 جلال حسنأخبار  الوزارات التي تصلنا يوميا عبر عشرات الرسائل الالكترونية ، عبارة عن بيانات جاهزة ، و"كليشات " معدة سلفا ولا تعدو عن كونها عقد ندوات ومؤتمرات وورش عمل  ودورات تدريبية واحتفالات شهرية وسنوية وبعضها اسبوعية  تكشف عن مناسبات دولية ، لا تبتعد عن اليوم العالمي للتدخين ويوم مرض السل ، والسرطان، واليوم العالمي للصحة ،  ويوم البيئة ، وحقوق الانسان  والمرأة والاعياد والمناسبات  الدينية  وغيرها الكثير .
اما ما ابتعد عن هذه الاخبار فهو يسلط الضوء على "معالي " السيد الوزير  بافعال تبدأ من تفقد  و زار و اجتمع  وناقش وبحث ، وكأنه لا يوجد في الوزارة وتوابعها من الدوائر الفرعية غير نشاط  معالي الوزير . وما يقوم به من عمل يعتبر في صلب واجباته الاساسية .يعمد جميع مدراء الاعلام في الوزارات الى تلميع هذه اللا نشاطات في بيانات ركيكة تنقصها صياغة خبر او كتابة تقرير  ومجملها لا يبتعد ايضا عن كلمات  مثل، تواصل ، وارقام في نسب انجاز ، وتسعى الوزارة الفلانية، وتزمع  ومن المؤمل، ومن الممكن ..الخويبدو واضحا ان هناك وزارات ليس لها أي نشاط يذكر سوى الاشراف على عمل شهري او فصلي او نصف سنوي او حسب الحاجة  . وزارات بحقائب فقط ، الغريب فيها انها تصيغ بيانا واحدا يستند الى قرار وتاريخ  حكومي ولا تغير شيئا في نصه غير كلمات مثل نقابات او اتحادات او جمعيات أو منظمات بكليشة ثابتة .وزارات كثيرة تعيد البيان اكثر من مرة ولا تغير شيئا في مضمونه  وتعيد ارساله بعد مرور شهر او اكثر .بيانات بسطرين أو ثلاثة ، واخرى تؤكد حرصها الشديد على راحة المواطن ، وسعيها الدائم الى تقديم الافضل، واخرى لا يهدأ لها بال الاعن طريق تقديم الخدمات الاساسية. اما اذا ارادت وزارة القيام باي مشروع ، فان البيانات تنهال مثل المطر ويبدأ اول الغيث بدراسة المشروع ووضع التصاميم  الاساسية واعداد الخطط اللازمة والتعاقد مع الشركات الاجنبية والعربية ، واستمرار المناقشات  وقرب وضع الحجر الاساس ، بعدها تحسب الاسابيع والايام لوضع الحجر ، ثم تتعاقب مراحل انجاز العمل بالنسب المئوية من اول درجة الى توقف العمل  لقلة التخصيصات المالية أو تلكؤ العمل بسبب  عدم خبرة المقاول ، يأتي ذلك في بيانات احيانا تكون منمقة بالقاء التبريرات  والتهم على الحكومة  والشركات العاملة، وما اكثرها هذه الايام، بادراجها في القوائم السود .كثير من البيانات تلحق الضرر في مصداقية الوزارة ، وتفقد ثقة المواطن  بالوزارة ،خصوصا اذا كانت تمس حاجات الناس الاساسية ,  وكما يفهم مدراء الاعلام ان اخبار وزاراتهم لا تنفع  ما لم تكن صادقة وموضوعية .jalalhasaan@yahoo.com