اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > حرب الأمية فـي العراق

حرب الأمية فـي العراق

نشر في: 29 يونيو, 2010: 04:25 م

نجاة الكوا زلا توجد دولة في العالم تتطلع إلى التقدم بأبناء شعبها إلا وأولت التعليم أهمية كبيرة ،لكي تستطيع بناء جيل متطور متفهم يقود البلاد إلى أعلى مراحل التطور الأخلاقي و العلمي والثقافي وتكون في مصاف الدول المتميزة في شتى مجالات الحياة .
الحديث هنا يتخذ أبعاداً كثيرة للوصول إلى الهدف المنشود لأن مشكلة الأمية من المشاكلات المتفرعة التي تحتاج إلى إصلاحات متوالية ومتتابعة لكي نصل إلى نقطة التغير الحقيقية وعدم الاكتفاء بالكلام والشعارات التي لا تخرج من نطاق الورق وصولا إلى التطبيق الحقيقي.عندما نتحدث عن موضوع الأمية نجد أنفسنا ندخل في سجالات طويلة ومعقدة أهمها الحاجة المادية حيث تعتبر أول مسبب من مسببات الأمية فالكثير من الطلاب تخلوا عن الذهاب إلى المدرسة من أجل العمل وتوفير لقمة العيش لعوائلهم الفقيرة لأن غالبية هذه العوائل تقع تحت خط الفقر،المجتمع العراقي عانى كثيرا بسبب الحروب الطويلة والحصار الذي نخر جميع مفاصل الحياة وإحداث ما بعد عام 2003 ،فضلا عن مظاهر الفقر موجودة في العراق منذ فترات طويلة وهي من الأمور التي تثير الكثير من العجب بسبب تواجد هذه الإعداد المتزايدة من الأميين  في بلد يعتبر من أغنى البلدان ،ولا توجد حلول لهذه المشكلة الأزلية، بل تفاقمت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق بسبب حالات التهجير الطائفي والقتل الإرهابي وحوادث الانفجارات التي خلفت الكثير من الأرامل والأيتام والمعاقين ،فأصبحت تلك العوائل بدون معيل مما أضطر هؤلاء الطلاب إلى ترك مقاعد الدراسة وحرموا أيضاً من طفولتهم لكي يتمكنوا من أعالة عوائلهم .ظهرت أيضاً طبقة من العاطلين عن العمل بسبب سوء استخدام القوانين نتيجة لتوغل طبقة من الموظفين الجهلاء نتيجة المحاصصة الطائفية التي وضعتهم في هذه المناصب المهمة ،مثلا تعيين خريجي الدراسة الصباحية وتخصيص 10% فقط للدراسة المسائية وأيضا عدم وجود مقاعد لجميع الخريجين من الدراسة الصباحية ،مما جعل الكثير من المواطنين إلى افتراش الطريق والأرصفة لبيع الحاجيات لتوفير القوت اليومي ،وأيضا أمانة بغداد لا تترك هؤلاء الباعة في حالهم فهي تقوم بين الحين والأخر بمصادرة المواد التي يبيعونها على الأرصفة وتهديم تلك ( البسطيات) والبناء العشوائي على الأرصفة ،فقوانيننا لا تجد الحلول بل تصنع المشاكل وتنسى بأن فرنسا صاحبة التطور والحضارة وروما بلد الفن يوجد فيها باعة متجولون يفترشون الطرق للعيش ويرسمون على الأرصفة .ظاهرة تفشي الأمية أصبحت من الأمور التي لا يمكن السكوت عليها، أنها تنخر أركان المجتمع العراقي الذي أصبح مهددا بالسقوط المتوالي بوجود خمس ملايين أو أكثر من الشباب الأميين أكثر من 60% منهم نساء.يجب اتخاذ قرارات حاسمة ومجدية في خضم هذا التزايد البركاني للامية المنتشرة بين أوساط الشباب وخاصة الفتيات، فإلام هي أهم ركن من أركان الأسرة العراقية وهي مسؤولة عن بناء أولى اللبنات في المجتمع.كيف سيكون شكل الأسرة العراقية  بعد عدة أعوام  بوجود هذه الإعداد من الإباء والأمهات الأميين، بعد إن قطع العراق خطوات ايجابية جدا للقضاء على الأمية منذ عام 1979  لغاية عام  1990 لكنها شهدت تراجعاً بعد عام 2003  ، العالم يتقدم ويشهد تطورا في جميع مجالاته ونحن لازلنا نعاني من الأمية.نسلط الضوء هنا أن الكثير من إفراد الجيش والشرطة لا يجيدون القراءة والكتابة (أميون) لهذا على وزارة الدفاع والداخلية فتح دورات محو الأمية. يجب علينا الانتباه إلى أن تزايد أعداد الأميين مرده إلى عجز النظام التربوي لتحمل المسؤولية وعدم ألاهتمام بالمواطن كقيمة عليا، بالإضافة إلى قلة عدد المدارس وأن الكثير من هذه المدارس يحتاج الى الترميم والإصلاح والتجهيزات والمرافق الصحية  .الاهتمام بالمناهج الدراسية ومحاولة تحديث هذه المناهج بطريقة تواكب التطور الحضاري لباقي دول العالم بعيدا عن الغموض والصعوبة والأخطاء التي أصبحت منتشرة في الكثير من الكتب المدرسية .الأمر بحاجة إلى دراسة وحلول حقيقية وايجابية من قبل العديد من الوزارات ( وزارة التربية،وزارة العدل،وزارة حقوق الإنسان،وزارة الداخلية،وزارة العمل والشؤون الاجتماعية،وزارة المرأة،منظمات المجتمع المدني) يجب على هذه الوزارات العمل مع بعضها عن طريق أنشاء قسم علاقات مع باقي الوزارة للعمل الايجابي وإقامة دورات مكثفة لمحو الأمية في جميع وزارت الدولة وفي جميع المدارس والسجون وسجون الإحداث للقضاء على إي مظهر من مظاهر الأمية ،وعدم الاكتفاء بدورات محو الأمية بل يجب أيضا أقامة دورات لتعليم الخياطة وصناعة الزهور وإقامة ورش النجارة والحدادة لتعليم ا لشباب ا وتشغيلهم بوزارات الدولة لمحاولة إصلاح التأخر العلمي ،تشريع قانون محو الأمية بصورة حقيقية بدل القوانين الورقية وتخصيص مبالغ مالية لمشاريع محو الأمية . على السياسيين الجدد النظر بعين الأبوة والمسؤولية تجاه أبناء الشعب ومحاولة الارتقاء بالمجتمع العراقي إلى أسمى مرحلة من مراحل التطور والحضارة وما زال الطريق طويلاً إلى فضاء التعليم ونحتاج الى سنوات طويلة من التكاتف والتعاون بين جميع وز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram