ترجمة: نجاح الجبيليهيرمان أليكسي قبل بضع سنوات، وبعد أن عدتُ إلى البيت في سياتل من رحلة إلى "لوس أنجلوس" أفرغت حقيبتي وعثرتُ على صرصور ميت مغطى بجورب قذر في زاوية.
اللعنة، فكّرتُ. لقد تعرضنا للغزو. لهذا رميت الملابس والكتب والأحذية ومواد التواليت داخل الحقيبة وحملتها إلى الشارع وأفرغت المحتويات على الرصيف جاهزاً لسحق أي صرصور مختف. لكن كان هناك صرصور واحد فقط ميت ومتصلب. وحين سقط على الرصيف انحنيت قريباً منه. ساقاه ملتفتان حول جسده. رأسه مائل بزاوية حزينة. حزينة؟ نعم. حزينة. من هو أكثر عزلة من صرصور دون قبيلة؟ ضحكت على نفسي. شعرت بتعاطف مع الصرصور الميت. عجبتُ من قصته. كيف جاء إلى حقيبتي؟ ومن أين؟ هل في فندق في لوس أنجلوس؟ أم في نظام تدقيق الأمتعة في المطار؟ إنه لم ينشأ في بيتنا. لقد منعنا هذه الحشرات الملعونة الصغيرة من دخول مكاننا لمدة خمس عشرة سنة. فمن أين جاء ذلك الصرصور الصغير؟ هل شمّ رائحة طيبة في حقيبتي من المزيل ذو رائحة المسك أو بعض فتات الشوكولاتة وزحف للداخل كي تسحقه عجلات القدر وحقائب الملابس؟ وبينما هو يحتضر هل شعر بالخوف؟ بالعزلة؟ بوحشة الوجود؟rn• هيرمان ألكسي روائي أمريكي من الهنود الحمر يستقي كتاباته من تجاربهم. ولد عام 1966 وحصل على العديد من الجوائز آخرها جائزة وليم فوكنر 2010 عن كتابه "رقصات الحرب" الذي ترجمنا منه هذه الأقصوصة.
أمتعتي الكافكوية
نشر في: 2 يوليو, 2010: 04:36 م