اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جملة مفيدة: كوميديا اللاحلول

جملة مفيدة: كوميديا اللاحلول

نشر في: 21 مايو, 2022: 11:35 م

 عبد المنعم الأعسم

سنضحك، نضحك، ونمضي بالضحك حتى البكاء، وذلك حين يفاجئنا اصحاب "الانسداد" ان الحل، والعبور، والجلوس معا، وتشكيل الحكومة، الكاملة الشاملة التوافقية الحكيمة صاحبة المفاتيح والبشائر والرخاء، قريبٌ جدا.

ولم نعرف، لا منهم ولا من غيرهم، خلفيات واسرار هذه التطمينات، التي تحولت من المتحدثين باسمهم على بعض واجهات الشاشات الملونة الى نشيد ملول، او الى التعويذة اليائسة "إشتدي ازمة تنفرجي" وقد قالها بصراحة وبالحرف الواحد منذ يومين نائب سابق، قيادي في دولة القانون، وهي معارة من لازمة قصيدةٍ انشدها الشاعر العباسي مليك الحموي يوم جاءه الفرج، واعيد له ما صودر منه.. بقوله:

لمّا ضاقتْ ووهتْ حُجبي... فظننتُ بأني غير نَجي

ناديتُ وصُبحي لمْ يعـجْ... إشتدي أزمةً تنفرجي

وطوال ثلاثة اشهر، ومنذ ما بعد اعلان نتائج الانتخابات كان "النشيد الرسمي" لمسؤولي واعلاميي تحالف المحاصصة، الحالم باعادة سلطة القرار الى بيت الطاعة، هو ان الاتفاق قادمٌ لإعادة المياه الى مجاريها وانه لا ينبغي أخذ الخلافات في "البيت" مأخذ الجد، فهي، حسبهم، تمايزات حضارية ومن بعض آيات الديمقراطية وشفافيات الحوار واجتهاد القراءة للمستقبل، وان تضخيم الانسداد والاستعصاء والحديث عن خطر الاقتتال الداخلي، والغليان الملاييني المشرف على الانفجار هي بعضٌ من احلام الأعداء، وقد كشفنا (والحديث لأصحاب الانسداد ايضا) مؤامرة امريكية إماراتية سعودية غربية بلاسخارتية، ومتورط بها اثنان من الاطراف المحلية هدفها نزع حق "المكون الاكبر" في ادارة الحكم واستئصال استحقاقه في اختيار و"ضبط" رئيس الوزراء، ومنها (والعبارة التالية لم يُفصح عنها علنا في هذا النشيد) ان لا يفتح رئيس الوزراء القادم ملفات نائمة ومغلقة ضد ساسة ومسؤولين سابقين تلاحقهم ظنة الفساد والتهريب واعمال القتل والاختطاف، و.. ان لا يقترب من سلاح الدولة الموازية.

والحق ان نشيد اصحاب التوافقية المحاصصية، عن قرب الاتفاق الشامل و"عودة الشيخ الى صباه" وانفراج الامور وانتصار الحكمة والعقل والمصلحة العليا ابتعد شوطا بعيدا عن الحقائق على الارض، وإملاءاتها اليومية، فيما انقطع "البث المباشر" مع جمهور اصحاب هذه القوانة، وفقد الجاذبية والاغواء والمصداقية وحتى الحماس الشكلي المُصمم، وبدا انهم ربما يحلمون وسط ضيق المعابر الى الحل المنشود، واستحالة العبور باتجاه اعادة عقارب الساعة الى الوراء، وبقي حال اصحابه مثل حال فريد الاطرش في فيلمه القديم "أحبك انت" حيث كان يغني "الحياه حلوة" وهو يبكي.

إستدراك:

"اذا شعرت انك قليل الادب فانت مؤدب، لأن قليلي الادب لا يشعرون".

مارك توين

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: نائب ونائم !!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

 علي حسين تهلّ علينا النائبة عالية نصيف كلَّ يوم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والفضائيات، ويتعاطى العراقيون جرعاتٍ مسكنةً من التصريحات التي يطلقها بعض النواب، حيث يظهرون بالصورة والصوت ليعلوان أن المحاصصة...
علي حسين

كلاكيت: عشرة أعوام على رحيل رينيه

 علاء المفرجي في الذكرى العاشرة لرحيل شاهد عصر الموجة الفرنسية الجديد، التيار الذي شكّل حدثاُ مفصلياً في تاريخ السينما ألان رينيه الفرنسي الذي فرض حضوره القوي في المشهد السينمائي بقوة خلال تسعة عقود...
علاء المفرجي

نحو هندسة للتوافق التنموي

ثامر الهيمص وليكن نظرك في عمارة الارض، ابلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لان ذلك لا يدرك الا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة اخرب البلاد، واهلك العباد ولم يستقم امره الا قليلا. في...
ثامر الهيمص

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

رشيد الخيون أقام ديوان الكوفة بلندن(1993) أسبوعاً عنوانه "التُّراث الحي في حضارة وادي الرّافدين"، ففاجأنا دكتور بعلم الأحياء، معترضاً على إحياء "الأصنام"، وبينها كَوديا. لم نأخذه على محمل الجد، حتى كسرت "طالبان" تمثالي بوذا(مارس2001)،...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram