TOP

جريدة المدى > عام > نال أخيراً أهم جائزة في الكاريكاتير العربي..علي المندلاوي: جائزة قاعة المشاهير لإنجازات العمر حققت ما لم أحققه خلال مسيرتي

نال أخيراً أهم جائزة في الكاريكاتير العربي..علي المندلاوي: جائزة قاعة المشاهير لإنجازات العمر حققت ما لم أحققه خلال مسيرتي

نشر في: 19 إبريل, 2022: 12:04 ص

حاوره: علاء المفرجي

2-1

الفنان علي المندلاوي كاتب، ومصمم جرافيكي، ورسام حر، ورسام كتب ومجلات، وكاريكاتير، ولد في عام 1958 مندلي – ديالى

نال الدبلوم من معهد الفنون الجميلة 1979 في بغداد، ونال البكلوريوس من اكاديمية الفنون الجميلة – تخصص تصميم طباعي من بغداد عام 1986، منذ منتصف السبعينيات بدأ نشاطه الفني وسرعان ما اكد حضورا فنيا لافتاً في المشهد الفني العراقي، لفت إليه انظار الرسامين الكبار في حينها، خاصة وأنه عمل في المجلات العريقة حينها (مجلتي والمزمار) التي كانت ملاذا لكبار الفنانين العراقيين.

شارك في عدد من المعارض الشخصية منها: حكايات شعبية كردية مصورة للأطفال – كومكس - قاعة جمعية الثقافة الكردية – بغداد، لوحات للطفولة قاعة متحف السليمانية – إقليم كردستان العراق، وجوه من الداخل قاعة الاورفلي – بغداد، وجوه بورتريه كاريكاتيري – قاعة بغداد - بغداد

ريشة من جناح الغيمة- رسم حر - قاعة المركز الثقافي الاسباني – عمان/ الأردن، قاعة رواق الفنون رسم حر- تونس، صالة محافظة اوترخت – هولندا، صالة مركز رازا بورتريه كاريكاتيري - او ترخت – هولندا، صالة الجامعة الحرة- رسم حر- برلين/ المانيا، ارض اولى..سماء ثانية رسم حر - قاعة تابليت – لندن/انجلترا، قاعة ميديا بورتر يه كاريكاتيري – اربيل - اقليم كردستان العراق، معرض بورتريه كاريكاتيري- قاعة الكنيسة- صفاقس في اطار المهرجان العربي للكاريكاتير، معرض خارج المرايا قاعة الواسطي- دار الازياء العراقية –بغداد، معرض وجوه- قاعة المعهد الكردي – باريس

وأسهم في اكثر من اربعين من المعارض المشتركة في بغداد، ايطاليا، براغ، لندن، القاهرة، عمان، تونس، باريس، بروكسل، أمستردام، أمرسفورد، هينجلو، دري بيرخن، برلين، السليمانية، الشارقة.

ونال خلال مسيرته الفنية عددا من الجوائز: الجائزة الاولى مناصفة معرض الكاريكاتير العربي الافريقي – قاعة الاوبرا القاهرة - مصر 1990، الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي الرابع عشر ميهاي اونيسكو- رومانيا 2015، الجائزة الاولى مسابقة (جورج البهجوري) مصر 2016،جائزة (جائزة قاعة المشاهير للإنجازات العمر) –مسابقة محمود كحيل –بيروت،

وشارك في تحكيم عدد من مسابقات الكاريكاتير الدولية في مصر ولبنان وسورية، وكان عضواً في لجنة تحكيم مسابقة جورج البهجوري للبورتريه الكاريكاتيري-القاهرة -مصر، 2017 و عضواً في لجنة تحكيم مسابقة محمود كحيل- بيروت- لبنان 2018

رسم وكتب لمجلات وصحف محية ودولية: مجلتي والمزمار للاطفال، مجلة شمس كردستان، الف باء، حراس الوطن، بين نهرين، وجريدة الصباح – العراق. ماجد للاطفال -ابو ظبي، مجلة العربي الصغير- الكويت. جريدة الشرق الاوسط، جريدة القدس العربي- لندن. مومجلة المجلة، عضو مؤسس لمشغل أدد للتصميم الطباعي – بغداد، عضو مؤسس لجماعة القافلة الدولية – تونس، اسس تجمع فنانيين ضد القمع لندن، عضو مؤسس للجمعية العراقية الكاريكاتير، عضو مؤسس لمؤسسة اصدقاء ثقافة وادي الرافدين- هولندا.

 نبدأ بالسؤال التقليدي، الذي تتأسس عليه تفاصيل كثيرة، عن المصادر والمراجع في طفولتك والتي قادت خطاك الى الرسم.. هل حدثتنا عنها؟

غواية الرسم لي كانت كمغامرة الصبي في الحكاية الشهيرة (حبة الفاصولياء السحرية) حين شقت شجيرتها عنان السماء، وتسلقها الصبي ليجد فوق السحاب قصرا لجني شرير اختطف اميرة رائعة الجمال، ولديه دجاجة تبيض ذهبا!. غواية الرسم ومطالعة مطبوعات الاطفال التي كنت اطالع قديمها وحديثها بشغف كانت بالنسبة لي كسيقان تلك الشجرة العملاقة التي تسلقتها في طفولتي وبقيت في قصر مسحور في قمتها ارسم حكايا أناس اليوم واساطير الاولين!، مجلات وكتب كنت اجد بعضها في اكشاك (شارع الكفاح) التي كنت اسكن احدى بيوتها (الشناشيل) بعد هجرة اسرتي اليها من مندلي، وحتى مكتبات سوق السراي وشارع المتنبي..

وكان لصدور (مجلتي) عام ١٩٦٩ صداه الاعمق في نفسي لما فيها من مغامرات تحاكي ذائقتي وتضعني في قلب أحداث قصص وحكايات واساطير رافدينية تنتمي الي، وانتمي اليها مجسدة برسوم اخاذة بريشة طالب مكي وصلاح جياد وبسام فرج وعصام الحبوري وفيصل لعيبي ومؤيد نعمة وغيرهم..

بالإضافة الى ما كانت تحفل به من أبواب علمية مشوقة وهدايا من أعداد ورسم المهندس قيس يعقوب، وابواب للتعارف، والإحتفاء بالمواهب، والتسلية، ومعارف وتحقيقات..الخ، حتى انها أغنتني عن البحث عن غيرها من المجلات..

 يبدو أن دار ثقافة الاطفال، كانت الملاذ الاول لبدايات المندلاوي، كيف السبيل اليها في ذلك الوقت الذي كانت تضم فيه العشرات من مبدعي العراق الكبار في مجالك؟

في البدء كانت مجلة (مجلتي) وليس (دار ثقافة الاطفال)! وقتها اصبحت (مجلتي) للاطفال الحاضنة، وعنصر الجذب والتوعية، والانفتاح على العالم، والحث على الإبتكار والابداع معها..مع مجلتي وجدت بان لدي القدرة على إصدار مجلتي الخاصة اعدادا وتأليفا ورسما وتصميما.

وكان لابد من بطل شعبي يكون الأيقونة ومحور المجلة المرسومة في ذهني، والذي وجدتها في شخصية (عبوسي) بطل المسلسل الكوميدي (تحت موس الحلاق)الذي حاز وقتذاك على اكبر قدر من الاعجاب الشعبي واعجابي. وهكذا أصبح للمجلة أسم وبطل اضع صورته المتخيلة في ذهني على الغلاف الاول، ويكون بطل الشريط المسلسل الاول فيها. الطريف هو اني احترت بأي الصبغات ترسم قصص المجلة واشرطتها المصورة، الاغرب هو توصلي عن طريق (شم) احدى اعداد مجلتي الى انها ترسم بالالوان الزيتية، فرائحة احبار الطباعة التي تطبع بها المجلة تشابه رائحة الالوان الزيتية، فعكفت على رسم كل صفحات (عبوسي) بالالوان الزيتية، وفي ختام دورة فنون تشكيلية صيفية دعى اليها المتحف العراقي للاثار في عام ١٩٧٠ لطلبة مدارس بغداد الموهوبين كنت فيها مرشح مدرستي (متوسطة سيناء) التقيت بطل مجلتي (عبوسي) الممثل “ حمودي الحارثي” بلحمه وشحمه وان لم يكن فيه شحم! وحدث ان اعلن مدير الدورة ان سائحا المانيا اقتنى عمل لي يحاكي فرقة موسيقية سومرية من لقى المتحف. اعجب الحارثي بفكرتي وعرض علي لقاء “ عمو زكي” معد ومقدم اشهر برنامج للاطفال في تلفزيون بغداد لاظهر في برنامجه واعرض مخطوطة المجلة التي ابتكرتها!

الظهور في برنامج (عمو زكي) أمدني بشجاعة المضي بالمغامرة الى اقصاها وذلك بالبحث عن المبنى الذي تصدر منه (مجلتي) لألتقي بعمالقة الرسم فيها، ولأتعرف على انطباعهم عن مخطوطة المجلة التي انجزتها.. عبوسي، ورسومي فيها. لم تكن (مجلتي)تشغل من مبنى (وكالة الانباء العراقية) الكائن في شارع ابو نؤاس سوى شقة دلفت من بابها السحري، لأجد من يقودني الى الفنان” طالب مكي”و بطريقة غريبة حدثته عن قصتي مع مجلة عبوسي، فعرفت من الشخص انه يرحب بي، ويرغب في الاحتفاظ بالنسخة التي انجزتها من المجلة لعدة ايام، كنت اتابع نظرات الدهشة والاعجاب المرتسمة على وجه طالب، وغمغمات ترجمها لي الموظف الذي رافقني بأنها عبارات اعجاب، وبأنه يطلب أن يجرى معي لقاء لمجلتي الحبيبة، وان أواصل العمل بهذا الاتجاه بعد ان بين لي بانهم يستخدمون الألوان المائية في الرسم. وفي زيارتي الثانية للمجلة بعد اربع سنوات كنت اتجول في مشغل الرسامين في (مجلتي) كمتدرب، وبعدها باشهر كنت زميلا لاولئك الذين سحروني بالقصص والسيناريوهات التي كانوا يرسمونها بماء السحر!

 نبدأ معك من الجوائز التي حصلت عليها وآخرها جائزة “قاعة المشاهير لإنجازات العمر” باسم فنان الكاريكاتير الراحل محمود كحيل، في بيروت،، والتي تُعد من ارقى الجوائز العربية في فن الكاريكاتير، ماذا تعني لك هذه الجائزة؟

- كما ذكرت في كلمتي في حفل تقديم الجائزة في بيروت:” بمنحي هذه الجائزة أشعر أكثر من اي وقت مضى بأني حققت ما لم أحققه من قبل، وذلك بإنضمامي الى سجل عمالقة سبقوني اليها، كالشهيد” ناجي العلي” من فلسطين، والراحل “ ابراهيم لهادي” من المغرب، والمخضرمين” حلمي التوني” و”جورج البهجوري” من مصر،والمكرمين الحاضرين بيننا” حبيب حداد” و” جورج خوري”من لبنان، والمتألقة” لجينةالاصيل” من سوريا، وكلهم رواد وملهمين عرفوا بعطاءهم الخلاق وابداعهم غير المسبوق عربيافي حقول الرسم الكاريكاتيري، والرسم لمطبوعات الاطفال، والاشرطة المصورة،وبأن الجائزة وإن قُدِمت لي اليوم، إلا انها ايضا لإولئك الشباب في بغداد واربيل والبصرة والسليمانية الذين يكملون المسيرة الابداعية غير عابئين بطريق مليء بالأشواك!

 قال عنك الفنان الكبير ضياء العزاوي من انك ظاهرة تجاوزت ما عرفناه من تاريخ فن الكاريكاتير الذي تسيده لسنوات طويلة الفنان غازي البغدادي ومن بعده من أسماء. فرسومك بعيدة كل البعد عن رسوم الأطفال التي برعت بها.. ما تعليقك على ذلك؟

ما كتبه الفنان ضياء العزاوي عني جائزة عمر فخرية موازية للجائزة الكبرى التي منحت لي في بيروت مؤخرا.

ضياء العزاوي كان و منذ زمن بعيد، وما يزال عينا ثاقبة تراقب وتميز بصمت كل المنجز التشكيلي العراقي ومبدعيه.

 تأكد لي ذلك في اول زيارة لي لانجلترا تلبية لدعوة حضور معرض دولي شاركت فيه. حينها وحين وصلت وصلت مطار هيثرو بلندن لمحته وتوجهت ناحيته لأعرفه بنفسي، واذا به يرحب بي بحرارة، وكأب يلتقي ابنه لاول مرة منذ سنين طويلة بادر بالسؤال عن حالي، وعن مكان اقامتي في لندن، ان كانت مؤكدة ومريحة ام لا، ويعطيني رقم هاتفه لاتصل به ان احتجت شيئا، ويؤكد علي ان اتصل به حالما استقر. وعندما اتصلت به بعد يومين اهداني كتاب قيم عن الكاريكاتير في العالم، واصطحبني وصديقي الفنان عبد الرحيم ياسر في جولة الى قاعات العرض التشكيلية المهمة في لندن، وفي اليوم التالي رافقنا الى مرسمه، ثم دعانا الى مائدة عشاء في اليوم الثالث.

