علي حسين
ماذا حـدث؟ ، قالها صديق عاد الى الوطن بعد غربة سنوات وهو يقرأ الهجوم على مظفر النواب واتهامه بالطائفية ، ويشاهد على الفضائيات برامج " تردح " بالطائفية .. سألني: لماذا أصبحت الهوية الطائفية حاضرة بقوة هذه الأيام؟ هل لأنّ هناك خطراً على الشيعة، أم أن السـُّنة يتعرضون لحملة اجتثاث؟ كانت أسئلته تجسيداً لما يحدث في العراق هذه الأيام.
يكتب مهدي عامل في الدولة الطائفية" إن الاستبداد يوحِّد الطوائف، ينشر اليأس ويزيد أعداد المستضعفين..وهذا سرّ النزعة العنيفة باتجاه الطائفة أو القبيلة ". ويُضيف وهو يضع إصبعه على الجرح الطائفي النازف إن " الدّين أو الطائفة هنا ليس أكثر من لافتة تتجمع عندها عصبية، تتوهم حرباً عقائدية، ستكون بديلاً عن حروب أخرى تتعلق بحياة الناس ومستقبلهم."
الطائفي إذاً لا يخوض حرباً من أجل أبناء طائفته، لكنه يخوض حرباً بالناس لصالح منافعه من السلطة .. قال الصديق،منذ أيام وأنا أعيش بين أهلي مناخاً يعلو الطائفية والقبلية.. ويختتم جملته بعبارة واحدة..لماذا يريدون مني أن أصبح طائفياً في سبعة أيام فقط، هي المدة التي أريد أن أقضيها بين أهلي وأصدقائي؟
اليوم والمواطن العراقي يعيش وسط أكوام الخراب والبطالة والخوف من المجهول ، ليس أمام الغالبية من سيئي الحظ، سوى الوقوع في غواية الطائفية، بما تحملها من بلسم كاذب ووهم خادع لجنّة موعودة كبديل عن إفلاس مشاريع الجنة الأرضية، جنة العدالة الاجتماعية والتنمية والتقدم التي وعد بها سياسيون سعوا للاستيلاء على أي شيء وكل شيء.
ما معنى أن يدفعنا دعاة الطائفية، في كل يوم نحو وطن لا يحده سوى اليأس والفشل، هل يدركون مدى اتساع الهوَّة بينهم وبين الناس؟ الكراهية لها دولتها الآن بما فيها من مسؤولين وساسة ، ، وماكينات تتزاحم فيها خطابات الطائفية والقبلية لتبدو معها خطابات المواطنة مجرد شعارات مضحكة.
ما معنى أن يصرّ ساستنا ومسؤولونا على التمييز بين سكان هذا الوطن على أساس طوائفهم ومعتقداتهم.. لماذا نجد من يقسم المواطنين إلى فريقين، كل فريق يعادي مَن يخرج على معتقداته.
قلت لصاحبي إن ما يجري هو غواية الدفاع عن الطائفية.. وهي غواية سهلة بالنسبة للمواطن البسيط كما أخبرنا الراحل مهدي عامل.. فهي ربما تصنع شعبية لدعاتها.. لكنها في النهاية ستشعل الحرائق في كل أرجاء وزوايا الوطن.
هل هناك من يقرأ تاريخ البلدان التي لمع فيها سحر الطائفية؟..ليعرف أنه كما للطائفية سحر برّاق.. فإن لها أيضا طرق تؤدي إلى الخراب .
وأتساءل كما تساءل صديقي: لماذا يصر العديد من الذين يمتهنون السياسة على اعلاء شأن الطائفة على الوطن ؟ .
جميع التعليقات 1
سامي جميل
ليت المليارديريه المالكي و الخزاعي و صولاغ يطلعون على هذا القال