علاء المفرجي
2-2
فوجود ممثل عبقري من طراز ديل تورو لأداء شخصية اسكوبار، وهي التجربة الثانية له في تجسيد شخصية لاتينية بعد تشي غيفارا، منح الفيلم والشخصية أهمية كبيرة من خلال إداء فخم لا يقوي عليه سوى ممثل بموهبة ديل تورو، وهو ما يجعلنا ننتظر سيرة متكاملة لهذه الشخصية بأداء هذا الممثل الفذ.
سيرة متكاملة لشخصية مثل اسكوبار تتطلب إحاطة كاملة بسيرة الرجل الذي صدع راس اكبر قوة في العالم تمتلك اقوى جهاز مخابرات على الإطلاق عندما تحكم بتجارة المخدرات عبرها بل وصنع إمبراطورتيه العظيمة منها وبالتحديد من جنوب فلوريدا التي شهدت أوار حرب الكوكايين، وصلت حد طلب الرئيس رونالد ريغان الرئيس الأميركي حينها من نائبه جورج بوش الأب لترؤس قوة خاصة مناهضة للمخدرات في جنوب فلوريدا .
فسيرة الرجل التي تبدأ من من طفل يمتهن سرقة شواهد القبور وبيعها ، ثم احترافه سرقة السيارات، لينخرط بعدها في العمل مع عصابات المخدرات في بلدته، ليصل في النهاية الى ملك بلا منازع لهذه التجارة التي أدخلته الى السياسة من أوسع أبوابها، هو ايضا الشخصية التي بقدر ما أثارت كراهية البعض له سبب الجرائم التي ارتكبها، فانها في الوقت نفسه جمعت حوله الكثير من المحبين والمؤيدين، بما عرف عنه من تقديم الكثير من المساعدات للمحتاجين وأبناء بلدته. . ويكفي انه وهو بصدد بناء إمبراطورتيه مسؤولا عن عمليات اغتيال راح ضحيتها المدعي العام، ووزير العدل، وعشرات الصحفيين، وأكثر من مائتي قاض، وما يزيد عن ألف من رجال الشرطة. لتصل الى اغتيال المرشح الرئاسي لبلده.
ولعل قصة مطاردته من قبل حكومة بلاده والمخابرات الاميركية والتي استأثرت باهتمام الإعلام في بداية العقد الاخير من القرن المنصرم، والتي انتهت بمقتله، كافية لان تكون موضوعا جديرا بالمعالجة السينمائية.
الفيلم ليس سيرة للرجل لكنه إشارة او مدخل لصنع فيلم يحيط بسيرته سينطوي بلاشك على كل عناصر التشويق.
تناولت السينما حياة ونشاط بارون المخدرات الكولومبي في أربعة أفلام تسجيلية وستة أفلام روائية طويلة كما في اثنين من المسلسلات التلفزيونية.
ومن هذه الافلام الفيلم الوثائقي (اسكوبار ملاك أم شيطان) الذي يغوص في حياة إسكوبار ويضم صورًا وشهادات شخصية لم يسبق لها مثيل ، يعرض هذا الفيلم التلفزيوني بشق الأنفس الأعمال البربرية التي قام بها إسكوبار لإخضاع الأمة أثناء فحص كيفية تأثير إرثه على العالم اليوم. من بين جميع الخيارات في هذه القائمة ، هذا هو أفضل رهان لك إذا كنت تبحث عن فحص اسكوبار شامل.
ومن الافلام الاخرى التي تناولت شخصية بابلو إسكوبار هو الفيلم التلفزيوني الوثائقي الطويل بعنوان “بابلو إسكوبار: ملك الكوكايين” الذي عرض عام 1998، وهو من إخراج ستيفن دوبلر.
ويرصد الفيلم من خلال صور ولقطات من الأرشيف لم يسبق عرضها من قبل، حياة إسكوبار وصعوده في عالم المخدرات وكيف أصبح أول ملياردير من النشاط الإجرامي في أميركا اللاتينية، من خلال مقابلات مصوّرة مع أفراد عائلته وبعض الصحافيين الذين كتبوا عنه وقاموا بتغطية أخباره ونشاطاته، وكذلك مع عدد من رجال الشرطة والمحقّقين الذين تناوبوا على قضاياه الكثيرة وأرادوا الإيقاع به، وكان هذا الفيلم جزءا من سلسلة “الأساطير” التعليمية التي كان يقدّمها بريانت غامبل لتلفزيون “أن.بي.سي” الأميركي.