علاء المفرجي
(طرق الرؤية) كتاب صادر عن دار المدة تأليف جون برجر وترجمة زياد عبدالله، وطرق الرؤية قبل ان يكون كتابا هو مسلسل تلفزيوني من أربعة أجزاء بثته قناة الـ (بي بي سي) عام 1972 من أفلام مدتها 30 دقيقة تم عمله بشكل رئيسي من قبل الكاتب جون برجر والمنتج مايك ديب.
تم تكييف نصوص بيرغجر في كتاب يحمل نفس الاسم. تنتقد السلسلة والكتاب الجماليات الثقافية الغربية التقليدية من خلال إثارة أسئلة حول الأيديولوجيات المخفية في الصور المرئية. المسلسل هو جزئيًا استجابة لسلسلة حضارة الذي كان يقدمه كينيث كلارك الذي قدم سلسلة من البرامج حول الفنون خلال الخمسينيات والستينيات، والتي تمثل وجهة نظر أكثر تقليدية للفن والثقافية الغربية.
هذا المسلسل سرعان ما أصبحت تعتبر أحد أكثر البرامج الفنية تأثيراً على الإطلاق. مع اختراع الطلاء الزيتي حوالي عام 1400، كان الرسامون قادرين على تصوير الأشخاص والأشياء بدرجة غير مسبوقة من الواقعية، وأصبح الرسم هو الطريقة المثالية للتوثيق..
يقول برجر: “ الكتاب نقطة البداية مع مجموعة من الافكار التي تضمنها البرنامج، وحاولنا ان نوسع هذه الافكار ونستفيض بها... أن شكل الكتاب على أتصال كبيربغايتنا المتمثلة بأن يكون متضمناًالجدل الذي أحدثه.”
يتأل من سبع مقالات مرقمة، ويمكن قراءتها باي ترتيب، أربع منها تستخدم الكلمات والصور، وثلاث تستخدم الصور فقط، لها أن تكون مقالات مصورة خالصة (في طرق رؤية المرأة وفي السمات المتناقضة لتقليد اللوحة الزيتية) تسعى لإثارة اكبر قدر من الاسئلة كما لو أنها مقالات شفاهية. لاتوجد في المقلات المصورة أحياناًأي معلومات ترافق الصور المعاد انتاجهانجد أنها قد تشوش على النقاط المثارة. وفي كل الاحوال يمكن الإطلاع على هذه المعلومات في القائمة الخاصة بالاعمال المهاد إنتاجها المتواجدة في ىخر الكتاب.
“طرق رؤية” جون برجرز هو كتاب مثير للاهتمام حقًا عن موضوع الفن وتاريخه. ساهم الكتاب في القراءات النسوية للثقافة الشعبية. كان لبيرجر الذي وافته المنية مؤخرًا تأثير عميق على الفهم الشعبي للفن والصورة المرئية.
الموضوعات الرئيسية التي يغطيها هذا الكتاب هي كيفية تصوير الرجال والنساء في اللوحات وكيف لا تحصل النساء حقًا على نظرة إيجابية في الفن وكيف يتم التقاط هذه الصورة حتى حقبة ما بعد الحداثة، مع التصوير الفوتوغرافي والإعلان الأكثر وضوحًا.
يتحدث أيضًا عن الفن وكيف تغير بسبب التكنولوجيا مثل التصوير الفوتوغرافي وكيف غيّر ذلك الفن والحاجة إلى اللوحات. يناقش الكتاب أيضًا كيف ينقسم الفن إلى فئتين رئيسيتين، الفنان وحرفته وفكرة الفن. إجمالاً، يعود هذا الكتاب إلى البداية ويتناول كيف أن الفن على الرغم من اختلافه في التقنية لم يتغير في الطريقة التي نرى ونفهم أنه لم يتغير حقًا وكيف انتقل الفنان من مجرد حرفي إلى فكرة مدركة.
يعد كتاب (طرق الرؤية) أحد أكثر الكتب تحفيزًا وتأثيرًا في الفن بأي لغة. نُشر لأول مرة في عام 1972، وفتح العين بأكثر من طريقة: من خلال التركيز على كيفية نظرنا إلى اللوحات... يكاد يكون من المؤكد أن تغير الطريقة التي تنظر بها إلى الصور.
يقول برجر: “ يبدو الطفل جميلًا قبل أن يتمكن من الكلام. ولكن هناك أيضًا معنى آخر وهو الرؤية قبل الكلمات. إنه رؤية ما الذي يؤسس مكاننا في عالم مليء بالحيوية ؛ نحن نفسر هذا العالم بالكلمات، ولا يتراجع أبدًا عن حقيقة أننا محاطون بعلاقة بين ما نراه وما نعرفه. تم النشر بواسطة هيئة الإذاعة البريطانية وكتب بينجوين.»
إنها رؤية ما يؤسس مكانتنا في العالم المحيط ؛ نفسر هذا العالم بالكلمات، لكن الكلمات لا يمكنها أبدًا أن تلغي حقيقة أننا محاطون به. العلاقة بين ما نراه وما نعرفه لم تتم تسويتها أبدًا. كل مساء نرى غروب الشمس. نحن نعلم أن الأرض تبتعد عنها. ومع ذلك، فإن المعرفة والتفسير لا يناسب المشهد أبدًا.
