سلام ابراهيم كبة اغنى الاستاذ ابراهيم كبة منذ اواسط الاربعينيات ذاكرة ومكتبة الشعب العراقي الوطنية بالعشرات من المؤلفات والترجمات عن الانكليزية والفرنسية والالمانية والاسبانية .. والتي نشرت بعضها بأسماء مستعارة .. وبعد ثورة 14 تموز 1958 سجل تاريخ العراق الحديث له عشرات الخطب الارتجالية وهو يتولى حقيبتي وزارة التجارة ( الاقتصاد لاحقا ) ووزارة الاصلاح الزراعي .. كما تولى وكالة حقيبة وزارة النفط . وكان لابراهيم كبة عشرات الدراسات في المجلات العراقية والعربية..
يؤكد الاستاذ ابراهيم كبة في مقدمة كتابه الموسوم " نظرة سريعة في تطور النظام الاقتصادي" الصادر عام 1953 " ان الكتاب جاء لسد حاجة ملحة لطلبة الجامعات بسبب افتقارهم ، مع اساتذتهم ، للنظرية الاجتماعية العلمية التي تربط النظرية الاقتصادية بالواقع الاقتصادي وتؤكد حقيقة الصلة بين الاقتصاد والتاريخ وتكشف لهم المضمون السياسي لجميع النظريات الاجتماعية وتخلق فيهم ملكة النقد المستمر وروح البحث لا للتفسير فقط بل للتغيير ايضا... وان مضمون الكتاب من آراء وافكار هي من نتاج علماء اعلام وهبوا انفسهم لا للتضليل والتدجيل واضاعة الوقت عبثا لعرقلة حركة التاريخ بل للتنوير والتوجيه وكشف النقاب عن قوانين الضرورة الاجتماعية لأستخدامها في خدمة هذا الكائن الاعلى في الوجود : الانسان ، الذي بامكانه ان يكون دائما احسن مما كان ." وفي مكان آخر من الكتاب اكد الاستاذ كبة ( ص 126 – 128 ) :" الاقتصاد السياسي في حركة مستمرة اي ديناميكي وتاريخي معا وهو ليس مجرد دراسة نظرية بل هو دليل للعمل ، انه ليس مادة جامدة ملقاة على طاولة التشريح ، والذين يدرسونه ليسوا متفرجين خارجين عن المجتمع بل يستمدون حياتهم منه . ... ان جميع النظريات الاقتصادية تعكس البنيان الطبقي الاجتماعي السائد في المجتمع وتعبر عن المصالح الاجتماعية وهي لا تبنى على افكار مفكر بل تعبر عن النشاط الفعلي للمنتجين.... وطبقية النظريات الاقتصادية شرط اساسي لموضوعيتها فالافكار الاقتصادية مرتبطة دائما بالنشاطات الاقتصادية ... وليس هناك علم حيادي للاقتصاد اي خارج البناء السياسي اي لاطبقي ." تطرق الاستاذ كبة الى موقف الفلسفة العلمية من الوجودية والازمة الشاملة للايديولوجيا الامبريالية في عرضه عام 1953 " ازمة الفلسفة البورجوازية " لمؤلفه جورج لوكاش .. وفي " ازمة الفكر الاقتصادي " لمؤلفه " هنري دنيس " والصادر عام 1953 اكد الاستاذ كبة " في الايديولوجية الامبريالية لازمة العصر يختفي الكفاح الاجتماعي بين الطبقات والامم بعصا سحرية لتحل محله انواع اخرى ميتافيزيقية من الكفاح : مثلا الاخلاقي بين الشر والخير ، النفساني بين ارواح الحضارات ، الديني بين الالوهية والالحاد ، الثقافي بين البربرية والحرية .. لكنها تدرك ان عدوها الاول هي الجماهير فتحارب مثلها الديمقراطية والتقدمية باكاذيب وسخافات مبتذلة تعبر عن جوهر الارستقراطية الفكرية .." وفي كتابه " الاقطاع في العراق " الصادر في 1957 يؤكد الاستاذ كبة (ص 17) " من الغريب ان يطمئن السيد نوري السعيد الرأي العام العراقي بقرب زوال النظام الاقطاعي العشائري عن طريق الارث وتقسيم الاقطاعيات الكبيرة على الابناء والاحفاد ، وقد تناسى فخامته ان قرونا سحيقة مضت على نظام الارث دون ان تنال من النظام المذكور وان الانظمة والتقاليد العشائرية تحتفظ بالملكيات الكبيرة للابناء الكبار فقط . ويعلم الرأي العام ان السبيل الوحيد للقضاء على هذا النظام الظالم هو تغيير العلاقات الاقطاعية نفسها بتمليك الارض لمنتجها والقضاء على الملكيات الاستغلالية الكبرى في الزراعة وتوزيع اراضي الدولة على الفلاحين واتباع نظام التعاونيات الزراعية... الخ. كل هذا مرتبط بالقضاء على الاستعمار وسحق الرجعية وانتصار الحركة الوطنية بمجموعها وتحقيق الاهداف الوطنية الكبرى ."ويضع الاستاذ كبة النقاط على الحروف في مقدمة كتاب " تشريح الكوسموبوليتية " الصادر في 1960 ليؤكد " لا تؤثر السياسة الارهابية الا على اناس ضعيفي الاعصاب ، وليس على الشعوب المسالمة المصممة على ترويض الوحوش الضارية من اكلة لحوم البشر . ان اثارة الضجة حول جبروت الاسلحة الذرية واسلحة الدمار الشامل الاخرى ، عكس ما يأمله منظموها ، لا تؤدي الا الى تشديد عزلة انصارها وافتضاحهم امام شعوب المعمورة ... ان الآمال الطيشية الجنونية المعلقة على ادوات الافناء الجماعي للبشرية تمثل آخر نقاط الارتكاز لآيديولوجي الرأسمال ، نقاط ارتكاز تشهد على موتهم الادبي ، وجزعهم من السير التقدمي للتاريخ ." استهدف الاستاذ كبة في ترجمته كتاب البروفيسور موريس كورنفورث " البراغماتية والفلسفة العلمية " الصادر في 1960 توضيح ان البراغماتية وعموم الفلسفة الوضعية تنكر صراحة اية قيم واخلاق انسانية تستند الى العقل والعلم . وان التأكيد البائس للعالم الرأسمالي على قيم المشروع الحر والمنافسة في سبيل اقصى الارباح ، القيم المتسترة بستار الحضارة الغربية هي انعكاس للانهيار الاخلاقي التام بسبب الازمات البنيوية المستمرة ... ولا تستطيع البراغماتية الا قبول الاخلاق الرأسمالية على علاتها ووحشيتها وقسوتها واستبدادها .الف ابراهيم كبة عدة مؤلفات عن القضية الجزائرية ركز فيها على ا
شذرات من الجهد الفكري لـ (إبراهيم كبة)
نشر في: 30 يونيو, 2010: 04:34 م