اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جملة مفيدة: معارضة المعارضة

جملة مفيدة: معارضة المعارضة

نشر في: 5 إبريل, 2022: 12:36 ص

 عبد المنعم الأعسم

جميع ذرائع قادة واعلاميي وانصار “الاطار التنسيقي” في واجهات واقنية الاعلام بصدد رفضهم خيار الذهاب الى المعارضة، لا معنى لها بمعايير التنافس الانتخابي، ولا بمبدأ القبول بالنتائج، واحكامها، وتبدو لكل مراقب موضوعي، ذرائع متهافتة ولا ديمقراطية،

واحيانا كرطانات مُصنّعة لا تفصح عن خفايا هذا الرفض الذي ينحى احيانا وبلغات متباينة الى التهديد المبطن، ومِن زاوية، لا بد من الاعتراف بوحدة وانسجام الاداء الاعلامي الصوتي والمنشور لأصحاب الاطار والتزامهم بشعار “المعارضة يعني إلاقصاء” ومن تلك الزاوية فهو إداء ناجح الى حدّ ما، لنصٍّ فاشلٍ الى ابعد الحدود.

يقولون ان المرحلة التي يمرّ بها العراق محرجة وخطيرة مما يلزم ان تشارك جميع الكتل في الحكومة، ويقولون ان تحول جماعات الاطار الى المعارضة النيابية يعني انه لا دور مؤثرا لهم في قرارات وسياسات الدولة، ويقال، وهو اخطر القول واكثره تسويقاً، ان وجودهم في المعارضة يعني ان اقلية من “اتباع المذهب الاكبر” ستحتكر تمثيل اتباع هذا المذهب في الحكومة، ما يفقد “الاكثرية” صفة التمثيل لمناسيب المكونات، واذا ما دققنا ملياً في هذه الحجة سنكتشف هول ما ينتظر العراق في حال جرى تكريس هذه القاعدة اللادستورية التي تؤسس للفتنة الطائفية وترهن تمثيل الطوائف باحزاب فشلت وفسدت وتعسكرت وأثـْرت، واخيرا، هُزمت في الانتخابات، عدا عن ان الدستور لا يتضمن نصّا صريحا لمثل هذا التمثيل الذي يسقط من التداول حالما يجري الاعتماد على مبدأ الانتخابات والتصويت الحر والتزام النتائج المعلنة والمعترف بها.

المعارضة، واحدة من تجليات الاختلاف الذي يكمن في الطبيعة البشرية، ويذكر ابن الاثير ان القرآن “كان يعارض جبرائيل مرة كل عام” وفي كل التجارب البرلمانية فان المعارضة “تقويم” في جوهرها، او كما في قاموس االمصطلحات البرلمانية “سلطة تنفيذية في الانتظار، معترفًا بها، حتى لو بشكل غير رسمي” اما الاستعلاء على خيار المعارضة، والتشبث بالسلطة واستخدام لغة التهديد والتلويح بالقوة وطبول الحرب فانه يضمر شبهة الطمع في الحُكم وامتيازاته اللاشرعية، او مخافة كشف اعمال اغتيال واختطاف أو الحيلولة دون التحقيق في مخالفات ادارية واهدار اموال وفساد، او الخشية من قرارات اصلاحية تقلص نفوذ حكم المحاصصة.. او ترشيد علاقة الحشد الشعبي بالمؤسسة الامنية.. ذلك هو السبب المفصح عنه.. واذا عُرف السبب بطل العجب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. محمد حميد مجيد

    أحسنت يا أستاذ، تحليلك قمة في الروعة.

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: نائب ونائم !!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

 علي حسين تهلّ علينا النائبة عالية نصيف كلَّ يوم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والفضائيات، ويتعاطى العراقيون جرعاتٍ مسكنةً من التصريحات التي يطلقها بعض النواب، حيث يظهرون بالصورة والصوت ليعلوان أن المحاصصة...
علي حسين

كلاكيت: عشرة أعوام على رحيل رينيه

 علاء المفرجي في الذكرى العاشرة لرحيل شاهد عصر الموجة الفرنسية الجديد، التيار الذي شكّل حدثاُ مفصلياً في تاريخ السينما ألان رينيه الفرنسي الذي فرض حضوره القوي في المشهد السينمائي بقوة خلال تسعة عقود...
علاء المفرجي

نحو هندسة للتوافق التنموي

ثامر الهيمص وليكن نظرك في عمارة الارض، ابلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لان ذلك لا يدرك الا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة اخرب البلاد، واهلك العباد ولم يستقم امره الا قليلا. في...
ثامر الهيمص

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

رشيد الخيون أقام ديوان الكوفة بلندن(1993) أسبوعاً عنوانه "التُّراث الحي في حضارة وادي الرّافدين"، ففاجأنا دكتور بعلم الأحياء، معترضاً على إحياء "الأصنام"، وبينها كَوديا. لم نأخذه على محمل الجد، حتى كسرت "طالبان" تمثالي بوذا(مارس2001)،...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram