TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام: السباق الطويل

مجرد كلام: السباق الطويل

نشر في: 16 مايو, 2022: 11:42 م

 عدوية الهلالي

مع كل كارثة يكون التبرير الأول هو الاهمال والتقصير ، ويكون تبرير الاهمال والتقصير هو شحة التخصيصات المالية وتبرير ذلك هو سرقة ميزانية الدولة ويقودنا ذلك الى وجود سراق للمال العام وتبرير ذلك بالطبع هو وجود فساد كبير يتغلغل في مفاصل الدولة ،

ويتم تبرير ذلك بوجود احزاب وجهات متنفذة تتحكم في اموال الدولة ومقدراتها وقد تتعمد افتعال الكوارث لأسباب سياسية ..وهكذا نظل ندور في حلقة مفرغة تبدأ وتنتهي بالكوارث فالموت بالحرائق وسواها كارثة وتزايد عدد الوفيات بين المصابين بفايروس كورونا مقارنة بالدول الأخرى كارثة وتضرر القطاعات الزراعية والصناعية والسياحية والثروة الحيوانية كارثة وتخرج اعداد هائلة من الطلبة بمعدلات لاتتناسب مع عدد الكليات الحكومية كارثة واستشراء البطالة بين الخريجين كارثة ايضا وانتشار ظواهر مثل تعاطي المخدرات والانتحار كارثة وتزايد حوادث القتل والجرائم كارثة والفساد الحكومي هو كارثة أكبر ..لكن مايقود الى كل ذلك بالتأكيد هو التساهل مع الفاسدين والمجرمين والاحزاب وغياب العقاب وسلطة القانون الحقيقية ..اذن فالتساهل والتجاهل هما سبب الكوارث ..

في الآونة الأخيرة ، لم تعد نشرات الاخبار تخلو يوميا من كوارث أخرى جعلت الأمن هشا في المحافظات الجنوبية خصوصا وذهب ضحيتها العديد من الابرياء من منتسبي القوات الأمنية وابناء العشائر ايضا..انها تلك النزاعات العشائرية التي تثبت بما لايقبل الشك عجزالدولة عن السيطرة على انتشار السلاح بين العشائر وتزايد سلطتها وتحكمها في مناطقها ..عدا كارثة اعلان بعض الخبراء الاقتصاديين عن اقتراب خطر المجاعة من العراق بسبب تدهور الأمن الغذائي وصعوبة توفير الاحتياجات الاساسية للعراقيين في المرحلة القريبة المقبلة ..

الكارثة الاكثر ايلاما وسخرية هي قيام مدير عام لاحدى الدوائر الحكومية بسرقة رواتب موظفي العقود قبل عطلة العيد وعند انتقاله من الدائرة وبقاء الموظفين حتى هذا اليوم من دون رواتب على الرغم من اقتراب الشهر من نهايته والتزام اغلبهم بدفع مبالغ ايجار منازلهم عدا الاقساط والسلف والديون التي تثقل كواهلهم فهل غابت الضمائر الى هذا الحد لتصبح رواتب المعوزين فرصة ذهبية للربح بالنسبة للمدير قبل مغادرته الدائرة التي لابد وانها شهدت عدة صولات مربحة له من قبل ..

بهذه الطريقة ، تتناسل الكوارث يوميا وتتفاقم في بلدنا اكثر من غيره بسبب التساهل والتجاهل وضعف ادارتها حكوميا لأن ادارة الكوارث والازمات هي فن ونهج تنتهجه الحكومات بالاعتماد على أسس صحيحة وخطط متينة ، فهل سيكون لدينا الوقت والقدرة وحتى ( المزاج) لمواجهة كل تلك الكوارث في الوقت الذي ننتظر فيه ولادة الحكومة الجديدة بصبر بلغ حد اللامبالاة ، لأن كثرة الانتظار بلاطائل ولافائدة تجعلنا لانبالي بمن تسلق مقاعد السلطة ومن بلغ خط النهاية في السباق الحكومي الطويل ..الطويل 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram