TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كوميديا وزارة الدفاع 

العمود الثامن: كوميديا وزارة الدفاع 

نشر في: 5 إبريل, 2022: 11:23 م

 علي حسين

في كل صباح ومع الانشغال بالبحث عن فقرة في أحد الكتب، أقدمها للذين يتابعون "جنابي" وهم ينتظرون ماذا في جعبتي للمساء، وأعرف أن العديد من القراء يريدون مني أن أترك الحديث عن السياسة، ومعركة من هو رئيس البرلمان؟، كما أعرف بالتأكيد أن هناك من يجد في كتاباتي نوعاً من العبث عليَّ أن اتوقف عنه مثلما نصحني أحد القراء أمس.

ولأننا بدأنا حديثنا عن الكتب فقد كنت قد قرأت كتاباً عن سيرة الزعيم اليوغسلافي جوزيف تيتو، الميكانيكي الذي أصبح واحداً من أهم شخصيات القرن العشرين، والرجل الذي تجرأ على الاختلاف مع ستالين الذي قال له: لماذا تريد جيشاً يوغسلافيّاً قوياً؟ نحن جيشك. ليجيب تيتو: شيئان لا يمكن استيرادهما، الوطنية والجيش!. ظلت هذه العبارة ماثلة أمامي وأنا أتابع ما يجري في هذه البلاد، الناس تريد الأمان والاستقرار والعدل الاجتماعي، والساسة يريدون منا أن نؤمن بأن الوطنية تعني، إعلاء شأن الطائفة والقبيلة على الوطن، وترسيخ مفهوم العشيرة مقابل مفهوم الدولة، ووضع أهل الثقة بدلاً من أهل المعرفة والكفاءة.

بالأمس عدنا إلى النقاش "البيزنطيني" هل نحن نحتاج إلى جيش وطني أم جيوش طوائف؟ ربما نحن البلد الوحيد الذي يفرح فيه المواطن وهو يشاهد قناة تلفزيونية تسخر من قواته المسلحة، وقرأنا كيف أن البعض حاول أن يطمس دور الجيش في معارك التحرير وخصوصا في تكريت وقبلها في ديالى، بحيث غابت صورة قادة عسكريين في العديد من صفحات التواصل الاجتماعي، فيما أصرت بعض الفضائيات على أن تجعل من الجيش الرقم الثاني في المعركة.

في هذا المكان وجهت أقسى العبارات إلى الأجهزة الأمنية وكتبت أطالب بالحفاظ على قيمة الجيش والقوات الأمنية، فهذا لأننا نريد جيشاً وطنياً يكون للعراق والعراقيين جميعاً بعيداً عن الانتماءات الحزبية، لا جيشاً يدافع عن فشل الغراوي ويهتف باسم كنبر، ويأخذ التحية لقادة فاشلين من الذين ظلوا يهزجون بشعارات دعم القوات الأمنية طالما هي تتركهم يفعلون في البلاد ما يشاءون.. كنا ننتقد الجيش لأننا ندرك جيداً خطورة أن يتورط في لعبة السياسة .. نريد جيش وطني ونزيه في نفس الوقت ، لا يمكن بناء جيوش قوية والفساد يحيطها من كل جانب ، ولهذا أجد أن انتفاضة وزارة الدفاع ضد برنامج تلفزيوني تبدو نوعاً من الكوميديا السوداء.. فمن منا لا يعرف أن "الفضائيين" و"الدمج" متغلغلون في نسيج الجيش العراقي ؟ وأن أحزابا وتنظيمات أصرت على أن تجعل من الجيش ورقة في الدفاع عن مصالحها الخاصة؟.

في هذه البلاد نعيش كل يوم من نواب وسياسيين "فضائيين"،. فلماذا تنزعج وزارة الدفاع عندما يخبرها احد ان تراج سجلات " الفضائيين " وان ترفع شعار " من اين لكم هذا " في وجه قادة الجيش .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram