 خاص/ المدى

يعيش حسن ظروفا نفسية لا يحسد عليها بسبب الاعاقة التي تسببت بها رصاصات مجهولين استقرت في جسده إثر محاولة لاغتياله بعيد حراك تشرين في ميسان وهو ذاهب لممارسة عمله في جنوب المحافظة لتقعده تلك الرصاصات وتجعله عاجزا عن الحركة.

حسن نعيم البهادلي صاحب الـ 39 عاما ابعدته الظروف الامنية عن محافظته مجبرا للحفاظ على حياته التي قضى طورا منها على كرسي متحرك بعد تعرضه لوابل من الرصاص من قبل مجهولين في شهر كانون الاول من عام 2019 لا لشيء سوى انه كان يقود فريقا طوعيا وناشطا مجتمعيا في المحافظة.

يقول حسن في حديث خص به (المدى) "تعرضت لمحاولة اغتيال ابان انتفاضة تشرين اثناء ذهابي للعمل في منطقة الاعتماد التابعة لقضاء الكحلاء حيث اعمل في مركزها الصحي من قبل اشخاص يستقلون سيارة نوع بيك اب فتحوا علي النار واصابتني عدة رصاصات في مناطق مختلفة من جسمي تسببت بنزف في الرئة واخر في الطحال واصابة بالكتف اثرت على حركة يدي اليمنى وما زالت في جسمي 4 اطلاقات مع شظايا كثيرة".

ويضيف حسن، "كل ذلك كان هيناً ولكن كسر الفقرة الصدرية الخامسة سبب لي شللا في الاطراف السفلى وجعلني عاجزا عن الحركة وبعد ان كنت اقود فريقا طوعيا واعمل مع المنظمات الانسانية لمساعدة الاخرين اصبحت احتاج الى المساعدة".

حسن نعيم الشاب الطموح الذي يحمل في جعبته مجموعة من الشهادات العلمية لتكون شاهدا على مثابرته منها شهادة الدبلوم بعد تخرجه من المعهد الطبي ثم بكالوريوس تقنيات طبية بعد اكماله الكلية التقنية الطبية ليدرس بعدها القانون ويضيف شهادة بكالوريوس القانون بعد تخرجه من كليتها الى قائمة شهاداته اوقفت حادثة محاولة اغتياله طموحاته. مناشدات ومطالبات توجهت بها مجموعة من ناشطي المحافظة للحكومة المركزية بوضع اسم حسن نعيم ضمن قائمة جرحى تشرين لتلقي العلاج خارج العراق وشموله برحلاتها كونه من الحالات الحرجة ومن الاشخاص الذين ما زالوا يعانون من رصاصات الاغتيال.

يقول الناشط الميساني صائب الشامخ في مطالباته التي ابرقها على مواقع التواصل الاجتماعي وتابعتها (المدى) "حسن نعيم البهادلي متظاهر من ميسان تسببت عملية محاولة اغتيالهِ بإعاقة وهو مقعد منذ احتجاجات تشرين الى يومنا هذا استنفذنا جميع من نعرفهم ومن لا نعرفهم في طلب علاج هذا المتظاهر لكن للأسف دون نتيجة جميع من يحيط بالحكومة يعلم بحال حسن لكن دائماً ما يكون الرد انكم في ميسان لا احد مكترث لها والتي اُبعد اغلب ناشطيها وقتل القسم الاخر منهم لم يعد لكم اي اهمية او اولوية بعد الان".

واضاف الشامخ "شاهدنا بفرح وغصة مجموعة من جرحى تشرين وهم في طريقهم للعلاج نتمنى لهم السلامة ولكن متى يحين دور حسن والجميع يعلم بحاله اما آن الاوان لتعرفوا ان هنالك آخرين وفي ميسان خصوصاً يمنعهم الحياء وعزة النفس".

وبين كشف دلالة مركز شرطة الكحلاء والمدون بتاريخ 22 /12/ 2019 واطلعت على متنه (المدى) "تم ضبط ظروف فارغة عدد 4 تعود لمسدس نوع تسعة ملم في محل الحادث وان سيارة حسن التي كان يستقلها قد تعرضت الى 11 اطلاقة نارية". حسن الذي اصيب برصاصات المجهولين وهو متجه الى عمله بين الكحلاء والقلعة وعلى بعد 200 متر من سيطرة قضاء الكحلاء ما زال يبحث عن العلاج رغم كل ما مرت به من مصاعب.

يقول صائب الشامخ "نطالب الجميع بوقفة حازمة ومشرفة مع حسن وجميع من اصيب وجرح في ثورة تشرين العظيمة".

يبقى حسن انموذجا حيا ماثلا امام الجميع كغيره من ابناء المحافظة الجنوبية في البحث عن مسالك خلاصه من اعاقته التي تسببت بها تطلعاته وتطلعات زملائه في البحث عن وطنه.

يقول حسن نعيم "ايماني بالقانون كوني خريج كلية القانون جامعة ميسان بالاضافة لاختصاصي الطبي جعلني اطالب الحكومة بضمان حقي بالعلاج بعد ان فشلت في ضمان توفير الامن".