TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > صناعة المركبات كوسيلة للإدعاء بالتفوق الصناعي

صناعة المركبات كوسيلة للإدعاء بالتفوق الصناعي

نشر في: 30 يونيو, 2010: 04:51 م

عبد الله المدني كانت - وربما لا تزال – الدول النامية تنظر إلى إنتاج وتصنيع المركبات – سواء كليا أو جزئيا -  كإنجاز عظيم، بل كدليل وبرهان على إجتيازها المرحلة الزراعية إلى المرحلة الصناعية. وكلنا يذكر أن مصر الناصرية في أوج بروزها،
 وضمن شعارها القائل (سنحقق الاكتفاء الذاتي، وسنعتمد على أنفسنا في التصنيع من الإبرة إلى الصاروخ) عمدت إلى الترويج لنفسها كبلد صناعي متفوق عبر طرح نسخة رديئة من سيارة (فيات) الإيطالية بالتعاون مع مصانع (زاستافيا) اليوغسلافية، و نسخة أخرى قبيحة الشكل من سيارة (برينز) الألمانية تحت إسمي (نصر) و)رمسيس) على التوالي.rn rnوعلى المنوال نفسه، ولكن إنطلاقا من قاعدة صناعية أكثر صلابة وإقتدارا، طرحت دول أخرى سيارات للركاب أو للنقل أو للشحن. نذكر منها إيران التي طرحت في عهد الشاه سيارات (بيكان) (تم تغيير إسمها إبتداء من عام 2005 إلى (ساماند)، وإندونيسيا التي صنعت سيارة (تيمور) في عهد ديكتاتورها السابق سوهارتو (عبر دمج نسختين لسيارتي (كيا) الكورية و (مازدا) اليابانية) وماليزيا التي سوقت بنجاح منذ عام 1983 سيارة (بروتون). وكانت هناك ، بطبيعة الحال، دول عمدت إلى عملية تجميع مكونات السيارات اليابانية والإمريكية والأوروبية داخل أراضيها عبر إستثمارات مشتركة. من هذه الدول تايلاند، وتايوان، وكوريا الجنوبية، ثم البرازيل التي أنتجت سيارتي (بينتو) و)فييستا) بالتعاون مع شركتي (فيات) و)فولكس فاغن)، علما بأن كوريا الجنوبية بزّت كل هذه الأقطار، وصارت اليوم إسما كبيرا في صناعة المركبات بمختلف أشكالها وأحجامها وأستخداماتها.لكن في سياق هذا الحديث، لا بد من الوقوف ملياً أمام حقيقة بروز دولتين آسيويتين كبيرتين في عالم صناعة المركبات بثبات، ونعني بهما الهند والصين اللتين صارتا في السنوات الأخيرة منافستين قويتين لكبار صناع ومنتجي المركبات على مستوى العالم.و إذا كانت الهند قد سبقت الصين بسنوات طويلة في إنتاج وتصدير الشاحنات وحافلات الركاب عبر شركتها الرائدة (تاتا)، ثم أتبعت ذلك مؤخرا بطرح سيارات الركاب الصغيرة ذات الأسعار المنخفضة كي تكون في متناول الملايين من سكانها من الطبقة الوسطى المتنامية عددا، ونقصد بها سيارة (نانو) التي لا يزيد سعرها عن 2500 دولار ، فإن قطاع صناعة السيارات في الصين باتت تشهد إنتعاشا ملحوظا لم يسبق له مثيل، وإن قيل أن ما ينتجه هذا العملاق من المركبات رديء الصنع، أو يخلو من وسائل الأمان والسلامة ذات المعايير الدولية، أو أن تصاميمها مسروقة من تصاميم السيارات اليابانية والكورية والأوروبية ( على نحو ما قيل عن سيارة (كيو كيو) الصينية الصغيرة التي وجهت أصابع الإتهام إلى منتجها لسرقته أساليب إنتاج يابانية، وتصاميم أمريكية لسيارة (شيفروليه سبارك). وتـُرجع الزميلة الهندية (براكريتي غوبتا) في تحقيق صحفي مطول كتبته أخيرا، أسباب صعود الهند المذهل في صناعة المركبات – رغم وجودها حاليا في المركز السابع عالميا – وقدرتها على إنتاج سيارة واحدة في كل دقيقة (أنتجت في عام 2009 وحده 2.6 مليون سيارة) إلى عوامل عديدة مثل: الإمكانات الهندسية القوية، والخبرة المتراكمة، ورخص الأيدي الفنية العاملة، والتوسع الكبير في إستثمارات الشركات الأجنبية المصنعة للمركبات مثل (هيونداي) الكورية، و (نيسان) و)تويوتا) و (سوزوكي) و (هوندا) اليابانية، و)فولكس فاغن) الألمانية، و)رينو) الفرنسية، و)جنرال موتورز) الأمريكية. هذا ناهيك عن عامل مهم آخر هو الخبرات والإمكانيات التي إكتسبتها الهند كنتيجة لإستحواذها في عام 2008 على مصانع سيارات (جاغوار) و (لاندروفر) البريطانية، شراء من مالكها السابق (فورد موتورز).غير أن أحد العوامل القوية الأخرى، من وجهة نظري، هو الطلب المتزايد في السوق الهندية على شراء المركبات الخاصة، في ظل تحسن مستويات الدخول الفردية في العقدين الأخيرين. وربما ما يؤكد هذا العامل هو التوسع الهائل من قبل منتجي المركبات العالمية في إستثماراتهم داخل الهند، وجهودهم من أجل تعزيز تواجدهم داخل السوق الهندية بشتى الوسائل. علاوة على هذا، يمكن أن نسوق دليلا آخر هو سعي الصين الحثيث ( عبر شركاتها المعروفة مثل: (سايك)، و)فوتون)، و)فاو)، و)تشيري)، و)جيلي)) في العامين الأخيرين لإيجاد شركاء عالميين أو شركاء هنود من أجل إنتاج مركبات صغيرة، منخفضة التكاليف، وذات قدرة على توفير الوقود، خصيصا لتصديرها إلى الأسواق الهندية، وكي تنافس سيارات (نانو) الهندية لجهة الأسعار. ويقال في هذا السياق أن هدف الصين النهائي يتجاوز تصدير النوع الأخير من المركبات إلى الهند، وبيعها هناك بسعر 2250 دولار، بمعنى أنه يشمل أيضا تصدير الشاحنات والحافلات وسيارات الشباب الرياضية في وقت لاحق.والمعروف أن الصين - طبقا لتحقيق الزميلة (غوبتا) – قد تخطت في عام 2006 اليابان (صاحبة المركز الثاني عالميا في إنتاج المركبات)، كما تخطت في العام الماضي الولايات المتحدة الأمريكية (صاحبة المركز الأول عالميا)، وصارت تنتج كل أنواع المركبات بدءا بالحافلات وسيارات الركاب الصغيرة، وإنتهاء بالشا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram