبية بأنها "سفينة النجاة للعملية السياسية". ام نصدق السيد نوري المالكي الذي يقول عام 2022 ان حكومة التوافق هي وحدها التي ستنقذ العراق ، وان الاغلبية تذهب بنا الى المجهول .

لم تخلُ قضية التوافق والاغلبية من بعض الفكاهة ، ومن هذه الفكاهات المؤلمة ، ان المواطن المسكين يجد ان البلاد تذهب الى المجهول ، وان فكاهيات الانتخابات لن تنتهي ، وان الجميع مصر على ان يحصل على كل ما يريد .

يدرك السيد المالكي جيداً أن الناس كانت تأمل ببناء مجتمع يتسع للجميع، لكن الواقع يقول إن البلاد لم تعد تتسع إلا لأصحاب الصوت العالي، وهذا ما جعل منطق الإقصاء أو الإلغاء يسري في الحياة السياسية التي لم تعد تحمل من السياسة سوى اسمها فقط، حيث تحولت إلى وكالة تجارية تدار بمنطق الغنائم، وإن المعارك التي يخوضها المالكي ومقربوه ليست على بناء نظام سياسي حقيقي، وإنما على من يحصل على امتيازات الصفقة ومنافعها.. وأصبحت السياسة عند البعض تختزل في منصب أو مقاولات أو مقعد في البرلمان.

إن ترديد الشعارات والهتافات لا يطمئن الآخرين، ذلك أن منطق الميكيافلية يتحكم في كل مواقف نوري المالكي، ناهيك عن العتامة التي تخيم على معظم المواقف والضبابية التي اجتاحت معظم خطواته في الحكم . السيد المالكي.. إن الحوار الحقيقي هو في إشاعة مفهوم المواطنة ومحاربة الفساد وحكم القانون العادل على الجميع، وبغير ذلك فخطبكم وشعاراتكم لن تجلب لنا إلا الكوارث التي ستستمر حتى لو عقدتم مليون جلسة حوار مع رؤساء ووجهاء العشائر، فمن غير المعقول أن القوى السياسية تغل يدها أمام الشعب وتعامله كأنهم مواطنون من الدرجة الثانية. ولهذا كله أرجو من السيد المالكي أن يحسم موقفه ويعلنه بكل وضوح، هل هو مع شراكة حقيقية، أم أنه يسعى لبناء نظام الحزب الواحد والصوت الواحد والزعيم الواحد؟ والأهم من كل ذلك أن يكون مستعداً لسداد ثمن إقدامه على تهميش الآخرين وإقصائهم، وهو ثمن سيكون باهظاً حتماً.

للأسف يعاني السيد المالكي من مشكلة عميقة مع العراقيين، فهم رغم ما يبدونه من إخلاص ورغبة في متابعة خطاباته، لا يبدو أنهم يستطيعون حلّ ألغاز ما يقوله، لذلك نراه بعد كل خطاب "يخرج" من على الشاشة، ليشرح لمستمعيه بإشارة من إصبعه، علّهم يفهمون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram