خالد ايماالكتابة حرب عاشقة، لكنها الحرب الوحيدة التي يخرج منها الإنسان متواضعاً وكبيراً لأنه لن يستعمل فيها سوى السلاح الرائع للحب. هذا ما نستشفه من وهج قراءتنا لرواية "مكنسة الجنة" الرواية الشاذة بـ(الجنون والجنس، والطفولة، والسواد)
هذا الأخير الذي أفلح بنخر الرواية من الداخل دون ان يحدث أي ضجيج ما عدا أنعكاساته التي أفترست كل بياضات النص الروائي (أنعكاس السواد على البياض) المعمول به ضمن لحمة الجسد الروائي الأسود الذي يفتح به الباطن الأبيض..... (انا متهم مثل نورست (كلبة العائلة) بتلويث هذا الباطن الأبيض لهذا "الرجل الأسود "الذي كتبته "نورست" الرسامة والروائية الأفتراضية ليكون عنواناً في البحث والعشق والجنون ابتداءاً من نقطة خط الرواية بالطباشير، والذي يبدء من ثقب في الأرض يكون مؤشراً ودليلاً فاضحاً على تشكيل وتحديد هوية النص الروائي ضمن خرائط وشوارع معتقة برائحة البصرة ودرابينها المضرحة بـ (شوفان، وحمام النساء، ومسكن (حميد طبانة) وبناته اللعوبات، وسوق المغايز، والعبيد) هؤلاء الذين صيروا النص الى فعل قرائي يتم وفق ترسيمات خارطة الرواية ذات الحد الأبيض التي استوعبت كل البصرة بعملية الخط الذي يبدء من غرفة النوم صعوداً من سرير ملاية، ونزولاً الى أرضية المطبخ والمرآة المكسورة،وخروجاً الى ضريح شوفان،وأرضية الدربونة، وكل هذه الترسيمات الخطية تحدث دون ان يرفع(الرجل الأسود) رأسه، ولم يشعر بالأعياء جراء هذه المهمة بل كان مستأنساً في رسم عالم الرواية وكنس منطقة حدود الطباشير بمكنسه ذات خيوط طويلة ورطبة أبتداءاً من هذا الثقب الذي ابتلت به الرواية على طول جسدها المتعدد الثقوب (ثقب في الأرض، وثقب في الصندوق، وثقب في الباب، ثقب الصره،.وثقب المؤخرة،......الخ.) وهنا اتسائل كون الواقع المثقوب في هذه الرواية صار يثير الشك والتساؤل والاستفهام، وكوني قارئاً لايقبل بسهولة ان يخفى عنه مركز المؤلف أو الراوي(المثقوب). أقول من هو الذي يحدد طبوغرافية المكان ؟ أي من هو الذي يقف وراء تحديد وتخطيط ورسم هذه الرواية المنطلقة من ثقب في الأرض سواء كانت بالطبشور او بالأصبع أو بالقلم؟هل هو المؤلف الذي يختفي وراء الكواليس كما يقول (واين بوت)؟ ام هو الرجل الثالث عشر)الميت الزائد الافتراضي الموهوم الذي أفلت من العالم وقبضت علية الأرقام ابتداءاً من الجثة رقم (واحد) وانتهاءاً بالرقم( ثلاثة عشر) المنكوح من كل ثقوبه الرقمية (هذا الرسام المنكوح من كل ثقوبه الرقمية..هو"أنا"ص20 هذه الشخصية البوهيمية التي سيبحث عنها الجميع داخل وخارج النص بما فيهم "انا" القارىء، وشخصيات الرواية التي كتبت بالشعر، والقراء اللامرئيين الذين هم داخل وخارج النص(القراء اللامرئيين لا يصغون جيداً، واحياناً تظل عيونهم معلقة على السطور، بينما تسبح اسراب من الأسماك الملونة في خيالهم)ص42(انهم ينظرون الينا الأن؟)ــ منو؟ــ القراء...ص45 عكس المؤلف(الروائي) المغلون بحكاية (ميتا/واقعية) هيمنت منذ البداية على ذهنية القارىء(الأستدلالي) الذي راح يبحث عن معنى من الخارج ويفرضه على النص على طريقة "نيتشه" الأستيرادية التي تفوق معنى النص الأول، وهذا الأستيراد قد يؤدي الى مخاضات من الأسئلة التي تخص القارىءالذي يبحث عن معرفة الأجابة، ومنها سؤال يبحث عن أجابة حقيقية وليس تأويلية ؟؟ هو لماذا مكنسة الجنة ؟؟ التي يأتي فيها العنوان وما بعد العنوان عسيراً وشاقاً لما يشكله من أثارة وغرائبية لا يفصح عنها الإ في الربع الأخير من الرواية (شجيرة أسمها مكنسة الجنة) ص 120، والسؤال الأقرب الى تفسير ذلك هو ما علاقة هذا العنوان بالسرد الروائي الذي أشاع تقنية ونزعة جديدة لكتابة رواية الرواية التي حولت الأرقام والحروف الى أشكال ووجوه ورموز كتحويل الرقم (ثلاثة عشر) الى وجه جانبي بدليل أختفاء الجثة التي تحمل هذا الرقم ( أعرف أنني الثالث عشرالذي فلت من العالم .. وقبضت علية الأرقام) ص126، ومشكلة ذلك تعود الى عدم كتابة و لفظ ذلك الرقم(ثلاثة عشر) من قبل استاذ الرياضيات الهندي الذي كان يعلم تلاميذه في مدرسة (الملك فيصل) الأبتدائية على قول عشرة، أحد عشر، أثنا عشر، أربعة عشر، خمسة عشر...، وهذه أحدى ميزات الرواية المتخمة بالخرائط والأرقام والحروف والأبارالنفطية التي كشفت عن أسرار وخبايا مدفونة كشفت عن تواريخ وازمنة عراقية سوداء فيها من السحرية والعجائبية التي أخذت من الواقع البصري نموذجاً للحياة العراقية المتقلبة بالأزمان والتواريخ والعلاقات الشاذة(الجنس)، وخاصة في زمن النظام السابق المتمثل بدكتاتورية سوداء جعلت من ألأحياء أموات، ومن الأموات أحياء بمجرد أن يقتحم رجال الأمن بيوت الرسامين وأقتيادهم الى مديرية الأمن . من هذه الحكاية تبدء الرواية بواقعية فنطازية مليئة بالصور المشوشة التي يراد منها خلق حالة من الشد والترقب الذهني لدى القارىءالذهني الذي راح يبحث ع
مراجعات ..مكنسة الجنة.. قلب من ذهب وحذاء مجنون
نشر في: 2 يوليو, 2010: 04:40 م