متابعة / كأس 2010إنقسم مونديال جنوب أفريقيا ‏2010 ‏ إلى معسكرين أحدهما يضم الرابحين والآخر يحتضن الخاسرين برغم من إن عائدات المونديال بلغت نحو‏52‏ مليار يورو‏(فإذا كان الاتحاد الدولي لكرة القدم‏ فيفا‏ هو اكبر الرابحين فان القنوات التلفزيونية الفرنسية تعد اكبر الخاسرين
 وربما تتبعها ايضا في الخسارة حكومة جنوب أفريقيا برغم الدعاية الهائلة التي حققتها من جراء استضافتها لأول مونديال يجري على أرض أفريقية منذ انطلاق بطولات المونديال في عام ‏1930.‏وكشفت دراسة أجرتها مجموعة من خبراء المركز الاقتصادي الفرنسي للرياضة عن إن فيفا هو الرابح الأول من المونديال بعائدات بلغت ‏800‏ مليون يورو‏(‏ مليار يورو تقريبا‏)‏ من حقوق البث التلفزيوني والرعاة والمعلنين‏.‏وتعد أيضاً اتحادات الكرة عبر العالم من اكبر الرابحين من المونديال بعد أن قرر فيفا تخصيص نحو‏470‏ مليون يورو من عائدات المونديال لهذه الاتحادات الأهلية في صورة مساعدات للنهوض بمستوى الكرة في دولها‏.‏كما دخلت الاتحادات التي تأهلت منتخباتها لمونديال جنوب أفريقيا في معسكر الرابحين من المونديال بعد أن قرر فيفا منح المنتخب الذي يفشل في تخطي عتبة الدور الأول نحو‏56‏ مليون يورو في حين سيحصل المنتخب الفائز بالمونديال على ‏624‏ مليون يورو وسيحصل اللاعبون على نصيبهم من كعكة المونديال فقد قرر الاتحاد الاسباني لكرة القدم على سبيل المثال منح كل لاعب اسباني‏550‏ الف يورو‏(93‏ مليون جنيه مصري تقريبا‏)‏ في حال توجت اسبانيا بالكأس الذهبية لمونديال ‏2010‏ كما قرر فيفا منح الأندية التي ساهمت بلاعبين في المونديال نحو‏33‏ مليون يورو بواقع ‏1300‏ يورو في اليوم لكل لاعب تصل الى ‏60‏ الف يورو لكل لاعب في حالة وصوله الى نهائي مونديال جنوب أفريقيا في‏11‏ تموز القادم‏.‏ولم يخلُ المونديال أيضا من خاسرين حيث تعد القنوات التلفزيونية الفرنسية وعلى رأسها القناة الفرنسية الخاصة (‏‏ تي اف‏1‏) بمثابة الخاسر الأكبر من المونديال بعد خروج منتخب فرنسا المهين من الدور الأول‏.‏وسيجد القائمون على القناة بكل تأكيد صعوبة كبيرة في استعادة نحو ‏120‏ مليون يورو‏(‏ مليار جنيه مصري تقريبا‏)‏ سددتها القناة لفيفا مقابل الحصول على حقوق البث في فرنسا و بيعها لمن يريد في فرنسا وخارجها فقد تمكنت القناة من بيع عدد من المباريات لقنوات تلفزيونية فرنسية خاصة و مشفرة وحكومية مثل ‏ ام‏ 6‏ و‏ كنال بلوس و‏‏ فرانس‏2‏ الا ان ما حصلت عليه من بيع حقوق البث للقنوات الأخرى لم يزد على ‏30‏ مليون يورو‏.‏ وقد جاء خروج فرنسا المبكر من المونديال ليوجه ضربة قاسمة للقناة بعد ان تراجع عدد المعلنين بسبب قلة الاهتمام بالمونديال وتحاول حاليا القناة تعويض خسائرها من خلال الاهتمام بالكشف عن الفضائح التي جرت في معسكر المنتخب الفرنسي لاسيما المشاكل التي جرت بين بعض اللاعبين ومديرهم الفني ريمون دومينيك‏.‏ولم تستبعد دراسة المركز الاقتصادي الفرنسي للرياضة ان تدخل حكومة جنوب أفريقيا في معسكر الخاسرين من المونديال ان تحملت ما بين‏4‏ - ‏6‏ مليارات يورو جراء حصولها على شرف تنظيم المونديال‏.‏