اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: رسائل طائفية

العمود الثامن: رسائل طائفية

نشر في: 19 إبريل, 2022: 11:57 م

 علي حسين

احاديث كثيرة تدور بين الناس عن الازمة التي تمر بها البلاد ، البعض من القراء والمتابعين بعتقدون أن ما يكتب وينشر لا يلقى صدى لدى السياسيين اصحاب " الحل والربط " .. والبعض الآخر يرى أن العلة ليست في الحكام وإنما في الشعب الذي يصر دوماً على الانقياد لأهواء ورغبات الحاكم

يدرك المواطن جيداً أن السياسي لا يتذكر سوى نفسه ويضرب حوله سياجاً دائرياً من الحرس والعيون ولا يترك ثغرة في هذا الجدار العازل تدخل منها آراء الناس ومشاكلهم، منذ أيام السلاطين تعلم الحكام أن الشعب لا يؤتمن وأن الناس حمقى في آرائها وأهوائها، والأهم حمقى في اختياراتها. يكتب الفرنسي جلين بليك في كتابه المجادلة مع الحمقى "إن للحمقى أيضا من يعجب بهم وهم الأكثر حماقة منهم"، وقديماً خصص أحد التقاة "ابن الجوزي" كتاباً سرد فيه أخبار الحمقى والمغفلين وضع فيه وصفاً للحمق قال: "معنى الحمق والتغفيل هو الغلط في الوسيلة والطريق إلى المطلوب، بخلاف الجنون، فإنه عبارة عن الخلل في الوسيلة والمقصود جميعاً، فالأحمق، سلوكه الطريق فاسد ورؤيته في الوصول إلى الغرض غير صحيحة".

اليوم نعيش جميعا وسط أكوام الضياع وصحراء القهر والغبن وتحت سماء تتسع باطراد من بطالة وخوف وموت مجاني، ليس أمام الغالبية من سيّئي الحظ، سوى الوقوع في حماقة الرسائل الطائفية التي تصر على ان المشكلة في العراق هي طائفية وليست لصوصية وقد كتب احدهم ينتقد اغلاق الكرادة امنيا وترك المنصور ، فالامر كما يعتقد جنابه هو محاصرة " الشيعة " من قبل وزارة الدفاع " السنية .. تخيل ان البعض يكتب أن الاحتجاجات في 2019 التي اندلعت في العراق كانت في الرصافة فقط ورافقها حسب قوله هدوء في الكرخ وان غايتها كانت طائفية! ويكمل جنابه ان الامر لايتعلق بالفساد وانما بالرسائل الطائفية التي تحملها الاحتجاجات حسب قوله .. يقول فؤاد زكريا "نعيش اليوم في أحدث نموذج لمجتمعات الحمقى والمغفلين الذي لبس فيه السياسيون بدلات الجنرالات ودخنوا سيكارهم الكوبي في الوقت الذي أقاموا فيه حروب الكلمات وشيدوا جمهورية الشعارات وصنعوا ماكينة فرمت لحم الجماهير المغلوبة على أمرها لتصنع منه عجينة لينة لكرسي الحكم".

ما معنى أن يدفعنا السياسيون في كل يوم نحو وطن لا يحده سوى اليأس والخراب، هل يدركون مدى اتساع الهوة بينهم وبين الناس.. بين من يملكون كل شيء والذين لم يعد لهم الحلم أو حتى الأمل؟.

المواطن يشعر في كل صباح انه وسط حلبة مصارعة يتلقى فيها الضربة تلو الأخرى دون أن يلوح في الأفق أي تغيير في ميزان القوى لصالحه ؟ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram