عبدالله السكوتيحدّث احدهم وكان ذلك زمن القرامطة ، قال جئت بغداد من المغرب لاعمل قاضيا ، فدخلت سوق الكرخ ، فرأيت رجلا يركض وخلفه قوما من الناس يركضون ، ثم سمعت صائحا منهم يصيح : امسكوا به فقام اليه جماعة من اهل السوق فامسكوا به ، فصاح آخر اقتلوه ،
فانهال القوم عليه ضربا حتى قتلوه ، فسألت رجلا منهم كان يجيد ضربه : لم قتلتموه ؟ فقال : اما انك لاحمق قلت : ولم ؟ قال : اما سمعت الناس يصيحون : امسكوا به، فامسكنا به، فصاحوا اقتلوه ، فقتلناه ... فلم سؤالك هذا ؟ .وهذا الحشر مع الناس ليس عيدا ، وهو عيد اذا كان في سبيل مناصرة الصح والوقوف بوجه الخطأ ومحاربته ، الم تلاحظوا ان تراثنا مليء بالخزعبلات ، اهذا الحشر مع الناس والذي اصبح عيدا ، اهو ايضا من الديمقراطية في شيء ، ان كان مجموعة من الجهلة يخربون وهم في هرج ومرج امن الضروري ان يدخل الانسان في جموعهم ليكون الحشر عيدا ؛ من المؤكد ان الاغلبية هي من يملك الحق وهي الفائزة في كل الاحوال ، لكن اخطاء الديمقراطية، كمنهج وفكرة تحتوي على ثغرات ومنها مانحن فيه ، وهذه الثغرات لاتشكل خطرا على حكومة الشعب الا اذا كان هناك من يغذيها ليسقط مشروعها ، وماراينا خلال الشهور الاربعة الماضية من اصطفافات طائفية وسير وراء الشعارات وادلجة ديمقراطية العراق بايديولوجيات لم تكن عودتها ضرورية للمشهد العراقي جعل البعض يلعن اليوم الذي تعرف فيه على الديمقراطية .ان مانمر به هو صراع النخب السياسية المستفيدة من منهج الديمقراطية وعلى هذا الاساس كانت انتخابات عام 2005 حشر مع الناس عيد ، واختلفت الانتخابات الاخيرة بعض الشيء ولذا دخل السياسيون في انفاق مظلمة لااعرف متى يخرجون منها ، وكأن الديمقراطية في العراق قد دفع ثمنها وجيرت باسم تيار دون الاخر وهو سيمسك بالسلطة من خلال تعبئة الجماهير بحسب قاعدة حشر مع الناس عيد ، مراهنا على بساطة البسطاء وفائدة المستفيدين ، كانت في يوم ما ديمقراطية عرجاء وهي بعد ديمقراطية التوافقات والائتلافات وصوت الناخب فيها يمثل لحين معين وانا رأيت الكثيرين عاقبوا اصابعهم البنفسجية ، ندما منهم على مافرطوا فيه في الايام الخالية ، وهذا ايضا تعجل وتسرع في الحكم قبل انتظار النتائج الاخيرة لتحالف الكتل ، ممكن ان تسير الديمقراطية في العراق بطريق متعرج ويدفع ثمن سيرها البطيء والمتلكىء الشعب من الخدمات بجميع انواعها دون استثناء وبعض الاحيان تكون الديمقراطية اقسى من الدكتاتورية حين تحظر الاحتجاجات والتظاهرات السلمية وحتى حين ترتكب القوات الامنية خطأ وتقتل عراقيا ، فهي تعود لتحظر الخروج عن الاعراف ، كل هذا يحدث تحت انظارنا كشعب ، لايلغي ان الديمقراطية هي الرهان الرابح على مدى السنين الاتية ، وسنصل الى مرحلة نستطيع بها القضاء على جميع انواع التخلف والفاقة والفساد ، وسيكون الحشر مع الناس بعقلية نظيفة غير العقليات المستفزة والمستثارة من قبل البعض من الذين يسلطون الضوء على مناطق الوهن التاريخية والمذهبية ليحصدوا بها اصواتا لهم تحت ذريعة الاخلاص للدين والمذهب والعقيدة هي الرابحة ، في حين اراد البعض ان يبقى الشعب حبيسا لمصطلحات اضر به المناداة باسمها وفرقه اعتناق ايديولوجيات اسست لاضطهاده وظلمه على مر التاريخ ، حيث كان ولي الامر والخليفة والقيم والخازن ووووو الى آخر القائمة وكلها تمثل سيوفا مسلطة على رقبته . سيكون خيار الديمقراطية هو الافضل وان اندحر بعض الشيء وهذا ناتج عن ثقافة النخب التي تؤمن بالتوجيه نحو اهداف ضيقة ، وذلك للفوز والفوز فقط هو مايفكرون فيه حتى قبل دخولهم للانتخابات ، ولذا فمن غير المعقول ان يخرج البعض دون مناصب او امتيازات ، وهم ينسون ان ثقافة الشعب مهمة جدا وهي تغني عن هيئات ربما لم تكن موجودة في ديمقراطيات اخرى .
هواء فـي شبك ..حشر مع الناس عيد
نشر في: 30 يونيو, 2010: 07:44 م