علي حسين
لم يتم ابتذال مفردة "المدني"، كما يحدث الآن، ضحك علينا حمد الموسوي تحت شعار "انتخب مدني" فلفلف مئات الملايين من الدولارات بحجة دعم "التنمية" في العراق..
وأصر ائتلاف دولة القانون، وهو يتمتع بمليارات الدولة، على أن هدفه إقامة دولة المواطنة المدنية، وكان حديث صالح المطلك عن دولة المواطنة، الذي لا يختلف بالشكل واللون والرائحة عن خطبة الأربعاء "الإصلاحية" التي أطلقها نوري المالكي! ، وأرجوك، تذكّر أن كثيراً من المقولات التي يردّدها نواب البرلمان اليوم حول الإصلاح والمواطنة ونبذ الطائفية، ظلّ ساستنا يردّدونها طيلة تسعة عشر عاماً، وهي نوع من الـ"الخطب" لا يصلح للاستهلاك البشري .
وقد قيل ما قيل في أسباب تقلّب البعض من اليسار إلى اليمين، وبالعكس، الكثير من الكلام، إلا أنّ أحداً لم يخبرنا حتى الآن، كيف تحول أياد جمال الدين، من رافع لواء الدولة المدنية، والذي صرفت عليه أمريكا مئات الملايين من الدولارات وفشل في اكتساح البرلمان عام 2010 ، وكان حديث المجالس آنذاك حين اعلن من على احدى الفضائيات في شباط عام 2010 ، أن حزب البعث لا يمكن اجتثاثه ، إلى أياد جمال الدين نسخة 2022 وهو يكتب هذه الايام على صفحته في تويترهذه العبارة : "السنّي يجب كسر خشمه حتى يعود إلى رشده وحجمه الطبيعي، فالسنّي العراقي.. لا يبكي على احتلال العراق إنما يبكي على فقدانه السلطة". الجواب بالتاكيد يتعلق في تحويل العملة الصعبة ومن هو صاحب الدولارات هذه الايام ؟ .أترك أياد جمال الدين وتغريداته الباسلة ودعوني أنقل لكم بشرى إنجاز عراقي جديد، فقد حصل الجواز العراقي على المرتبة ما قبل الأخيرة واستطعنا أن نتفوق على أفغانستان وسوريا، لكن الصومال غدرت بنا وتفوقت علينا بنقطة واحدة.
الناس تعرف جيداً أن ساستنا الأفاضل كانوا وراء حصولنا على المراتب المتقدمة في الفشل والخراب والفساد المالي والسياسي وبيع المناصب ، لانهم أبدلوا ملفات مهمة مثل الخدمات والتنمية والصحة والتعليم والبطالة والسكن بملف واحد هو "الصراع على السلطة ومنافعها"، ففي كل يوم يصحو العراقيون على سؤال جديد؛ هل الحديث اليومي عن التوافق والاغلبية يمكن أن يعوضهم، سنوات من التخبط والارتجالية والمحسوبية والانتهازية التي مارسها العديد من السياسيين؟، فبدلاً من أن يكون سعي الساسة إلى أن يكون العراق تاريخاً من الاستقرار والازدهار، تحول إلى سلسلة طويلة من التجارب الفاشله في الحكم، مرة في الحديث عن أخطاء الدستور، ومرات عدة في السعي إلى إقصاء الآخرين بكل وسائل الاجتثاث.
اليوم نحن في محنة، ليست الأولى، وقد لا تكون الأخيرة. وأصعب المحن هي ان تجعل من يعمل بالسياسة يؤمن ان الوطن ابقى واهم من الطائفة والعشيرة والحزب .