شونغكينغ/ اف برأى محللون ان الصين ستواجه صعوبة في اقناع التايوانيين بانها لا تسعى الى توسيع نفوذها في الجزيرة عبر الاتفاق التجاري التاريخي الذي وقعه الطرفان.والاتفاق-الاطار للتعاون الاقتصادي الذي وقع الثلاثاء في شونغكينغ كبرى مدن جنوب شرق الصين، هو اتفاق تجاري يحدد رسوما جمركية تفضيلية لكن الكثير
 من سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة يخشون ان يؤدي الى نهاية استقلال الجزيرة القائم بحكم الامر الواقع منذ 60 عاما.واعتبر التايواني تانغ شن-يوان مؤلف العديد من الكتب حول العلاقات الاقتصادية بين الصين القارية والجزيرة ان "الناس يواجهون صعوبة كبرى في الا ينتابهم قلق سياسي حيال هذا الاتفاق".واضاف "من قد يكون ساذجا الى حد الاعتقاد بانه ليس لدى الصين دوافع سياسية؟ والا ما الذي يدفعها الى توقيع اتفاق يصب في مصلحة تايبه في وقت تسجل فيه تايوان اساسا فائضا تجاريا كبيرا كل سنة؟".وهذا الفائض حيال الصين بلغ 37,6 مليار دولار عام 2009 بحسب الاحصاءات التايوانية.والاتفاق سيؤدي الى خفض الرسوم على اكثر من 500 فئة من البضائع التايوانية التي تباع في الصين لكن على نصف البضائع الصينية التي تباع في تايوان.ورأى ابرز حزب معارض تايواني "الحزب الديموقراطي التقدمي" ان مثل هذا الاتفاق يمكن ان يجعل تايوان بمثابة حكومة محلية مثل هونغ كونغ وماكاو في علاقاتها مع بكين. وعادت هونغ كونغ وماكاو، المستعمرتان السابقتان من قبل بريطانيا والبرتغال، الى سيادة الوطن الام في 1997 و 1999 وهو ما لا يرغب به التايوانيون.لانه بالرغم من التقارب اللغوي والثقافي مع الصين، فان سكان الجزيرة يفاخرون بهويتهم الخاصة وغالبيتهم ليس لهم سوى قلة من الاقارب الذين قدموا من الصين قبل قرون كما يؤكد زهانغ باوهوي من جامعة لنغنان في هونغ كونغ.وقال هذا الخبير ان الصين "تقلل من شأن مسالة الهوية هذه. ومنذ عشرة اعوام اتجه سكان الجزيرة نحو الهوية التايوانية وباتوا تدريجيا لا يعتبرون انفسهم صينيين. وكل الفوائد الاقتصادية لن تعكس هذا الاتجاه".واذا كانوا يشعرون بالتهديد الذي يشكله التقارب مع بكين، فذلك يمكن ان يظهر خلال الانتخابات الرئاسية المرتقبة في العام 2012.وبالتالي فانه على الصين ان تعتمد نهجا يكون بعيدا عن الاضواء في العلاقات السياسية كما يقول ليو تو-هاي المتخصص في العلوم السياسية في جامعة شنغشي الوطنية في تايبه.وقال "على الصين تجنب الضغط على تايوان في مسائل سياسية او امنية خلال السنتين او الثلاث القادمة، على الاقل حتى موعد الانتخابات الرئاسية".ويمكن ان يعتبر الاتفاق انتصارا لحكومة الرئيس ما ينغ-جيو لكن اذا وفى بوعوده فقط ولا سيما خلق الاف الوظائف الذي تحدث عنه قبل توقيع الاتفاق.لكن بالرغم من ذلك، فان البعض يرون ان ظل الصين العملاقة المخيم بقوة وبمثل هذا القرب لن يكون ابدا عامل طمأنة.وقال زهانغ من جامعة لنغنان "بسبب الفارق الهائل في الحجم، يقلق البعض من اندماج اقتصادين ما قد يؤدي الى خسارة تايوان استقلاليتها الاقتصادية وعلى المدى الطويل استقلاليتها السياسية".واضاف "الجانب الاضعف سيشعر على الدوام بانه هش اكثر والصين لا يمكنها فعل الكثير في هذا الشان انه ثمرة علاقة غير متناسقة".