الكتاب: (تاريخ العائلة التي صاغت شكل بريطانيا)المؤلف:آلان ماسيترجمة:عبد الخالق علي يقول الناقد إن الكتاب قد أثار لديه   الكثير من التساؤلات حتى قبل أن  يفتحه. ماذا يتضمن؟ هل يتضمن جذور عائلة ستيوارت الملكية البريطانية الحاكمة (16.3 – 1714) فقط، أم العائلة الملكية الاسكتلندية، أم أحفاد ستيوارت الذين طالبوا بالحكم بعد 1714؟
و ماذا عن عائلة ستيوارد القديمة قبل أن يتولى روبرت الثاني الحكم؟ ثم ماذا عن العنوان الفرعي: العائلة التي صاغت شكل بريطانيا؟. من المؤكد إن عائلة ستيوارت كانت مجرد واحدة من عوائل عديدة و حتى إنها لم تكن الأولى،  اذ حكمت بريطانيا لأكثر من قرن فقط – أي اقل من حكم عائلة تيودور و اقل من ثلث فترة حكم البلانتاجنيت. في الحقيقة ان اسكتلندا كانت مقسمة بحيث يصعب القول إن عائلة ستيوارت قد صاغت شكل ذلك البلد، هذا عدا بقية بريطانيا.هذه قصة أسرة حاكمة أكثر مما هي دراسة هادفة: نوع من السيرة الذاتية لأجيال متعددة.يغطي المؤلف الفترة الكاملة لهوية العائلة المالكة 1371 – 1766، لذا فإن كل فصل لا يعدو كونه صورة مضافة لشخصية من الشخصيات الملكية و لأولئك الذين يحيطون بها.أن أردت معرفة الحقائق، عليك قراءة المدونات الخاصة في قاموس اوكسفورد عن السيرة الذاتية الوطنية.يحتوي  الكتاب على القليل من التذييلات، وان أغلب المصادر المنوه عنها هي كتب قديمة كتبها مؤرخون مألوفون قليلو الوزن و أدباء معروفون، بالأخص و ولتر سكوت. ليس هناك استخدام لمخطوطات غير معروفة مسبقا، كما ليست هناك إعادة ترجمة محترفة للمصادر المعروفة من قبل. يتزلج المؤلف أحيانا على جليد خفيف القشرة من خلال الثناء على مصدر ثانوي معين كتبرير لتفسير حدث معين، كما انه يتسرع في الحكم على شخصيات يبدو انه لم يدرسها بتعمق.مع ذلك فإن ما نجح فيه المؤلف هو تقديم قصة غنية لا يمكنك الحصول عليها من قاموس السير الذاتية. إنها قصة تقطر دما و قسوة و دموعاً. في البداية لديك الملوك أنفسهم: جيمس الأول  يقتل و هو بملابس النوم في  صفحة 38، جيمس الثاني يقتل بانفجار احد أجزاء المدفع، جيمس الثالث يقتل بعد شجار، جيمس الرابع وجد مذبوحا في (فلودين، و جيمس الخامس يموت بشكل غامض على صفحة 1.2. لذا فهناك الكثير من القتل بحيث يمكنك ان تفتح الكتاب على أية صفحة  فتجد أحدهم يتعرض للقتل – ليس فقط الملوك أنفسهم و إنما نبلاؤهم أيضا. هناك أيضاً حضور لرجال ذوي أسماء شاعرية من أمثال (وولف أوف باندوتش) و(بيل ذي كات) و (بلاك نايت). عند تقديم رأس ثور على العشاء فإنك تدرك بأن شيئا قذرا على وشك الحدوث. لم نبدأ بعد بالأسماء الكبيرة في تاريخ العائلة: ماري ملكة اسكتلندا (التي قطع رأسها في 1587)، و جيمس السادس (مات بشكل طبيعي في 1625)، و تشارلس الأول (قطع رأسه في 1649).العودة إلى السلطة و الثورة المجيدة هما الفصل الأخير من الدراما  التي تبدو الأوبرا الإيطالية أمامها رتيبة و مملة. آلان ماسي كاتب موهوب، قصته مليئة بالتعاطف مع الشخصيات. ما تفتقر إليه من الدقة العلمية تقوم بتعويضه روحيا. رغم الدم المسفوك هناك لمسة مضيئة خلالها، لذلك نسمع الدعابة الجريئة لتشارلس الثاني خلال هروبه من مجلس النواب و يرى ماري (من مودينا) تبكي عند وصولها إلى انكلترا، حيث قضي عليها أن تتزوج من ملك يكبرها بعشرين عاماً.