TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > المرأة في السرديات العربية الحديثة

المرأة في السرديات العربية الحديثة

نشر في: 2 يوليو, 2010: 04:32 م

أ. د .قاسم حسين صالحمن العسير بالطبع ان نحيط بكل وحتى بمعظم ما كتب من روايات وقصص عربية تدور مواضيعها حول المرأة ولهذا سنقصر تقصينا لواقع ابعاد المرأة في المجتمع العربي كما تطرحه الرواية والقصة العربية على نماذج يرى فيها النقاد والمختصون بالادب انها نماذج بارزة.ومن يتفحص الروايات القصص العربية بحثا عن المرأة يجد فيها انماطا بارزة لها تتمثل بالاتي:
المرأة المقهورة المستسلمةتدور معظم الروايات والقصص العربية ذات المواضيع المتعلقة بالمرأة حول تصوير المرأة العربية على انها امرأة مقهورة تكابد من اختزالات واستلابات عدة في مقدمتها اختزال وجودها الي جسد وتفجر قهرها باعنف حالاته في الاستلاب الجنسي بالدرجة الاساس.وتجسد القصص والروايات العربية الاستلاب الجنسي للمرأة بوضعية اخري هي حالة امتلاك الرجل المرأة لجسد المراة بعلاقة حقوقية احادية الجانب حيث للرجل كل الحق وليس للمرأة اي حق تقريبا في هذه العلاقة.ففي زينب والعرش يصف فتحي غانم (غانم/1973) ليلة زواج زينب حيث زفت قسرا الى نور الدين بهنسي وهجم نور الدين عليها وقد ارقدها على السرير فاستسلمت له .. وهي تحدق في المصباح بسقف الحجرة تتذكر جدتها وهي تفعل نفس الشيء لحظة موتها.. وظلت تحدق في السقف والمصباح ونور الدين يجثم على صدرها .. وكان اول معنى خطر لها عندما استيقظت في الصباح ان هذا الذي يحدث لها هو ما كان يبغونه ليتخلصوا من مشكلتها .. كما كانوا يبغون الموت ليتخلصوا من جدتها .. وعدت نفسها في حكم الميتة..ويصبح قهر ليلة الزفاف قهرا يوميا تحاول ان تشغل نفسها بمشاغل تصرفها عن هذا الحيوان الذي تعيش معه كان نفورها منه يزداد وتحول استسلامها له في الفراش الي فزع يومي نوع من القهر تذعن له.وهكذا تكون العلاقة الجنسية .. او القهر الجنسي ففي حادثة شرف هناك قمع مفرط يفرض على المرأة وعلى كل ما يزد به هي من امكانات تعبيرية وفي زينب والعرش هناك قمع مماثل يفرض على عواطف المرأة .. واستلاب قبيح لجسد لاتتحرك فيه اي عاطفة في موقف فيه تأجج العواطف كلها وتتسامي في انسانيتها وتتوحد في نشوتها .ويرسم لنا زكريا ثامر صورة مفجعة لحالة اخرى من الاستلاب الجنسي والتقاليد وقيم لاتليق ببشر قطعا تحاول بعض الروايات والقصص العربية وبفعل التغير السياسي والاجتماعي تصوير المرأة بصورة ايجابية متميزة وعلى غرار بطلة قصة (الزنجية والضابط) احدى قصص الشهداء يعودون هذا الاسبوع (للكاتب الجزائري) الطاهر وطار المرأة الزنجية زنجية لانها سمراء امرأة سياسية لديها مسؤولية تنظيمية في المجال النسوي شابة وجميلة تتباهي بشبابها وجمالها التي لاتترد في ان تكشفه لكل الناس ومع ذلك فان همها الاول هو الشعب والوطن.وحدث ان ارسلت هذه الزنجية في مهمة من الجزائر العاصمة الى منطقة نائية وكان معها في السيارة سائق عسكري يجلس الى جانبه المسؤول الحزبي .. اما هي فكانت تجلس في الخلف بين ضابط على يمينها وصحفي على يسارها كان الجميع فيما عدا الصحفي لاينظرون الى وجهي ولا الى عنقي الطويل بل انما الى صدري البارز وخصري الضامر وعجزي الممتلئ كانت الشهوة تصرخ في عيونهم يريدوننا حواري يتسسوننا في المؤثرات .. هذا الملازم واثق من انني مهيأة له .. تزين واعد نفسه لليلة زفاف .وكان الملازم كذلك فقد استقر رأية على ان ينالها ليلة الوصول مهما كلف الامر حتى لو اقتضي الامر تقييد المسؤول الحزبي والصحفي وكان يعتقد ان الامر بالنسبة للمرأة سهل جدا فهي لن تمانع لان النساء جميعهن من وجهة نظره عاهرات يتظاهرن بالطهر والنقاء.وما كان يدور في رأس الضابط كان يلمحه المسؤول الحزبي وهو يراقب تحرشات الضابط الصريحه والخفية.. وكان يهمه ذلك جدا لانه هو الاخر كان قد حاول وفشل.كان الصحفي هو الوحيد الذي يحاول النفاذ الى اعماقها فيسألها فيما اذا كانت تقول الشعر فعلا.. وتنتهز الزنجية هذه الفرصة وتغير مكانها حيث تجلس الي يسار الصحفي فيعلق المسؤول الحزبي علي ذلك بقوله: اللعينة تتظاهر بصيانة شرفها .. ولكن مع ذلك لابد ان تكون عاشقة .. في مثل سنها في الثانية والعشرين وبمثل تحررها وانطلاقها لابد ان يكون لها خليل انها لم تلجأ الي الصحفي وانما هربت من الضابط.ويستمر الكاتب في سرد احداث قصته مركزا على ان هذه المرأة برغم كل اعتدادها بانوثتها فان اهتمامها لايتحدد بالجانب الجنسي لجسدها بل انها كيان يمتلك امكانات متنوعة وان عليها ان تستثمر طاقاتها بكل ما يجعل منها انسانة متكاملة عقلا وجسدا وروحاً.المرأة الام:تشكل المرأة الام اشهر الاختزالات الايجابية كما تصورها القصص والروايات العربية فالام تبرز من القصص العربية كما لاتبرز امرأة اخرى سواء اكانت هذه المرأة زوجة ام حبيبة ام اخت ام رفيقة وان كل شخصيات الرواية او القصة العربية تحلق حولها كالطيور وكالارض وكالجذور وكالصدر الحنون وان الام دائما في القصص العربي كالثور الذي يحمل الكون بدا بها المتواصل وتضحياتها وتكريسها لكيانها في خدمة اسرتها (الزيات 983 ص45) .هكذا هي في القصص والروايات العربية الملاذ الامين والعزاء الوحيد حين يقسو الدهر ولا يبقي للمرء صديقا هي الارض التي تعطي من جوفها الثمار هي الفيء الوافي .. والنهر الذي يجري حبا دون انقطاع ولا يدفع شاره ثمنا انها الشخص الذي ينسى الرجل نفسه امامها انه رجل ويود من اعماقه لو كان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram