TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: إنجاز سلة النفط

معالي الكلمة: إنجاز سلة النفط

نشر في: 13 إبريل, 2022: 11:38 م

 عمــار ســاطع

الإنجاز السلوي المحلّي الجديد الذي حقّقه فريق النفط بالاحتفاظ بلقب الدوري الممتاز، يكاد أن يكون لافتاً بنظر الكثيرين من الشغوفين باللعبة الشعبية الثانية في البلاد.

ما سجّله فريق النفط بتتويجه في اللقب، لم يأتِ اعتباطاً، بل هو ثمرة جهود مُضنية وعمل شاق سبقه تخطيط سليم وبرنامج واضح في الوصول الى محطّة الختام وخطف إنجاز مهم.

أقول.. الوصول الى القمّة أصعب من الحفاظ عليها، وما حافظ عليه فريق كرة السلة بنادي النفط، أمتدّ الى خمسة مواسم متتالية، ليس بِضِمنها الموسم الذي توقّفت فيه المسابقة، بسبب جائحة كورونا، وإلغاء نسخة الدوري قبل عامين، وهو الموسم الذي تربّع عليه النفط قبل أن يلغى.

لقد كسر فريق النفط الذي نال اللقب، للمرّة السادسة في تاريخه، كل الأرقام القياسية من حيث الاستمرارية في خطف اللقب والقمّة، فيما عجزت الفرق المنافسة الأخرى في تحقيق ما حقّقه فتية المدرّب الكفء خالد يحيى الذي عرف كيف يتعامل مع المسابقة وفرض هيبته على الآخرين برغم احتدام الصراع الإضافي للمباريات مع الشرطة، المنافس الأقرب!

وفي رأينا أن صراع قمّة دوري كرة السلة وصل ذروته ببروز فرق جدّدت صورة التنافس مع فريقي الحشد الشعبي وكلية دجلة، لكن النفط قال القول الفصل في نهاية الماراثون السلوي.

لقد برهنَ فريق النفط أنه امبراطور لعبة كرة السلة من خلال ما قدّمه من أداء مميّز وروحيّة التحدّي اكتملت بالتفوّق وخطف لقب جديد، والبقاء على عرش الدوري بأفضلية نجومه الذين أكدوا أنهم الأقوى على صعيد الدوري.

وبين ما تحقّق للنفط محلّياً، وما يُفترض ويُنتظر أن يحققهُ خارجياً، عبر مشاركاته ممثلاً عن الوطن، مساحة كبيرة يجب أن تحدث عبر إيجاد الطرق الأقرب وخلق أجواء إيجابية للتحضير لموسم جديد مرتقب، في ظلّ ما يحتاج اليه الفريق من دماء جديدة ولاعبين مميّزين.

قد تكون هذه المواسم، مواسم نفطية بحتة، بعد أن سبقه في بسط الهيمنة على عُمر المسابقة التي تمتدُّ الى 42 نسخة سابقة، وقد توزّعت بين إصرار فرق حظيت بالكثير من الامكانيات والمكانة وكان لها ما أرادت في القبض على اللقب، مثل الجيش والرشيد (الكرخ حالياً) والشرطة ودهوك، لكن الحقيقة أن النفط يختلف عنهم، فهو فريق مؤسّساتي غير جماهيري، فريق يلعب بلا ضغوطات ويحصل على ما يحصل عليه بسبب إدارته الرياضية وفكرها وحرصها الصحيح تجاه لعبة كرة السلة خصوصاً وبقية الألعاب بشكل عام.

وبما اننا نتحدّث عن مسابقة سلوية هي الأهم بحدود الوطن، فلا ضير أبداً في التفكير بإيجاد آلية أفضل تضمن الارتقاء في واقع اللعبة لزيادة روحية التنافس بين الفرق التي تسعى الى خوض غمار مسابقة تجمع أقوياء الفرق.

ومثلما نتحدّث عن البطولة وإنجاز النفط في ختامها، فإن من المهمّ إقامة دوري الـ PLAY OFF الذي يضمُّ أفضل أربعة فرق وفقاً لتسلسلها بنهاية مشوار الموسم، وإقامته من أربع مراحل، شريطة أن تحصل الفرق على نقاطها التي كسبتها في الدوري الممتاز القائم من مرحلتين، لمنح زيادة إضافية في المواجهات التي تضمُّ أبرز الفرق واختيار أحسن العناصر لتشكيلة المنتخب الوطني.

إن الدوري الجيّد فنياً، يأتي بمنتخب مميّز، هذه المُعادلة الفعليّة لنتاج موسم طويل يحصل فيه اللاعب على جرعات تدريبية، ويدخل في مرحلة الإعداد والتجريب ومن ثم المنافسة، قبل أن يتم اختيار الأفضل لصفوف المنتخب لتمثيل الوطن في المحافل والمناسبات الدولية.

مُبارك نجاح عرس كرة السلة في موسم تنظيمي ناجح، ومبارك للنفط تفوّقه واستمراره في القمّة دليل على خطف ثمرة الخطوات الناجحة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram