 سامر الياس سعيد

هكذا وصلت سفن أغلب الأندية العالمية الى مَرافِئ نهاية الموسم فعادة ما يكون شهر أيار المحطّة الأخيرة من جدول مزدحم بالمنافسات الخاصّة بالدوريات العالمية، لذلك تبدو أيام الشهر بمثابة جرد لحساب تلك الفرق ومقدرتها على تحقيق المنافسة المطلوبة في سبيل الوصول الى أيام الشهر المذكور

وقد حظيت بترتيب مهم وبارز يؤهّلها لأن تكون - على سبيل المثال - أحد الأندية المشاركة بالبطولات الأوروبية رفيعة المستوى أو بتحقيق تصدرها لترتيب فرق دوريها مثلما هو الحال مع الأندية التي دائماً ما يكون بوسعها تحقيق الصدارة في خضم احتدام المنافسة، ولو بفارق نقاط قليلة عن أقرب منافسيها.

تأمُّلنا اليوم حريّ بإحدى الصفحات الرياضية لصحيفة عربية واسعة الانتشار وضع مُحرّرها الصحفي مانشيتات عريضة في سياقها، قد تبدو ذات قواسم مشتركة ليُبرِّز أفراح فريقين أوروبيين بما حقّقوه من بطولة الدوري في بلدهما، لكنه في المقابل أشار الى أن تلك الأفراح التي شعرت بها تلك الأندية بدأت ناقصة كونها لم تعبّر عمّا جاشت به جماهيرهما بالاخفاق بالتأهّل للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.

المانشيت الأول الذي وضعه المحرّر الرياضي لصحيفة "الشرق الاوسط" السعودية أشار الى أن سيطرة فريق بايرن ميونخ الألماني على دوري بلاده لا تكفي جماهيره حيث تماهى تقرير الصحيفة مع ما أبرزته مجلة كيكر الألمانية من أن فوز البايرن باللقب العاشر توالياً بالدوري الألماني كان فوزاً مخفيّاً بسبب الاقصاء الذي واجهه الفريق الألماني من خلال مواجهته ضد فريق فياريال الإسباني والذي ودّع المنافسات هو الآخر نتيجة إقصائه من جانب فريق نادي ليفربول الإنكليزي ليتأهّل الأخير الى المباراة النهائية بمواجهة الفريق الملكي ممثلاً بريال مدريد في المواجهة التي سيترقبها الجميع ليلة يوم السبت الموافق 28 أيار الجاري، إضافة لإقصاء البايرن من بطولة كأس المانيا نتيجة خسارته القاسية أمام فريق بروسيا مونشنغلادباغ بخماسية للاشيء.

كما أبرزت الصحيفة نقلاً عن المجلة الألمانية بأن الفريق المنتشي بلقبه المحلي قد يواجه مستقبلاً صعباً في ظلّ الكثير من الاحاديث التي تدور حول قرب رحيل نجمه الهداف ليفاندوفسكي إضافة للاعتراف بعدم قدرة البايرن على منافسة الأندية الثريّة على الساحة الأوروبية الى جانب دخوله في مفاوضات معقّدة بحسب المجلة مع لاعبيه الكبار ممّن تنتهي عقودهم نهاية الموسم الحالي لأجل التمديد.

وهذا بالتأكيد واقع حال فريق البايرن الذي كان ندّاً عنيداً بمواجهة الفرق الأوروبية ليجد نفسه محارباً بأسلحة نافذة الصلاحية لأجل الظهور بمستوى أفضل عبر منافسات الدوري القادم.

الفريق الأوروبي الآخر (الفرنسي باريس سان جرمان) وضع له المحرّر الرياضي في صحيفة "الشرق الأوسط" مانشيتاً آخر يؤكّد انطباعات الجماهير غير الراضية عن موسم الفريق، لذلك بدأ العنوان العريض الذي أختاره المحرّر مناسباً في القول بأن جماهير الفريق الباريسي ترفض الاحتفال بلقب الدوري حيث ان الفريق مُقبل على إعادة هيكلة!

يذكّرنا العنوانان العريضان بقدرة الجماهير واطماعها اللامتناهية في التأثير على مجاراة الفريق، وقدرته في إنهاء موسمه بالصورة التي ترغبها تلك الجماهير فقد أبرز الموضوع الخاص الذي يتحدّث عن إنهاء الفريق الباريسي لموسمه بكون الصيحات المعتادة والهتافات الحماسية التي كانت غالباً ما تتعالى من جانب الجماهير في مناسبات الاحتفال بإنهاء الموسم والحصول على اللقب حيث أبرز التقرير مغادرة جماهير الفريق مدرجات ملعب المباراة التي جمعت الفريق الباريسي بنظيره فريق نادي لنس والتي أنتهت بتعادل إيجابي جعل من باريس سان جرمان في صدارة الترتيب قبل نحوأربع مراحل من النهاية، لكن غصّة الخروج من الدور ربع النهائي للبطولة الأوروبية جعلت من تلك الجماهير عازفة عن الاحتفال باللقب المحلي ومغادرة الملعب بهدوء لافت بعد إنتهاء دقائق تلك المباراة!