طه كمــر لم تكن مسابقة كأس العالم المقامة حاليا في جوهانسبرغ طبيعية في مسارها فقد خضعت لمفاجآت عدة وتخللتها هفوات كثيرة لمنتخبات لم يتوقع المتابعون أن تتعرض إلى مثل هكذا إخفاقات وبالمقابل برزت فرق لم تكن ضمن دائرة الضوء
وشاهدناها حققت انجازات عدة وهذا ما يلغي الثوابت في مجال كرة العالم .ومن خلال المتابعة اليومية لنا لهذا المونديال أسفرت منافسات الدور الأول الذي طوى صفحاته قبل أيام وحتى المباريات التي انقضت من عمر الدور الثاني والتي أقصت البعض من المنتخبات التي كان يعوّل عليها من الجمهور الرياضي فيما تأهلت الفرق الأخرى إلى دور الثمانية عن تلكؤ جديد في الأداء لجميع الفرق فلم تؤشر مفكراتنا حتى الآن مستوى ثابتاً للاعب معين أو فريق بذاته حيث ظهرت جميع الفرق المتبارية بمستويات متباينة في جميع مبارياتها ، فلو رجعنا إلى الوراء بضع سنين وتأملنا أسماء اللاعبين البارزين خلال المونديالات الماضية لوجدنا ان المتابعين قد حفظوا أسماء الكثير من النجوم الذين أنجبتهم تلك المسابقات وأخص بالذكر الساحر مارادونا الذي خطف اللقب للأرجنتين عام 1986 الذي أقيم في المكسيك وكذلك الايطالي سكلاتشي الذي ظفر بلقب الهداف في مونديال 1990 المقام في ايطاليا ولم يكن معروفا قبل البطولة وكذلك برز الكرواتي سوكر هداف مونديال القرن الذي أقيم في فرنسا عام 1998 وفي تلك البطولة برز العديد من اللاعبين الذين لازالت ذاكرة المتابعين تحفظ أسماءهم كما في تشيلافيرت حارس مرمى الباراغواي ولاعبي البرتغال ديكو ونوناغوميز وفيغو وبرز أيضا من البرازيل رونالدو وريفالدو والفرنسيين تييري هنري وتريزيغيه وكذلك اللاعب الكبير زين الدين زيدان وغيرهم من اللاعبين الذين تغنى بهم جمهور (الديوك) وجميع من تابع تلك البطولة ومن المنتخب الايطالي الذي خرج من هذه البطولة بخفي حنين من دون ان يترك بصمة ايجابية على أدائه بعد أن حصل على نقطتين يتيمتين من تعادلين وخسارة قاسية حيث كان يقوده لاعبون كبار بمستواهم أمثال مالديني وديل بييرو وانزاغي وتولدو وغيرهم من اللاعبين الكبار الذين خطوا تأريخ الآزوري بأحرف من ذهب وجنوا ثمار جهودهم في مونديال ألمانيا عام 2006 عندما خطفوا كأس البطولة بجدارة ولم تقف سلسلة النجوم عبر تأريخ بطولات كأس العالم، فقد برز من المنتخب الألماني اللاعبان رودي فولر ولوثر ماثيوس والحارس العملاق أوليفر كان وما قدمه المنتخب الهولندي من لاعبين أكفاء أمثال ماركو فان باستن ورود غوليت وريكارد وكويمان والحارس فاندر سار لم يصبحوا إلا نجوما سطعت في سماء البطولات الماضية وإضافة نكهة غير اعتيادية إلى نكهة تلك البطولات وأبى منتخبا الدنمارك وكولومبيا الا ان تضعا بصماتها عبر بوابات كأس العالم من خلال حارسيهما هيغيتا وشمايكل .لكن وللأسف في هذه البطولة لم يظهر لاعب واحد يعيد إلى الأذهان ما حققه لاعبو الأمس باستثناء الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي لم يكن ظهوره في هذه البطولة ، بل هو من تربع على قمة لاعبي العالم منذ العام الماضي بعد الأداء الرفيع الذي قدمه مع الفريق (الكاتالوني) وكذلك البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي خطف الضوء من جميع لاعبي العالم ليكون الأفضل بينهم عندما كان يمثل فريق مانشستر يونايتد وما قدمه مع الفريق الملكي ريال مدريد ، لذلك ظهرت هذه البطولة فقيرة جداً بصنع النجوم الذين لم يسطعوا في سماء جوهانسبرغ حتى هذه اللحظة وقد تحمل لنا الأيام المقبلة ظهور لاعبين بوزن عمالقة الأمس .وما حملته أجندات المتابعين وكان مميزا في هذه البطولة هو سوء التحكيم الذي تفاقم يوما بعد يوم وما قام به الحكم الايطالي روبيرتو روسيتي في مباراة الأرجنتين والمكسيك بعد احتسابه هدف الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي كان في موضع تسلل خير دليل على ضعف الجانب التحكيمي في البطولة إذا ما أردنا الإشارة إلى إن كل مباراة حملت العديد من الهفوات التحكيمية لذلك أرى إن هذه البطولة فقيرة جدا بكل ما يجب إن تحمله بطولة بهذا الحجم .Taha_gumer@yahoo.com
بصمة الحقيقة ..هفوات بحجم الكارثة !
نشر في: 28 يونيو, 2010: 06:21 م