نجم واليالمعمارية النجمة، الحماية الشخصية، إزدحام المصورين ورجل الصحافة الذي أراد أن يعرف من المعمارية النجمة بشكل سريع، إذا كانت في الحقيقة تعرف الفن الذي بنت من أجله متحفها الجديد في روما، لتجيبه مباشرة وسط ضربات الكاميرات
وهي تأخذ صورها لها "ليس تماماً"، لأن كل ما تراه هنا أمامها تراه للمرة الأولى، والأكثـر من ذلك، هو أن "حائط العرض هناك مثلاً مبني بصورة خاطئة، خاطئة تماماً، لإنه لم يبنَ على الخط الذي حددته أنا". بتلك الكلمات وصف أحد الصحفيين الألمان اللحظات الأولى لإفتتاح المعمارية البريطانية العراقية الأصل زها حديد لمتحفها الجديد، متحف "ماكسي" للفنون في روما قبل فترة قصيرة. لقاء الصحفي الألماني بزها حديد الذي جاء على صفحة كاملة في صحيفة دي فيليت الألمانية والذي نعتمد عليه هنا، يبين كيف أن النجمة المعمارية تفتتح بناءً جديداً يُفترض إنه يعود لها، لكنها تكتشف في النهاية، ليس أن المبنى لا علاقة بكل تخطيطاتها الأولية، بل تكتشف إنها نفسها لا تعرف ماذا فعلت؟ هل أرادت بالفعل أن يكون بناء المبنى بهذا الشكل؟ وبدل أن يكون يومها ذلك هو يوم السعادة الكبيرة لإنتهاء مشروع آخر ضخم يخلد في عاصمة أوروبية أخرى اسمها، يرى المرء إمتعاظاً واضحاً على وجهها في الصور التي ظهرت فيها، كلا ليس هناك أية علامة للفرح على وجهها، حتى الصحفي الألماني لم يستطع تجاهل ذلك، خيبة ومرارة فقط، لم يغير ذلك لا كلمات المديح والثناء التي سمعتها من الجمهور ولا الضحكات التي إرتسمت على وجوه الإيطاليين المشرفين على المتحف الذين لم يبخلوا بالحديث عن "عظمة المعمار الذي إعتمد عليه المتحف"، والذي حسب ما صرحوا به أمام الصحفيين، "كان لابد أن يكون ذلك"، لأن الإسم الذي إختفى وراء ذلك هو ليس غير زها حديد، وهم مدينون لها في الحقيقة، أما فيما يتعلق بحائط العرض الذي يشكل واجهة المتحف فلا خطأ في بنائه، كما قالوا في معرض دفاعهم عن تنفيذ تصاميم زها حديد، على العكس، "البناء بهذا الشكل يسمح للمتحف أن يدخل التاريخ أكثر من أي متحف آخر"، وكأنهم أرادوا عن طريق دفاعهم ذلك الردّ على شكوى زها حديد، وهؤلاء (المشرفون على المتحف) وحدهم الذين رافقوها في كل خطوة، الذين أحاطوا بها بدوا مسرورين في ذلك اليوم، كأنه يومهم الكبير وليس يوم المعمارية، لم ينتبهوا إلى نظرات معماريتهم المحبطة، أو إنتبهوا، لكنهم لم يشاءوا أخذ ما تشعر به زها حديد بجدية، وذلك على ما أظن هو أكثر ما أغضب المعمارية النجمة وجعلها تتحرك مثل شخص أُجبر على حضور حفل لا ناقة له فيه ولا جمل، شخص كل شيء يشير على وجهه، إنه يرغب بالخلاص، بالصراخ بالحاضرين، بالإطاحة بكل شيء أمامه، زها حديد ببساطة بدت بمزاج سيء جداً.ماذا حدث؟ تُرى هل سأمت لعب دور النجمة؟ هل الأمر له علاقة بالإخلاص للنفس؟ بالصدق الفني؟ هل لأن حبل الكذب قصير، أم لأن ليس هناك ما يؤلم أكثر من الحقيقة، عندما يعاين المرء حواليه فيرى أضواءً وزيف لا غير، فلا يريد أن يكون شريكاً في الجريمة؟ وإلا ما معنى ذلك؟ ما معنى تلك النظرة المزدرية لمعمارية تعرف أن ظهورها في ذلك اليوم هو قمة حياتها المهنية كفنانة معمارية ومصممة بناء، وحده بناؤها أسمه "ماكسسي"، بحرفي إكس، أكبر من الإكسين تلك لن يتجاوزه بناء آخر، ليس ذلك وحسب، الفنانة التي حصلت على جائزة "بريميوم إيمبيريالة"، الجائزة الكبرى التي هي مثل "نوبل" المهندسة المعمارية، تعرف أيضاً، إن إفتتاحها المتحف في روما هو ذروة تتويجها على عرش الفن المعماري في أوروبا والعالم أجمع.صحيح إن المتحف الجديد في روما له سوابق مشابهة، مثلاً: متحف غوغينهايم الذي بناه الأميركي فرانك غيهري، أو متحف باول كليه الذي بناه رينزو بيانو على شكل قاعات للعب تنس، أو متحف الفن في مدينة غراس النمساوية الذي بناه بيتر كوك وكولين فورنير على شكل سجق مسحوق، (أماكن في الحقيقة تقديم أي عرض فني فيها هو مغامرة تكنيكية)، إلا أن نقاد الفن والصحفيين العالميين من أصحاب الإختصاص يتفقون على أن بناءً بهذه الفخامة الطليعية الواضحة والشكلية الواضحة التي لا تعبر عن وظيفة معينة بُني من أجلها لم يجد مثيلاً له قبل ذلك، فهو في النهاية وكما أطلق عليه الصحفي الألماني "متحف لا يعرف واجبه"، متحف يحمل بفخر لقب "أول متحف للفن للمعمار والفن المعاصر"، رغم إنه كما علق الصحفي ذاته، "إنتصب بشكل غريب هناك" مثلما إنتصبت المعمارية النجمة البغدادية المولد غريبة بوجهها العابس وجسمها الضخم القريب من صرح "معماري"، أمام البناء الذي يُفترض إنه بناؤها، فهي وحسب ما صرحت به في اللحظات الأخيرة من حضورها هناك، وبعد أن إنتهى المصورون من أخذ صورهم، بأن تصاميمها للمتحف إعتمدت على تصورها إن الصور التي ستعرض هناك ستكون صوراً صغيرة، "أعمال للأرضية، للزوايا، وليست صوراً تحتاج جداراً على الطريقة الكلاسيكية"، قالت زها حديد. عندما سألها أحد الصحفيين عن أسماء الفنانين والأعمال الت
منطقة محررة..فـي وحدة المعماري.. فـي وحدة (زها حديد)
نشر في: 29 يونيو, 2010: 06:07 م