TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الولاء للعراق في وقت الضيق!!

العمود الثامن: الولاء للعراق في وقت الضيق!!

نشر في: 17 إبريل, 2022: 12:06 ص

 علي حسين

منذ الأيام الأولى لهذه الزاوية حاولت مثل أيّ مواطن أن أفهم كيف يفكر السياسي العراقي، لكنني عجزت..أحياناً أسمع كلاماً منمقاً عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحكم الرشيد. ثم راحت هذه الوعود تتناثر، ولم أعد أفهم لماذا يصرّ السياسي العراقي على الاحتفاظ بجواز سفر دولة أخرى، ولا لماذا لا تعيش عوائل المسؤولين في العراق ؟ . ثم رأينا قادة البلاد يتوزعون على بلدان العالم .

طوال الفترة الماضية، كان أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة، يُزيدون ويُعيدون في حكاية حبّ الوطن، والتي رسخها قبل ثمانية عشرعاماً المتقاعد الأبدي غازي الياور الذي وافق على أن يستبدل الرئاسة براتب ملياري ووزيرة متقاعدة .

لا أعرف ــ ربما لجهلي المستمر ــ معنى أن يكون وزير أو رئيس وزراء أو عضو برلمان، أو رئيس جمهورية مواطناً لدولة أخرى يحمل جواز سفرها، يتباهى به في مطارات العالم، كما لا أستوعب أن يحصل مواطن كندي مثل خضير الخزاعي أو هولندي مثل صلاح عبد الرزاق أو دنماركي مثل علي العلاق أو بريطاني مثل فؤاد معصوم على تقاعد مجزٍ ومخصصات وهو لا يتمسك بجنسيته الثانية ، وفي أي من البلدان سمعنا أو قرأنا أن رئيس الجمهورية يسكن في بلد آخر، وان رئيس وزراء سابق ووزيرا للخارجية قرر أن يقضي بقية حياته في لندن بعد ان صدع رؤوسنا بحكم " سنسكريتية " عن الوطن والمواطنة وامارد الذي خرج من القمقم ، ولعلكم تتذكرون حكاية المستر "بيكر مو الربيعي" وقد كتبتُ هنا قبل أكثر من اعوام عن واحدة من مفاجآته المثيرة، حين اكتشفنا أن مستشار أمننا الوطني يحمل جواز سفر بريطانياً باسم "بيكر مو".

إننا أمام عملية فساد منظمة، أبطالها يستغلون مناصبهم في الاستيلاء على رواتب تقاعدية ومخصصات وامتيازات ليتمتعون بها هم وعوائلهم في بلدان أخرى، ومن ثم فإن الصمت أمام هذا الطوفان من الخراب يبدو غريباً ومثيراً للأسئلة، وكان حريّاً بمن يتسلم منصبا سياديا أن يسارع إلى التخلي عن جنسيته، بل كان على الدولة أن يعلن للرأي العام استقالة أي مسؤول لا يريد التخلي عن جنسيته الأخرى، ولو نجح فى هذا الاختبار ، كنت سأخرج إلى الشارع على رأس تظاهرة، تطالب بعودة ابراهيم الجعفري رئيسا للوزراء .

في كل يوم يصبح المواطن العراقي على أصبحت على يقين بأن هناك قوى سياسية كثيرة تحاول إجهاض حلم العراقيين في بناء دولة مؤسسات .. وان هناك طبقات سميكة من أصحاب المصالح، يتسببون كل يوم في قتل آمال وطموح العراقيين .

أيها السادة عندما يستسهل المسؤول الكبير، الضحك على مواطنيه ونهب المال العام، يصبح كل شيء آخر بسيطاً أو مبسطاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram