TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: جمهورية حنان الفتلاوي

العمود الثامن: جمهورية حنان الفتلاوي

نشر في: 19 إبريل, 2022: 12:20 ص

 علي حسين

في الرابع والعشرين من كانون الثاني عام 2012 اختتم رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي زيارة قصيرة إلى الأردن اتفق خلالها مع المسؤولين على مد أنبوب للنفط من العراق إلى ميناء العقبة الأردني، وقال المالكي في تصريحات نشرتها معظم وكالات الأنباء

، إنه: "تم الاتفاق على مد أنبوب نفط عراقي عبر الأردن إلى ميناء العقبة لتصدير النفط العراقي"، مشيرا إلى أن "مد الأنبوب سينهي عملية نقل النفط الخام العراقي إلى الأردن بالشاحنات والصهاريج".. كان هذا قبل عشر سنوات بالتمام والكمال.. وقبل أيام خرج علينا السيد المالكي ليحذر من مد أنبوب نفط العقبة.. هل أصدق المالكي عام 2012 أم اصدق السيد المالكي عام 2022؟.. وقبل أن يتهمني البعض بالانحياز للمشروع، فأنا، والحمد لله، علاقتي بالاقتصاد مثل علاقة المرحوم أبو ضوية بالنظرية النسبية، ولكني أسأل مثل أي مواطن مغلوب على امره يستمع لخطب السياسيين : هل يعقل أن مسؤولاً كبيراً مثل المالكي يكتشف أن مشروعه الذي سافر من أجله إلى الأردن، وملأ حينها الأجواء بمعلقات عن أهمية هذا المشروع وتأثيره الاقتصادي على العراق، هو نفسه المالكي الذي يشن الآن معركته الكلامية ضد المشروع نفسه؟.

هل انتهى الموضوع ؟ لا ياسادة، فقد خرجت علينا كتائب دولة القانون لتعلن بصوت واضح : نموت نموت ويسقط المشروع " واتمنى ان لا يتوهم البعض ان هذه الصرخات خالصة لوجه الوطن ، فمعظم قادة دولة القانون كانوا يتحدثون عن اهمية المشروع وفوائده عندما كان السيد نوري المالكي يجلس على كرسي رئاسة الوزراء .. بل ان الدنيا كانت ربيع والجو بديع في تلك السنوات ولم تتقدم السيدة حنان الفتلاوي بشكوى الى المحكمة الاتحادية لايقاف المشروع مثلما تفعل هذه الايام .. والسبب معروف والعتب مرفوع والرزق كان مقاولات وصفقات وملايين الدولارات ، في كل مرة اقرر عدم الكتابة عن السيدة حنان الفتلاوي إلا انها مصرة على ان تقدم لنا كل ما هو جديد في عالم المفاجآت الفتلاوي، قبل اربعة اعوام كانت تندب حظها لأن من وثقت بهم من جماعة دولة القانون قد خذلوها وحرموها من أن تجلس على كرسي البرلمان الذي احتلته "ثمان" سنوات ، آنذاك قالت وبالحرف الواحد: "أستحق الإعدام في الساحات العامة لأنني وثقت بجماعة دولة القانون .ولأن حنان الفتلاوي "نشيطة" سياسياً، فإنها تستمر بمفاجآتها على القنوات، وعلى أية حال كانت هي نفسها مفاجأة الديمقراطية العراقية الحديثة، مثلهما مثل أحمد الجبوري "أبو مازن" صاحب مشروع مزادات بيع المناصب. قبل اشهر وبعد ان عادت الى قبة البرلمان بشرتنا بأن الخير قادم على يد ائتلاف دولة القانون نفسه لاغير !! .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram