اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > ثانيةً.. عن الفن وسوق الفن

ثانيةً.. عن الفن وسوق الفن

نشر في: 28 يونيو, 2010: 05:54 م

ياسين طه حافظ في مقال سابق تناولت هذه المسألة معتمدا في الطرح على نظريات الفنون وطبيعة العمل الفني. سأقترب اليوم أكثـر من العوالم التي يتحرك فيها النتاج الفني بعد نتاجه، ومدى علاقة هذه الحركة بجدوى الفنان اليومية من عمله.
ولكي ننظر من جديد لهذه المسألة وامثالها في الفنون كلها، لا بد اولا من مناقشة المُسلَّمات من الأفكار والأحكام. فكما ورثنا مقولة عيب الخطابية والمباشرة في الشعر، ورأينا نصوصا عظيمة ومهمة كانت خطابا، ووجدنا من النصوص المباشرة ما يسند العمل ويعلو بدراميته، نراجع اليوم مسلّمة ضرر المتاجرة او الروح التجاري في الفن، ونناقش بعقلانية اخرى مقولة هذا فن تجاري، بنغمة الاستهانة وبمعنى قلة الشأن وضآلة القيمة الفنية.فهذا الرأي يبدو اليوم غير مناسب وغير صحيح ونحن بازاء ظاهرة الانتاج الثقافي و"صناعة الثقافة" وبعد ذلك "اسواقها". الفنانون في أوربا وأمريكا واجهوا مثل هذا الأشكال. وكان هناك رأي متوارث، انجلوسكوني "المنشأ"، يقول: "اذا اردت ان تكسب مالا، فعليك ان تعمل بجد اكثر وان تكون مؤهلا وحيويا، وان هذا الكلام يشمل الفنانين أيضاً.." في خريف 2006 نشرت مجلة للفن والثقافة مضمون قول الشاعر لوسبرت Lucebert:كل مَرِنٍ لا قيمة له.." وفي ذلك العدد الفني، تساءلت المجلة: "هل ينبغي للفنانين ان يُتجِّروا عملهم؟" ونحن نسأل الان: كيف يكون المبدعون تجارا ثقافيين؟ هل يُترك الانتاج الفني والمكاسب الثقافية لقوى السوق؟ بعد هذه التساؤلات، نواجه حياتنا اليومية. الحياة اليومية تؤكد لنا تزايد أُلفة الفن للسوق واقترابه من العمل الربحي. بوضوح اكثر تقارب الفن والتجارة. وفي بعض الدول الأوروبية مثل هولندا والبلجيك، تقوم وزارة الاقتصاد ووزارة التربية والثقافة والعلوم بمشاريع مشتركة.. وهذا يعني ان الثقافة والعلم يعملان معا في الأعداد والإنتاج وبعد ذلك، يأخذ المُنْتَجُ الثقافي العلمي طريقَه التجاري في اقتصاد البلد واتفاقاته التجارية. للتأكيد، لا يقتصر الفن في احوال كهذه على التصميم واختيار الالوان ولكنه يشتمل على الأعمال الفنية ومعارض الرسم والموسيقى.وبهذا التقدم، صارت مقولة "ان النقود كلمة قذرة امام الفن، مقولة لا تحمل مضمونا حقيقيا او عمليا. لقد حلت محل تلك المقولة: " المبدعون كاسبو نقود وعبارة Creative people are money makers مقولة تكاد تكون معترفا بها شعبيا. تُوصِلنا هذا المقدمة لان نتساءل: لماذا، محليا، تقال عبارة "مسرح تجاري" و "فن تجاري" بنوع من الازدراء، وتقليل الشأن ولماذا قلّ الازدراء، بل قل النفور، منها في أوروبا اليوم؟ هل لانها عندنا اعمال سريعة تخاطب السطح ولا تنفذ الى ما وراء الاعتيادي؟ ام لأنها أصلاً أعمال لا تسندها ثقافة وعمق فكري؟ لكن، هل صحيح ان كل عمل مسرحي تجاري هو بلا عمق إنساني او فكري ولا تسنده ثقافة؟ وهل صحيح ان كل الأعمال الفنية التجارية لم يبذل فيها جهد كاف يجعل منها فنا؟ ام، وهذا موضوع آخر، العمل الفني التجاري يهتم بموضوعات وأفكار يرتضيها الشارع ولا تهم الانتلجسنيا الثقافية؟ وهنالك سؤال آخر من زاوية اخرى: هل كل موضوع اجتماعي بسيط يثير الشارع او العامة، لا تهتم به النُخَب؟ لا يعنيها فكريا او ثقافيا؟ كما ترون هي جملة اسئلة، ليس بينها واحد يدين الربح فيها. اذن صفة "تجاري" ليست هي المُدانة ولكن المستوى الثقافي وضحالة الفن وهبوط المستوى الثقافي، وتسطيح القضايا الفكرية والاجتماعية... تلك هي موضع اللوم وهذه كلها مسائل تخص او تصف العمل الفني وتحدد مستواه. هي لا تدين التجارة. التجارة تظل مطلبا لكي يبقى الفن. هل هي جرأة ان اقول هذا؟ عموما، نحن نعلم ان العمل الموصوف بالتجاري ليس دائما سطحيا. وليس جمهوره الكبير دائما ساذجا لا يفهم. وعلينا ان نفصل بين العمل السريع والسطحي وبين العمل الفني التجاري. هذا الفصل ضروري للتعامل مع الاعمال الفنية في عصرنا تعاملا واقعيا. فلم يعد الفنان هائما او بوهيميا. هكذا فنان في أيام الحداثة والتقنيات والمشاريع...، يبدو كاريكاتيرا من الزمن الماضي، من ذلك الزمن الذي لم يكن يُعْقَلُ فيه ان للثقافة صناعة ايضا وان هناك صناعة ثقافية وان وراء كل الاعمال والمشاريع تجارة.بعد كل هذا، هل يعتمد الفنانون في عملهم على السوق؟ الا "يخضّهم" او يُسقِطُهم السماسرة وتجار الثقافة؟ ومن يقرر ان هناك طلبا على اعمالهم او ان هناك زهدا فيها؟ للإجابة عن مثل هذه الاسئلة، او هذه الاعتراضات ، تقدم البروفسور جيب هاجورت Geep Hagoort  استاذ الفن وشؤونه الاقتصادية في كلية الفنون، جامعة اوتريست بنظرية اسماها : نظرية الحسابات الستراتيجية للفن، استغنى فيها عما اسماه الاسترخاء واللارسمية والمشاعر الداخلية ودعا لتبني طريقة اكثر صلابة وأقرب للروح التجارية business ، وبتلك الطريقة يتم التعامل مع الفن أيضاً. ورأى ان يتوقف الدور الرئيس للدولة في رعاية الفن. فهناك، كما يقول، ممولون وسماسرة ورعاة فنون ومؤسسات تجارية. ويكمل رأيه هذا مارك رويترز Ma

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram