TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بلاد المؤامرات

العمود الثامن: بلاد المؤامرات

نشر في: 13 إبريل, 2022: 11:50 م

 علي حسين

أخبرنا السفير الإيراني في العراق "مشكوراً" أن العراقيين غير جاهزين لتشكيل حكومة أغلبية، ونصحنا، مشكوراً ايضا ، أن نواصل العمل مع "الحكومة التوافقية"، والسبب كما يرى السيد السفير أن حكومة الأغلبية يمكن أن تنجح فقط في "البلدان المؤسساتية والديمقراطية". ماذا تفهم عزيزي القارئ من هذا التصريح الذي سيواجه حتماً بصمت سياسي لأننا منشغلون بمعركة "الشفلات"؟..

وقبل أشهر أخبرنا وزير الداخلية التركي، أن الدخول إلى العراق سيكون مشياً على الأقدام.. سيقول قارئ عزيز: أيها الكاتب البطران منذ متى كان القرار بأيدينا؟".

اعيد السؤال عزيزي القارئ وانا وانت نرى بغداد عاجزة عن حل مشاكلها الداخلية ، بينما العالم كله يتدخل ويقرّر ما يرام مناسبا لسياسيينا .

من أين يأتي العبث إذن؟ هل من شعارات الموت لأميركا، أم من انتظار أن تتصالح أمريكا مع طهران، لنرفع صور بايدن في الساحات؟،.. في كل يوم نرى أمامنا ساسة يخافون الحديث عن التوغل التركي ومشروع القواعد العسكرية التركية داخل العراق، ونرى اليد الإيرانية في العجين العراقي، كما نرى أن تركيا التي تحاول أن تتجاهلنا، تصر على أن لا ترحل قواتها عن حدودنا إلى أي مكان آخر.

وسط هذه التجاذبات وصراع الاشقاء على هذه البلاد المسكينة التي تامرت عليها الامبريالية واجهضت مشروع عادل عبد المهدي التنويري !! ومنعته من دخول موسوعة غينيس في عدد ضحايا الاحتجاجات ، وتأمرت على محمود المشهداني واستكثرت عليه أن يلقي نكات جديدة من على منصة البرلمان .. وسط كل هذا قرأنا تعليق رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون النيابية يحذرنا بأن هناك مؤامرة ضد المنجزات العراقية يقف وراءها "أصحاب أجندات مكشوفة".

طبعا ان اوافق السيد النائب وابصم له بالعشرة ، فسنغافورة ودبي وطوكيو وبرلين جميعها تتامر م على التجربة العملاقة للتنمية والازدهار في العراق، والجميع يحسدنا لاننا دخلنا نادي دول الرفاهية وسبقنا الصومال وافغانستان .

أمضينا التسعة عشرَ عاماً الماضية في معارك إعلامية، تقودها منظمات أجنبية، غايتها تقديم تحقيقات استقصائية تقول بالوثائق إنّ هناك شبهات فساد في معظم مؤسسات الدولة العراقية، وإن معظم السياسيين استولوا على عمولات تُقدَّر بعشرات الملايين من الدولارات، ، ونبهنا العديد من السياسيين مشكورين إلى أن هذه المنظمات تسعى للنيل من الشخصيات الوطنية. هل هي مؤامرة؟ بالتأكيد.

نعن انها مؤامرة تتجلى كل يوم في طرد الكفاءات ، ومحاولات اجتثاث الروح الوطنية من العراقيين ، ، من أجل التوسع في نشر الرداءة والتخلف ، وغرس ثقافة الخوف ، ورفع شعار “الطاعة” ومطاردة كل من تسول له نفسه ارتكاب خطيئة الحديث عن دولة مدنية يتساوى فيها الجميع امام القانون ، بدلا من اشاعة مفهوم " الشفلات " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram