 الرمادي / الوكالات:كشف ضابط في شرطة محافظة الأنبار، امس الأحد، وجود علاقة وثيقة بين هجمات السطو المسلح على محال بيع الذهب في بغداد والبصرة والهجوم على مجمع الذهب في الفلوجة، فيما انتقد مواطنون الإجراءات الأمنية التي وصفوها بـ"المتأخرة".
وكان مسلحون مجهولون سطوا أمس الاول على محال لبيع الذهب بمنطقة النزيزة وسط الفلوجة، وتمكنوا من سرقة مصوغات ذهبية وأموال من ثلاثة محال، وعند محاولتهم الهرب اشتبكوا مع أصحابها، ما أسفر عن مقتل ثلاثة وجرح اثنين آخرين.وقال المصدر لوكالة "السومرية نيوز" إن "أسلوب تنفيذ السطو على مجمع الذهب في الفلوجة يوم أمس يكاد يكون هو نفسه الذي وقع في منطقة البياع ببغداد وسوق البصرة"، مبيناً أن "هناك مؤشرات قوية تدل على أن المهاجمين في المدن الثلاثة يتبعون جهة واحدة، وقد تكون لها ارتباط بعصابات المافيا"، وفقاً لقوله. واعتبر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "إصرار قادة الأمن في العراق على تعليق أي عملية سطو مسلح على شماعة القاعدة بحجة افتقارها للمال أمر كارثي، فهناك عصابات منظمة مسلحة غير مرتبطة بالقاعدة نشطت في البلاد قد تكون لها ارتباطات إقليمية أو حتى عالمية، كعمليات السطو التي تشبه إلى حد كبير عمليات المافيا العالمية".وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت في أيار أن تنظيم القاعدة في العراق يخطط للسطو على المصارف الحكومية والأهلية في بغداد، جراء الأزمة المالية التي يمر بها التنظيم، متوقعة في الوقت نفسه أن يقوم الأخير بعمليات انتقامية رداً على اعتقال عدد من قياداته.وأشار المصدر الأمني إلى أن "القاعدة يمكنها الحصول على المال من مصادر عدة دون المخاطرة بعملية كهذه، إضافة إلى أن هناك العشرات من المتشددين في دول الجوار يمكن لهم تحويل أي مبلغ تطلبه قاعدة العراق في غضون ساعات عبر مكاتب التحويل المالي المنتشرة في العراق التي لا تزال غير مراقبة من قبل الحكومة". وأوضح المصدر أن "شهود العيان في مكان الحادث أدلوا بإفادات ثابتة ومتطابقة حول المهاجمين وقالوا إنهم يرتدون ملابس رياضية ويحملون مسدسات متطورة مجهزة بكاتم للصوت ويتحركون بسرعة خاطفة وبشكل منظم واغلبهم شبان لا تتجاوز أعمارهم الخامسة والعشرين، ولهجة بعضهم تدل على أنهم ليسوا من أهل المدينة"، موضحا أن "الذهب المسروق يقدر بأكثر من خمسين كيلو غراماً، وزهاء 800 ألف دولار أمريكي وجميع الأدلة تشير إلى أنهم راقبوا السوق قبل أيام من العملية وتعرفوا على وقت افتتاحه فضلا عن دراستهم لشوارع المنطقة".وكانت الفلوجة شهدت الشهر الماضي هجوما مماثلا على مكتب للصيرفة في سوق البلدة أسفر عن سرقة أكثر من 500 ألف دولار تحت تهديد السلاح من قبل عدد من المسلحين يستقلون سيارة من طراز باص ستاركس شبيهة بتلك التي استخدمت في عملية السطو على محلات الذهب.من جهته قال قائد شرطة الفلوجة العميد محمود العيساوي إن "الشرطة تمكنت من العثور على السيارة التي استخدمها المهاجمون وعثرت بداخلها على قبعات وكاتم للصوت وعشرين كيلوغراماً من الـ تي ان تي، ومسدس من نوع طارق"، مضيفاً أنه "تم إصدار أمر بإلقاء القبض على مالك السيارة فضلا عن شخص آخر مشتبه به له سوابق في سرقات من هذا النوع". وأضاف العيساوي أن "الجهة المهاجمة هي جماعة إرهابية بغض النظر عن المسميات ما دامت قد هاجمت وسرقت وقتلت فهو يندرج ضمن العمليات الإرهابية"، موضحاً أن "إجراءات الشرطة سليمة والتحقيق مستمر في الحادثة، ونأمل في التوصل إلى خيوط مهمة خلال الساعات المقبلة".وكانت قيادة شرطة محافظة الأنبار أعلنت، في الرابع من حزيران الحالي، عن المباشرة بتطبيق خطة واسعة تقضي بنشر قوات أمنية قرب المصارف الحكومية والأهلية وشركات الصيرفة ومحلات بيع الذهب تحسباً لأي هجمات مسلحة.من جهته، ينتقد عمار طعمة "الإجراءات الأمنية المتأخرة والتي جاءت  "بعد خراب البصرة" على حد تعبيره، موضحاً أن "تشديد الإجراءات الأمنية هو عبء إضافي على المواطن الخائف والمرعوب من تلك العصابات بينما الأخيرة منهمكة في تقاسم الغنيمة بمكان لا يعلمه إلا الله"، على حد تعبيره.