العزاوي والفنان رافع الناصري لروحه الرحمة ابوان روحيان لي رافقا مسيرتي الفنية وحرصا على تقييم منجزي بدقة، ودعمه.

 بدايتك كانت في وقت اكتظ بعدد من الاسماء اللامعة في الكاريكاتير العراقي، لكنك استطعت ان تحجز لك حضورا ساطعا بينهم، كيف مارست هذا التحدي.. ألا يمكن أن يكون ذلك سببا في تحولك الى البورتريه الذي عرفت به وتألقت؟

في عام ١٩٧٣ عامي الاول في الدراسة في معهد الفنون الجميلة أقمت معرضا لرسومي الكاريكاتيرية في صالة نادي الطلبة، ورغم تواضع المكان لمعرض الا ان معرضي هذا قد يكون السباق في هذا المجال في العراق، وان كان عمري لا يتجاوز الخامسة عشر ربيعا!

- وكان الفنان رافع الناصري من دون كل اساتذة المعهد يتخذ بين الحين والحين مجلسا على مائدة كنت وزميلي عمار سلمان واخرين نفتتح حولها يومنا، وكان وفي مناسبات عديدة يطلب مني ان ارسم له بورتريه كاريكاتيري، وعندما كنت اطلب منه صورة شخصية لانفذ طلبه كان يقول وقهقهة عالية تصاحب جوابه: كلا اجلس امامك وترسمني، هذا هو التحدي!

- ولن انس طلبه وهو يرنو باعجاب الى لوحة كنت رسمتها للاعلان عن معرض كتاب في مكتبة الطفل وعلقتها على احدى جدران النادي اهداءها له بعد نفاذ موعد انتهاء المعرض.

في عام ١٩٧٤ اعلن عن اول تجمع كاريكاتيري في العراق بمعرض كبير اقيم في المتحف الوطني للفن الحديث ببغداد، ورغم النجاح الكبير الذي أحرزه المعرض الا ان عقد الجماعة انفرط بانتهاء فترة العرض، ومن فنانيه اذكر نزار سليم وبسام فرج وعبدالرحيم ياسر ومؤيد نعمة وموسى الخميسي ورائد نوري وضياء الحجار.

بعد عام (١٩٧٥) كنت من بين الفنانين الذين شاركوا في معرض ثان للكاريكاتير العراقي اقيم على قاعة اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، ووقتها تم قبولي رساما في مجلة (مجلتي) وكنت قد بلغت السابعة عشر من عمري. في ذلك المعرض وجدت بان رسومي بالمقارنة مع لوحات زملائي الفنين ليست بالمستوى الذي أرغب فيه فكرة وتنفيذا، وحينها كنت قد بدأت بالتململ من المنهج الاكاديمي الصرف في التدريس في المعهد، بكسر قواعده باتجاه المبالغة التي تعني الكاريكاتير ومن حسن حظي ان استاذي في درس التخطيط حيث مارست تمردي كان الفنان

«محمد علي شاكر» اذ رد على احتجاج زملائي بقوله:» جيد.. دعوه يرسم فنحن في العراق نفتقر الى هذا اللون من الفن !» من هنا احسست باني وجدت بان رسم البورتريه الكاريكاتيري هو الحقل الذي اجد فيه نفسي، وبه يمكنني التفرد والتحليق في تخصص فريد مازال حقله بكرا، ورغم الانجازات المذهلة التي حققها الفنانين ضياء الحجار، ومنصور البكري في رسم العاملين في (مجلتي والمزمار) لتكون اغلفة اولى للمجلتين على غرار مجلة (ماد) الاميركية، الا انهما بقيا بحدود الرسم لهذه المناسبة السنوية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أ.د.سمير عبد الرسول العبيدي

    حوار اكثر من رائع...مبدع عراقي من الزمن الجميل...مجلتي والمزمار شكلتا ذائقة اجيال من العراقيين..بالفكر النير والمحتوى المميز الذي يحترم ذهنية الملتقي ..تحية للابداع

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

رواية "لتمت يا حبيبي".. إثارة مشاعر القارئ وخلخلة مزاجه

مقالات ذات صلة

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي
عام

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

د. نادية هناويإنَّ الإبداع أمر عام لا يختص بأدب دون أدب ولا يكون لأمة بعينها دون غيرها كما لا يؤثر فيه تفوق مادي أو تقدم حضاري، بل الآداب تأخذ وتعطي ولا يهم إن كان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram