ترجمة / اسلام عامرأثارت استقالة وزير الكهرباء كريم وحيد الاسبوع الماضي على اثر المظاهرات الغاضبة احتجاجا على تردي خدمات الطاقة الكهربائية تداعيات وردود افعال بالرغم من الوعود التي توهم المواطن بتحسن الوضع. وجاءت استقالة الوزير بعد ساعات من خروج المتظاهرين لليوم الثالث و ذلك في محافظة البصرة
حيث اثارت حرارة الجو و رطوبته توتر و انزعاج المواطنين بشأن انقطاعات التيار الكهربائي المستمرة وغير المبرمجة.واحتلت تلك القضية مركز الصدارة في المشهدين السياسي والاقتصادي في العراق منذ مقتل اثنين من المتظاهرين ، عندما فتحت قوات الأمن النار لتفريق حشد في مدينة البصرة ، فيما استخدمت قوات مكافحة الشغب في الناصرية خراطيم المياه لتفريق الحشود و ذلك بعد أن رماهم المتظاهرون بالحجارة في البصرة.وقال كريم وحيد وزير الكهرباء المستقيل في حكومة المالكي المشكلة منذ عام 2006 قال في خطاب بثه التلفزيون انه بث سلسلة من المشاريع لأصلاح الشبكة لكن الوضع كان حرجا بسبب نقص التمويل و الوقود اللازمة للمحطات الكهربائية.و اتهم الساسة ايضا في محاولتهم لاستغلال الغضب الشعبي بخصوص القضية و تسيسها لأغراض شخصية لتشكيل الحكومة في اكثر من ثلاثة اشهر منذ الانتخابات البرلمانية في السابع من آذار الماضي.و قال:"لذا أعلن و بشجاعة استقالتي من منصبي كوزيرٍ للكهرباء".ورفعت ازمة الكهرباء المخاوف بشأن القلق المتنامي في نقص الخدمات الاساسية الذي يمكن ان يعرض الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في العراق إلى الخطر على الرغم من التحسن الأمني ، حيث وضعت تلك الازمة ايضا مؤثرات سلبية بخصوص صورة المالكي كمصدر ٍ للقانون و النظام في الوقت الذي يحارب فيه ليحافظ على منصبه بعد الانتخابات غير الحاسمة. إن الشعب العراقي اصبح مخذولا و على نحو متزايد من عدم قدرة الحكومة على تزويد الطاقة الكهربائية و الماء الصالح للشرب و غيرها من الخدمات حتى بعد انفاق المليارات من الدولارات من الاموال لإعادة الإعمار.كثيرا ما يتلقى الشعب العراقي الكهرباء لاقل من ست ساعات في اليوم و تدفع اغلب الأسر أكثر من خمسين دولارا كل شهر و ذلك لمولداتهم الخاصة و ذلك في سبيل التعويض عن الانقطاع ، و اصبحت المشكلة اكثر اهمية عندما ارتفعت درجات الحرارة الى 50 درجة مئوية.ووجه كثير من العراقيين غضبهم الى كريم وحيد و طالبوا باستقالته بينما وجه البعض الآخر سهام اللوم صوب المالكي."لن تحل استقالة الوزير ازمة الكهرباء و ذلك لان الحكومة بأكملها و ليس الوزير وحده مسؤولة عن معاناة الشعب العراقي"،هذا ما قاله حسن صباح البالغ 24 عاما و هو صاحب مقهى انترنت في بغداد.ان ازمة الكهرباء"هي نتيجة الفساد للاحزاب الطائفية و صراعها لنيل المناصب الوزارية" و اضاف :"اعتقد ان المسؤول الذي يجب ان يقدم استقالته هو نوري المالكي".و قد سارع القادة العراقيون للرد على هذا الغضب و ذلك بوعود مسؤولي المالكي في معاقبة المسؤول عن النقص بينما يدعو إياد علاوي قوات الامن الحكومية الى ضبط النفس.و تدخل عادل عبد المهدي نائب الرئيس الذي قيل انه المرشح المحتمل لرئاسة الوزراء في هذه القضية واصفا اطلاق النار في البصرة من دون مبرر و حاثاً جميع الأطراف على الهدوء.و كان قد جرح 14 شرطيا و 4 متظاهرين على الاقل عندما تحولت المظاهرات الى نمط عنيف في الناصرية يوم الاثنين الماضي و ذلك بحسب ما ذكرت الشرطة.وواجه الشرطة الذين يرتدون الخوذ و يحملون الدروع المئات من الرجال الذين يحملون العصي الخشبية و الذين يرمون الحجارة خلف الحواجز الصفراء و الحمراء التي يبلغ ارتفاعها حد الخصر و الاسلاك الشائكة لحماية مقر الحكومة المحلية.و حمل بعض المتظاهرين الكراسي التي تمثل رمزا للمناصب الحكومية و حملوا المصابيح النفطية و بعض النماذج من المولدات الخاصة التي تستخدم لسد النقص في التيار الكهربائي."سوف نواصل هذه المظاهرات إلى أن تلبى مطالبنا"هذا ما قاله باسل صباح البالغ من العمر 40 عاما وهو موظف حكومي الذي شارك في التظاهر لليوم الثاني على التوالي و اضاف:"نحن نناشد جميع المحافظات الى تنظيم المظاهرات في ثورة الكهرباء هذه"في هذه الاثناء وارى العراقيون موتاهم الذين ذهبوا ضحية انفجار سيارة مفخخة استهدفت المصرف الذي تديره الدولة في بغداد و هو الهجوم الثاني على مؤسسة مالية رئيسة في الأسبوع نفسه.rnعن الواشنطن بوست
استقالة وزير الكهرباء هل تؤدي مؤداها ؟
نشر في: 28 يونيو, 2010: 05:34 م