أعلن رئيس الحكومة نوري المالكي أمس عن إطلاق سراح القيادي في حزب الله اللبناني علي موسى دقدوق المسجون في العراق منذ العام 2009 بتهمة قتل جنود أميركيين، مؤكدا أن قرار إطلاق سراحه جاء لعدم كفاية الأدلة ضده وقد تم تسفيره إلى خارج العراق. وقال بيان صدر عن مكتب المالكي وتسلمت (المدى برس)، نسخة منه، إن "القضاء العراقي قام بعد استلام المتهم علي دقدوق من الجانب الأميركي بإجراء المحاكمات الأصولية وفقا للأدلة وبيانات الاتهام المقدمة ضده من جانب المحامين الأميركان ولعدم كفاية الأدلة صدر القرار ببراءته".
وأضاف البيان أن "الجانب الأميركي تقدم بعد ذلك بأدلة جديدة وطلب الاستئناف من مجلس القضاء الأعلى وتم الاستئناف ولم تكن الأدلة كافية عند المحكمة العراقية"، مشيرا إلى أن واشنطن "طلبت بعد ذلك تمييز الدعوى وتم التمييز وصدرت البراءة".
وتابع البيان أن "ملف قضية دقدوق بعد كل هذه الاجراءات وصل إلى حكم بات وقطعي حسبما أعلمنا به القضاء العراقي ولم يعد ممكنا إجراء أي محاكمة بعد التمييز وحسم القضية"، لافتا إلى أن "القضاء العراقي رفض قبل ذلك طلبا للجانب الأميركي بنقل دقدوق إلى الولايات المتحدة الأميركية لإجراء محاكمته هناك".
وتابع البيان أن "اعتقال دقدوق أصبح بعد طيّ هذه الإجراءات أمراً ليس له غطاء قانوني أو قضائي، لهذا اخلي سبيله وسفر لخارج العراق".
ويأتي إعلان إطلاق سراح دقدوق بعد أيام على كشف صحيفة أميركية حقيقة إعطاء الإدارة الأميركية تعليمات إلى السفير الأميركي الجديد في العراق روبرت بيكروفت بالعمل على حث المالكي على إبقاء المسؤول في حزب الله اللبناني المطلوب أميركيا علي دقدوق قيد الاحتجاز، لافتة إلى أن الإدارة الأميركية متخوفة بعدما أبلغت من مسؤول عراقي رفيع المستوى بأنه لم يعد للعراق أي مسوغ قانوني لإبقاء دقدوق في الاحتجاز.
وكانت عدد من وسائل الإعلام قد نقلت، يوم الأربعاء الماضي تقارير تؤكد اطلاق سراح القيادي في حزب الله اللبناني المعتقل علي موسى دقدوق، وأشارت إلى أن دقدوق غادر إلى ايران، فيما نفى وزير العدل حسن الشمري تلك الأنباء، وأكد أن القضاء العراقي هو الجهة الوحيدة المسؤولة عن ملفه. ويعتبر علي دقدوق الذي القي القبض عليه من قبل القوات البريطانية في شهر آذار 2007 في البصرة آخر محتجز سلمته القوات الأمريكية للحكومة العراقية مع انسحابها الكامل من العراق في شهر كانون الأول 2011.
وانضم دقدوق إلى حزب الله اللبناني في العام 1983 وكان مسؤولا عن أمن أمين عام الحزب حاليا حسن نصر الله، كذلك عمل في وحدة العمليات الخارجية للحزب، وزار مقر قيادة قوات القدس في طهران لعدة مرات.