ترجمة واعداد : عمار كاظم محمد يحتاج العراق وجيرانه الى ان يكونوا متماسكين والا فان بلادهم ستنزلق نحو طرقها القديمة السيئة ، القليل من البلدان يحتاج الى من يحكم ولايوجد حزب او تحالف فاز في الانتخابات ،التي جرت منذ ثلاثة اشهر، بشكل واضح لذا فان فترة المفاوضات هي فترة حتمية لكن البلاد في الوقت الحالي طافية بشكل خطير ولم يجتمع البرلمان الجديد الا مرة واحدة ولم يتم تمرير قوانين منذ شهر آذار الماضي .
ان التشريع حيوي لجلب الاستثمارات الاجنبية وتوزيع ايرادات النفط المتوقفة وقبل كل شيء فان العراق يحتاج الى قائد قادر على احتواء الازمات بين الفرقاء السياسيين والا فان ذلك الامر يغدو مخاطرة بالرجوع الى الاستبدادية التي يفترض انها تم استبعادها بسقوط النظام السابق . ان المتنافسين على مقعد رئيس الوزراء يمثلان نصف الشعب العراقي لكنهما عاجزان لحد الان عن انجاز العمل المنوط بهما لتشكيل التحالفات التي تؤدي الى تكوين الحكومة .ربما الفصل الافضل للعراق هو ان يتم اختيار مرشح تسوية باسرع ما يمكن وهذا يعني بالتأكيد تكوين حكومة ائتلافية تشترك في نفس الرؤية وليس فقط التقاسم المألوف للوزارات التي تم تكوينها في الماضي على الاسس العرقية او الطائفية او العشائرية مع وجود مليشياتها التي تترصد من وراء الكواليس. يستطيع الجيران ان يساعدوا من خلال تكوين " مجموعة اتصال دائمة " وربما باشراف الامم المتحدة للمراقبة والتفاوض في هذا الاطار حيث ساعدت اوروبا والولايات المتحدة على تثبيت الوضع في دول البلقان في التسعينيات من القرن الماضي . التأثير الامريكي في العراق بدأ التضاؤل لكنه مازال مهما وقد لعبت الامم المتحدة دورا مهما في تهدئة الوضع على طول الحدود بين عدة دول , اما بالنسبة لجيران العراق , فان تركيا أكثر تعاطفا مع الاكراد العراقيين لكن السوريين اذا ارادو لعب دور اقليمي اكبر فيجب عليهم ان يقوموا بايقاف الارهاب الوافد الى العراق من خلال حدودهم ، وعلى ايران ان تتوقف عن دعم بعض فصائل المليشيات ، بينما على السعودية ،جارتهم الغنية ، ان يقبلوا التعايش مع العراق في وضعه الجديد والكف عن التدخل في شؤونه الداخلية . فالانتخابات الديمقراطية جرت في العراق واعمال العنف فيه قد انخفضت بشكل كبير ، ويبدو ان الاميركان عازمون على الانسحاب من البلاد في نهاية هذا العام ، لكن هذا لا يعني نهاية القصة فهناك دم كثير قد تم اراقته من العراقيين والاميركان ويجب ان لانغسل الايدي منه الا بالانتهاء من هذه المشاكل . في النهاية ان الامر متروك للعراقيين لأعادة بناء بلدهم , وسياسيوهم المنتخبون يواجهون خيارا اما التسوية على السلطة في بلاد ديمقراطية او اعاقة بعضهم البعض و ترك التعصب والطائفية والفساد تسود في البلاد وهم بالتأكيد يعرفون الى اين تؤدي هذه الطريق . عن : الايكونومست
على جيران العراق أن يقبلوا التعايش مع العراق والكف عن التدخل في شؤونه الداخلية
نشر في: 29 يونيو, 2010: 07:59 م