TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > انتصار اليسار في ذاكرة الطاهر وطار

انتصار اليسار في ذاكرة الطاهر وطار

نشر في: 2 يوليو, 2010: 04:30 م

كامل الدلفي       قرأته في عرس بغل وازددت ثانية في عرس بغل وثالثة فيها ، ولم اجد طريقا لايدلني عليها ، رواية للاشهار العلني المقصود عن فيوضات المجد المخبأة في غرس البقاء ،حين تجازوت خطاي عتبة التمهيد وجدتني وسط ماخور بمساحة الرواية ، التقيت فيه الوهرانية والعنابية وغيرهما من بائعات اللذة ،
 خيل لي بدءا ان التمس لوحات العري ومناظر الجنس لكن ذلك لم يحدث لانه يقول (لم أكن في حاجة لذلك لان اللغة والبلاغة كافيتان كي اوصل للناس ما اريد ان اقوله دون الدخول في تفاصيل يستطيع أي شخص ان يتصورها) فكان ان تدفقت اللغة بوظائفها في منطق الحاج كيان (بطل الرواية) لتغتال الفواصل بين الداخل والخارج بين الهنا والهناك بين ماخور حقيقي صغير وماخور افتراضي كبير هو البلاد الاسلامية جمعاء التي ابتدات ماخوريتها بعد مقتل الامام علي بن ابي طالب (ع). رواية ربما لايقرأها احد المعاصرين بذات العين التي قرأتها بها تحت وابل الرصاص في حميمية الخنادق (مهد المواطنة الاخير ) ، سواتر التراب وخيالات الخدر الصوفي بين مؤثرات البلغة (القصعة ) وروائح البارود ، ماذا لو ان رصاصة من الاف او شظية من عشرات الالاف ممن وقعن قربي سلكت مسارا قصديا مركزا نحو رأسي ، لكنت شهيدا بحسابات المرحلة وثقافتها وقتذاك ، او ان منظمة البعث في (الاورفلي) او( الاتحاد الوطني لطلبة وشباب العراق في ثانوية قتيبة) ظفروا بي في عامي 1978-1979 وقادوني الى الامن العام ، مؤكدا سيكون هناك قول فصل لكن المشكلة باني لمن اجد احدا سيعترف بشهادتي ربما فقط ستذكر في احد الفصول من كتاب لعزيز سباهي ، ولكن الشهداء لايعودون في بغداد هذا الاسبوع كما هم في الجزائر فحين يتمنى سيدي الطاهر وطار لو انه استشهد في الخمسينيات مثل الذين استشهدوا ، يفارقني كثيرا عنه ويبعدني ذلك الشعور الحاد باغتيال الشهادة عندنا ، فجميع الذين غفوا على جراحهم في حرب الثمانية اعوام قد حجبت عنهم شهاداتهم مؤخرا لاختلال في التوازن الاقليمي . لقد تعرضت الشهادة للعرض والطلب .. حتى ان زمن الديمقراطية لايعترف ايضا بشهادة من كنت يوما ما مرشحا للشهادة في صفوفهم وقد حدث ذلك مرارا على لسان السلطة . ولوعدت كما يعود الشهداء سينطبق علي ما يصفه الطاهروطار (اعتقد ان الشهداء لو عادوا في أي بلد سيتحسرون شهورا وربما اسابيع ثم يشرعون في البزنسة ) لاننا سنجد الرفاق في راس الثورة والتغيير قد توسعوا في صناعة التحريف عن المبادئ (هذا شأن من شؤون البشر انهم يطوون صفحات مبادئهم وتغويهم الحياة التي ربما يخافون من فقدها ) وهذا ما حدث مع الثورات الفرنسية والروسية والصينية الامر الذي جعل ماوتسي تونغ يبدأ ثورته الثقافية وكذلك ثورة الاصابع البنفسجية الديمقراطية بين ظهرانينا التي ابتكرت ارقى وسائل الهضم السريع للثورة .شعور قاسي ذلك الذي يدفعه الى امنية الموت ( الشهادة ) وهناك محاولة انتحار فاشلة لديه ، احساس بدوي بأمومة المكان وبعطاء الوطن المانح وسلبية شعور (المواطن ) الممنوح هواء وعشبا وتلك ديون المواطنة التي ينبغي ان تسترد دما ( المواطنة البدوية ) فنجد ما يصف به نفسه ( بدويا ريفيا ناقص حضارة وتربية اجتماعية وجد نفسه بين مدنيين ) ويزيد في امانيه ( تمنيت لو انني استشهدت في الخمسينيات ربما بسبب ثقل السنوات تمنيت لوان الانسان قد استشهد واعطى لوطنه كل ما يستحقه مرة واحدة ، بدلا من ان تظل كل مرة وانت تشعر انك مدين للوطن ) تتقابل عنده ثنائية الوطن / الانسان بثنائية معيارية الدائن / المدين وفق مناخ محموم بثقل المقادير لابتكار البينونة والفاصلة المقدسة ، (الثقل =الشهادة) اذ يستوفي المكان حقوقه باذابة البنية وتحقيق الوفاء واسترداد المنحة، ولكن من اين لي ان اجد توازني في البحث عن قيمة المقادير في طرفي المعادلة اذ لاطريق للوصول الى احدهما ، (لا أنا انا ولاهو هو) . وما يراه لست اراه ، (اراه ) عنونة مذكرات منعتها اليقظة فاولجتها الغيبوبة للنشر ، عنوان مريب ، تقريبي يدخل الاخر في قلق وانفعال ، انه مرمى بصر لسبعين عاما خلت من عمره ، ويرى الاشياء قريبة كما لو انها تحدث للتو امام عينية ، تصاعد في رهان الاستحضار المستمر للوقيعة ( اعتقد انني كنت موفقا في العنوان الى حد كبير لان له ابعادا صوفية وروحانية ، كنت اقصد به ان ذلك الزمن القديم لم ينطفيء من ذكراتي ماثلا امامي ، كروائي استعيد دائما ما مر بي من شخصيات وقضايا ، انني مازلت ارى اشياء حدثت ولم يكن عمري قد تجاوز العامين ) قد نتلمس ثنائية الثقافي - السياسي في جوهر صناعة مذكرات الطاهر وطار فأنه قد سمع ما ثلم نزاهة المثقف في علاقته بالسياسي وهل تعرف الديار العربية سوى ذلك ؟ الم يكن المثقف العربي خاضعا وتابعا على طول المسار الذي اختطته الدولة الحديثة لمراكز القوى السياسية ، فطاهر اليساري صاحب (اللاز) حتى لا يرتكب الشيوعيون نفس الاخطاء التي ارتكبوها من قبل ، مدموغ بالغيبة وتتجاذبه النميمة بانه تخلى عن يساريته او هو صنيعة لبومدين وللشمولية وللحزب الواحد كما تتقاذفه الالسن يقول ( هذا هو تاريخ مالم يذكره التاريخ في الجزائر ، تاريخ ينبغي الا يموت وينبغي ان يكون هناك من لديه القدرة والجراة على كشفه وتوصيله للناس ، جبهة التحرير الوطني

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram