ها اخوتي ها، احنا جنودك بالكلفات اسمع يالقايد، والكلمة الأخيرة في بعض الأحيان وبحسب الإيقاع والموقع، تتحول الى الباشا او الرئيس او الآمر، والاهزوجة ليست جديدة، وعرفها العراقيون قبل عشرات السنين، ولكنها في عقد الثمانينات وفي الحرب العراقية الايرانية رسخت حضورها في الذهنية العراقية، بعد ان اعتاد الكثيرون تناول العشاء اثناء عرض تقرير عبر التلفزيون الرسمي بعنوان صور من المعركة وبتعليق الشاعر الفلسطيني من ماركة شعراء ام المعارك اديب ناصر.
تشكيل قوات دجلة تراه بعض القوى السياسية خطوة ستراتيجية مهمة في تحقيق الامن القومي، للدفاع عن البوابة الشمالية والشرقية والغربية، وحرصت فضائيات بفريق محلليها السياسيين على تسليط الضوء على النتائج المستقبلية لتلك الخطوة في بسط الامن، للقضاء على المجاميع الارهابية وتجفيف مصادر تمويلها، بعد ملاحقة حواضن الارهاب، وبعد ان ينتهي المحللون من استشراف المستقبل، تنتقل الفضائية الى طرح اراء المواطنين والجميع متفق على دعم تشكيل قوات لإعطاء هيبة للدولة العراقية، بالاستعانة بالقادة العسكريين قيل انهم شاركوا في عمليات الانفال، واستخدموا السلاح الكيمياوي اثناء ترديد اهزوجة "احنا جنودك بالكلفات اسمع يالقايد"، وتعود الفضائية الى الاستوديو لتمنح المزيد من الوقت لمحلل سياسي يطالب حكومة الاقليم بالتمسك بالدستور واعلان تأييد تشكيل قوات دجلة.
يبدو ان هناك وسائل اعلام عرفت بولائها المطلق للقايد، ابدت رغبتها في عرض صور من المعركة بعد ان يتحرك القادة العسكريون من رجال المهمات الصعبة لتنفيذ واجباتهم في الدفاع عن الوطن واحباط مخططات الاعداء، في وقت تجاهلت فيه تناول شبهات الفساد التي احاطت بصفقة السلاح الروسي، وتنفيذ سلسلة تفجيرات في العاصمة بغداد ومدن عراقية اخرى يوم الاربعاء الماضي.
نشر موقع الكتروني قبل ايام ان قوات دجلة، تعتزم فرض شروط على الكرد للدخول الى محافظة كركوك بالحصول على تراخيص موقعة من القائد العسكري، وفي حال صحة ما نشر فان هذه الاجراءات، تعد انتهاكا سافرا للدستور ولحقوق الانسان، وتأكيدا لفرض سيطرة العسكر على المدن، وقد حذر قيادي في احد الاحزاب الكردية من مخاطر هذا التوجه وتطبيقه في بلد ينص دستوره على ان نظامه ديمقراطي.
هل تكفي دعوات مسؤولين في الحكومة لضبط النفس من حصول احتكاك او مواجهات بين قوات دجلة، وحرس الاقليم؟ وهذه الدعوات غير مجدية عندما تصر بعض وسائل الاعلام وهي تابعة لقوى واحزاب مشاركة في الحكومة على خطابها في تأجيج الخلاف بين بغداد واربيل وكأنها تنتظر حصول المواجهة العسكرية بين الطرفين لبث "صور من المعركة " بمصاحبة تعليق بصوت محلل سياسي، هو الاكثر حضورا على الشاشات للدفاع عن فكرة عسكرة المدن، وحق قوات دجلة للدفاع عن ارض العراق بقيادة ضابط كبير استثني من اجراءات الاجتثاث، بقرار ثوري سريع.