TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك ..(زيان ابلاش )

هواء فـي شبك ..(زيان ابلاش )

نشر في: 28 يونيو, 2010: 09:41 م

عبدالله السكوتيوهذه كناية تطلق على من عومل معاملة سيئة وكان ينتظر العكس ، والزيان هو الحلاقة عند البغداديين ، والحلاق عندهم (المزين ) من الزينة ، وابلاش كلمة عربية اصلها ، بلاشيء وتعني بلااجر .ويحكى ان متصوفا جاء الى حلاق ، وطلب منه ان يحلق له شعر رأسه بلااجر ، تبرعا في سبيل الله ،
فاجلسه الحلاق ، واحضر له موسا اعمى ، وباشر بحلاقة رأسه دون اهتمام ، فاوجعه كثيرا وجرحه في اكثر من موضع ، وفي خلال ذلك سمعا صوت بعير يجأر في الم ، فقال الحلاق متعجبا : ترى لماذا يجأر هذا البعير  ؟ فقال له الصوفي : (لازم ديزينوه ابلاش ) .والاصوات الان مرتفعة الى عنان السماء ، من يدعو الى تحسين الخدمات ومن يدعو الى ضبط الامن ، وآخرون يدعون الى تحسين الحالة المعيشية ، ومن ثم هناك نقص في الخدمات الصحية حيث الادوية الفاسدة وغياب الرقابة على المذاخر التي قاربت في تكوينها وهيئتها والعاملين فيها تجار الادوات الاحتياطية للسيارات ، وبعد وبعد وبعد ، اذ ان المتفحص بعين الحقيقة لايرى شيئا قد تعافى الاماندر ، الكهرباء سوف تدمج بالنفط لتصبح وزارة الطاقة وهذا امر جيد ، ومع ان حظ وزير النفط كبير اذ انه تسلم الوزارة بالوكالة من هنا حتى تحسن الجو وكأن الشهر السادس عاد الى الخلف ، فقد انخفضت درجات الحرارة الى حد كانت فيه في الشهر الرابع مرتفعة اكثر ، وهذه قضية الحظ لها ادبياتها فمنهم من يشكو حظه حيث يقول المعري :ان حظي كدقيق بين شوك نثروه                  ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوهفي حين هناك من يتمتعون بحظوظ من ذهب ، وهؤلاء ايضا تخدمهم الصدفة ، لان الموازين حاليا مختلة نوعما ، ومع هذا فلاتجد احدا يثني على حظه وانما الجميع يتذمر ويلعن الحظ ، ويتمتم انه لم يأخذ مايستحق حتى  جاري (ابو نعال اللاستيك ) الذي تكلمت عنه قبل ايام ، فهذا الرجل يرى ان عمارة واحدة غير كافية ويقول : (يمعود شوف الناس وين وصلت غير احنه ماعدنا حظ ) ، والناس في العراق ليس لديهم حظ مثل باقي الدول وحاليا (يزينون ابلاش ) ولذا تسمع العويل وتسمع الشكاوى والهمهمات والصراخ ، كان احدهم يسألني ويقول نحن العراقيين (ماعدنا حظ ) ، شوف الامارات ، فقلت له : نحن مشاكسون  ولو تقارن ماحدث في العراق مع ماحدث في الامارات ، كم ثورة وكم انقلاب وكم سجين سياسي وكم مشرد خارج البلاد في الازمان الماضية ، وحكيت له حكاية الحجاج حين بعث واليا للكوفة  ، دخل عليهم وهم يجهلون من يكون فحصبوه اي ضربوه بالحصى ، حينها قرر اقفال ابواب المسجد ، وعاتبهم في بادىء الامر بروية ماذا تعرفون عني اظالما كنت ام عادلا ، وبعدها خطب خطبته وتمثل ببيت من الشعر حملهم فيه على التهديد والوعيد ، حيث قال :انا ابن جلا وطلاع الثنايا                 متى اضع العمامة تعرفونيوبدأ رحلته مع العراقيين بالقتل والخوف والتنكيل ، فقد سام الناس سوء العذاب ، وشردهم في اصقاع الارض ، ومن المؤكد ان من شرد وترك الاهل والبلاد كان يقول انه حظي ، او انه (زين ابلاش ) ، ولذا  عليه ان يتحمل الالم والصراخ وعسى ان تتعدل الامور ويلعب الحظ لعبته مع العراقيين ليلحقوا بركب العالم المتطور ، وربما نغلب الامارات في هذا المضمار ، ونخرج من ربقة الشكوى من الحظ والتذمر الذي لازمنا زمانا طويلا ، ونعود نصنع اقدارنا بانفسنا دون الحاجة الى احد الابقدر الاستفادة من الخبرات الخارجية في مجال العلوم  ولانردد بألم قول الشاعر :(لهل الحظوظ التمر        واحنه سهمنه النوا ) .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram