TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: وقفة للتنافس الآسيوي

كلمة صدق: وقفة للتنافس الآسيوي

نشر في: 26 إبريل, 2022: 12:05 ص

 محمد حمدي

يقينا أن القول السابق أو اتهام الأندية المحلية بأنها تفقد رغبتها التنافسية بمجرّد مشاركتها في البطولات الخارجية الكروية وخصوصاً على المستوى الآسيوي، هو قول لا يخلو من الحقيقة قليلاً أو كثيراً، ولنا عشرات الأدلّة على ذلك بخسارات متلاحقة لأنديتنا حتى في حالة تضييفها للمباريات التنافسية العربية والقارية.

كأنَّ اللاعب العراقي قد كيّفَ نفسه على اللعب بفانيلة المنتخب ليُبدِع ويُقدّم، ولا أعتقد أن ثمّة خِلاف على أن لاعب المنتخب في البطولات الآسيوية يختلف تماماً عن مستواه في النادي الذي يمثله ببطولة آسيوية كبيرة تقام برسم الأندية وليس المنتخبات!

الحديث يأتي بمناسبة خوض فريق القوة الجوية لمباراة مهمة أخيرة مع نادي مومباي الهندي بعد أن تمكّن من تحقيق فوز ثمين على الجزيرة الإماراتي 3-2 يوم الجمعة الماضي في ملعب الملك فهد الدولي في الرياض، ضمن الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الثانية في دوري أبطال آسيا 2022، وسيكون الجوية اليوم في عنق الزجاجة الخانق ويلعب مباراته بانتظار أن يسعفه الحظ مع ثلاثة منافسين من المجموعات الأخرى.

ويحتاج الجوية للفوز على مومباي الهندي اليوم الثلاثاء، وانتظار نتائج بقية المجموعات، لحسم التأهل عن المركز الثاني لأفضل ثلاثة أندية ضمن المجموعات الخمس، بعدما ضَمن الشباب السعودي التأهّل كمتصدّر للمجموعة برصيد 13 نقطة.

ويتأهّل إلى دور الـ16 لمنطقة غرب آسيا الفريق الحاصل على المركز الأوّل في كل مجموعة، إلى جانب أفضل ثلاثة أندية حاصلة على المركز الثاني في مجموعات الغرب.

والمهم اليوم أن نشارك جمهورنا الكبير الذي يأمل أن يتذوّق طعم المنافسة مع كبار آسيا، من غرب القارة وشرقها بعد أن إزدان الدوري العراقي باللاعبين المحترفين الأجانب وتقدّمنا خطوة الى الأمام تنتظرها خطوات كبيرة مقبلة في مجال الاحتراف الإداري والاستثماري أيضاً لكي نقف عند العتبة الأولى لطريق طويل سيُغيّر من شكل الكرة العراقية مستقبلاً.

كُنّا نعوّل أن تكون أنديتنا في خطّ المقدمة والاستمرار بالمنافسة لتحقيق نتائج تلبّي طموحات الشارع الرياضي، لاسيما أن أنديتنا لها باع طويل في تحقيق أبرز النتائج المهمّة في مثل هكذا بطولات سابقاً، أما الآن فهي أصبحت معبراً أو حقلاً للتجارب والمشاركات فقط على الرغم من الدعم المالي الذي يُسهم بشكل كبير في دعم صفوف الأندية باستقطاب أفضل المدربين واللاعبين المحلّيين والمحترفين، كذلك وفّرت لهم الفرصة من خلال هذا الدعم على إقامة معسكرات خارجية وداخلية.

ربما يكون الحديث من وجهة نظر البعض غير مناسب، والجوية العريق مازال في ساحة المنافسة الآسيوية، ولكن لا ينبغي أبداً انتظار الخروج كيما نتكلم ونفسّر، والحقيقة أن هناك عوامل تعوق أداء لاعبي فرقنا المحلية خلال مشاركاتهم في بطولات الأندية العربية والآسيوية واللجنة الفنية لديها رؤية شاملة عن تلك المعوّقات من دون أدنى شكّ ومعها تصوّرات ودراسات كثيرة جداً، إذ من الصعوبة بمكان أن نعزل واقع حال فريق ما عن استعداداته لخوض منافساته مع الفرق السعودية والإماراتية والقطرية والإيرانية التي تمتلك مواصفات كبيرة جداً وتختلف في إداراتها ونظامها الاحترافي والتسويقي عمّا هو موجود لدينا من تخبّط هائل لأندية تبرم صفقات مع لاعبين بملايين الدولارات وتعجز عن بناء ملعب يليق باسم أنديتها ومكانتها!

لقد تفوّقت علينا الأندية العربية في البطولات الآسيوية لفترات طويلة كدنا أن ننسى تاريخنا معها، وعلينا اليوم أن تكون مشاركاتنا بجميع اشكالها درساً لبداية حقيقية تعيد التوازن لاسم العراق ومكانته ولا تكون مشاركاتنا هامشية أو تنتظر الصعود الى مرحلة ثانية بشقّ الأنفس!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram