البصرة / السومرية نيوزأعلنت شرطة محافظة البصرة، الثلاثاء، أنها ستطلق حملة لملاحقة المشعوذين والسحرة خلال الأيام المقبلة على اثر اتهامهم بـ"النصب والاحتيال" على المواطنين، فيما أكد مسؤول محلي أن ظاهرة السحر تفاقمت في غضون العامين الماضيين بشكل ملحوظ، إضافة إلى أن بعض السحرة يدعون أنهم رجال دين.وقال مدير الشرطة في محافظة البصرة اللواء الركن عادل دحام في حديث لـ"السومرية نيوز"،
إن "التحريات الأمنية التي أجريناها في الآونة الأخيرة أكدت استشراء حالات ممارسة السحر والشعوذة على نطاق واسع في المحافظة"، مبيناً أن "ممارسة السحر والشعوذة لها تأثيرات سلبية على وعي وسلوك المواطنين البسطاء، كما أنها ترسخ بعض المفاهيم السيئة في المجتمع".وأضاف أن "الأجهزة الأمنية باشرت بجمع معلومات عن المشعوذين وأماكن وجودهم تمهيداً لإنذارهم وإلقاء القبض عليهم بتهمة النصب والاحتيال على المواطنين في حال عدم امتثالهم للتحذيرات"، مشيراً إلى أن "قوات الشرطة لن تسمح للمشعوذين والسحرة بإضافة مشكلة أخرى إلى مشاكل المواطنين البسطاء"، وفقاً لقوله.من جانبه قال نائب رئيس مجلس محافظة البصرة أحمد السليطي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "السحرة والمشعوذين يدعون معرفتهم بالقرآن لتمرير تصرفاتهم المخالفة للدين، إضافة إلى أن بعض المواد التي يستخدمها السحرة هي مواد سامة تؤثر على صحة الإنسان ومنها عظام الحيوانات النافقة".وأعرب السليطي، وهو رجل دين بارز في محافظة البصرة، عن "تأييده لملاحقة المشعوذين والسحرة ومعاقبتهم وفق القانون، إضافة إلى أن رجال الدين يسعون بدورهم من خلال دور العبادة إلى توعية المواطنين وتحذيرهم من الاستعانة بالسحرة والمشعوذين لحل مشاكلهم"، مشيراً إلى أن "المشكلة هي أن بعض السحرة يدعون أنهم رجال دين".فيما اعتبر محمد مهدي الذي يقول انه متخصص بإبطال مفعول جميع أنواع السحر، أن "السحر هو شيء واقعي ورد ذكره في القران، إضافة إلى أن الشعوذة تختلف عن ممارسة السحر".وقال في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "بعض السحرة يقومون بأعمال شيطانية شريرة مقابل مبالغ كبيرة من المال، وبعضهم الآخر يتصدون للأعمال الروحية الشريرة من خلال إجراء الرقية بالقرآن، وإبطال مفعول السحر بأنواعه، وفتح الربط وإخراج الجن بأساليب إيمانية، مقابل ثمن بسيط"، موضحاً أن "معظم المستفيدين من السحرة هم من النساء اللواتي يواجهن مشاكل اجتماعية".وانتشرت ظاهرة السحر والشعوذة في محافظة البصرة خلال تسعينيات القرن الماضي لأسباب يعزوها باحثون اجتماعيون إلى الوضع الاقتصادي المتدهور آنذاك وتدني مستوى التعليم، وبعد عام 2003 انحسرت هذه الظاهرة بفعل ضغط التنظيمات والجماعات الدينية، لكن بعد تنفيذ خطة صولة الفرسان في عام 2008 عادت هذه الظاهرة لتنتشر مجدداً وبخاصة في المناطق والأحياء السكنية الفقيرة، حتى أن بعض الذين يمتهنون تلك الأعمال أخذوا يروجون لأنفسهم بشكل علني من خلال توزيع منشورات ولصق إعلانات ورقية على الجدران في الأسواق والمناطق السكنية تحتوي على أرقام هواتفهم.
البصرة تستعد لاطلاق حملة ضد المشعـوذين والسحرة
نشر في: 29 يونيو, 2010: 07:57 م