ترجمة: عمار كاظم محمد في مقولة الوقت الحاضر ، هناك توصيف ابدي كنهري دجلة والفرات هو ان العراق بلاد لديها مكونات رئيسة هي الشيعة والسنة والاكراد فلكي يتم فهم سياسته فهي تبدأ وتنتهي هناك مسترشدا بحقائقه الثابتة . وبالطبع ليس الامر سهلا جدا ، فان اختزال وجهه كان يفشل دائما في ادراك تنوعه المعقد في المكان حيث الطبقات ، والانساب وحتى القبيلة تحتوي على اكثر من طائفة وعرق في اغلب الاحيان ،
العراقيون انفسهم يشمئزون من تصور تشكيل سياستهم حول هذه الفكرة والمسؤولين الامريكان لم ينالوا ابدا ضمانا حول دورهم الحاسم في جعل هذه الفكرة المحور الذي تدور حوله السياسة هنا للاسف ، ربما لهذا السبب تكون المفاوضات التي تدور حول تشكيل الحكومة الجديدة هي المرتكز الذي يعتمد عليه مستقبل العراق بعد سبع سنوات من اسقاط الولايات المتحدة للنظام القديم . حتى بالنسبة للعراقيين فان هذه المحادثات غالبا ما تكون تخديرا للعقل في ميلها الى الجمود، فبعد مرور ثلاثة اشهر على الانتخابات لايوجد هناك اي تقدم يذكر نحو تشكيل التحالفات، لكن بالمصطلح الاوسع في النهاية يمكن ان تقرر فيما اذا كان العراق يتبنى نظام المحاصصة لادارة دولة في الشرق الاوسط قد تم تجربتها فقط في لبنان حيث ان سجلها متفاوت " فقد فشلت في الحيلولة دون هذا ، وكانت مسؤولة عن حربين اهليتين وضياع الوظائف والتعرض للغزو والازمات وطاحونة الاختناقات ". امر العراق اكبر بكثير ، وقد يكون من الصعب جدا التغلب على نظام اقتسام السلطة وهو الاحتمال الذي يكمن وراء المفاوضات والمساومات وعقد الصفقات التي تهدف الى صياغة الائتلافات لتشكيل الحكومة . يقول رافع العيساوي نائب رئيس الوزراء واحد المفاوضين البارزين في تلك المحادثات " اننا نريد الهروب من النموذج اللبناني " اما عزت الشابندر وهو سياسي على الجانب الاخر من المفاوضات يتساءل فيما اذا كان الوقت متأخرا جدا قائلا " اننا نسير في الاتجاه الخاطئ " معربا عن اسفه على ما يؤول اليه مصير نظامه السياسي غير المرغوب جدا على الصعيد الشعبي فهو غير قادر حتى على تقديم الضرورات الاساسية وهو امر له تداعياته حتى خارج حدوده في منطقة اكثر اختلافا عن سمعتها، حيث العلاقات بين الاغلبية والاقلية تبقى مسألة عالقة. باختصار هل يمكن أن توجد الديمقراطية في بلدان لا يشعر فيها المواطنون انهم متساوون؟ .كما هو الحال في العراق فان حاضره الآن قد رسم عام 2003 حينما شكل الحاكم الامريكي بول بريمر مجلس الحكم ، فقد كانت التشكيلة مخجلة حتى لبعض اعضائه ولم يوافق احد حقا على ما يفترض القيام به لتعويض الفوضى التي اعقبت سقوط النظام. لقد كانت الولايات المتحدة دائما ساذجة في رؤيتها للعراق قبل الحرب فهي كانت تنظر بمنظار العرق والطائفة وقد وجدت ذلك في البعض من عقول المعارضة العراقية التي كانت تعيش في المنفى في ذلك الوقت ، والتي استمرالبعض منها يعمل بشكل كبير بنفس الحسابات القديمة ،وقد اعتمد السيد بريمر بشكل غير منظم عليهم لتشكيل مجلس الحكم حيث طلبوا اعدادا تعادل ما كانوا يعتبرونه وزنهم الديموغرافي وهو العرق والطائفة الذي كان هو المفتاح الرئيس الذي تم اختياره و هذه القرارات في النهاية ساعدت الولايات المتحدة بجلب تصوراتها الخاصة السابقة للحرب الى الواقع فيما بعدها . يقول موفق الربيعي احد اعضاء مجلس الحكم " اعتقد بامانة اننا كلنا نشترك في المسؤولية " وقد لام صدام حسين في كونه تعامل مع مكونات الشعب العراقي بنفس الطريقة فقد عمل صدام على تعزيز تلك الانقسامات لكن الربيعي اضاف " اعتقد اننا وقعنا في الفخ ". من خلال الكلمات على الاقل تعهد السياسيون بانهاء نظام المحاصصة ، وكان هذا الوعد ركنا اساسيا من الحملة الانتخابية اما المفاوضات اليوم فهي نافذة مرونة على تلك الحسابات . قبل سنوات قليلة روجت احدى مجاميع المجتمع المدني في لبنان للحملة الانتخابية وهو البلد الشهير بوجود 18 طائفة فيه حيث الرئيس تقليديا من المارون الكاثوليك ، ورئيس الوزراء من السنة ورئيس البرلمان من الشيعة وفي لوحات الاعلانات ومن خلال الصحف عرضت هذه الجرعة من المسرحية الساخرة التي لم تبد هزلية جدا حيث ظهرت اعلانات مثل ، دروس في تعلم الطبخ باليونانية الارثوذكسية ، بنايات للبيع للدروز، قصات شعر للأرمن الكاثوليك ، وفي اسفل هذه الاعلانات تجد كتابة باللغة الانكليزية تقول " اوقفوا الطائفية قبل ان توقفنا " وبشكل صريح جدا بالعربية " المواطنة ليست طائفية" . لم يفهم كل شخص هذه النكتة لانها جزئيا كانت تؤثر في كل بيت ، لكن البعض في العراق يدافع عن المحاصصة الان كونها توفر الحماية للأقليات في منطقة لديها سجل سيئ في هذا، لكن لا احد يتحدث عن العراق كأمة يقول السفير الأمريكي السابق رايان كروكر "من المحتمل ان يكون هناك بعض الشيء منها لكل شخص ، وهو سيكون امرا شاملا لدى النخب السياسية لكن الوعود التي قطعت والصفقات التي عقدت لاتتضمن في الحقيقة اية وعود او التزامات تجاه حياة الناس في العراق وهذا ليس فقط ما يجب القيام به في الحيا
العراق وتقاسم غنائمه السياسية
نشر في: 27 يونيو, 2010: 07:14 م