TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > موظفو شركات النفط العملاقة يتدفقون إلى البصرة مؤسسين مقرات غالية الثمن

موظفو شركات النفط العملاقة يتدفقون إلى البصرة مؤسسين مقرات غالية الثمن

نشر في: 2 يوليو, 2010: 08:21 م

 ترجمة: عمار كاظم محمد ما كان يدعى النشاط  العظيم للنفط العراقي حصل الآن على زخم في اعقاب كارثة خليج المكسيك النفطية . ان خارطة المجهزين الرئيسين للطاقة في العالم توشك الان على التغيير بينما ترتفع صادرات النفط العراقي الى اربعة اضعاف في مدى السنوات العشر القادمة طبقا للتوقعات الجديدة .
ويتوقع الخبراء ان العراق سيزيح المملكة العربية السعودية في النهاية عن كونها المصدر الأول للنفط في العالم ما سيعطي بغداد تأثيرا حاسما على الاسعار المستقبلية للنفط . ان الاندفاعة لاستغلال حقول النفط العملاقة التي تحتوي على الكميات الاكبر في العالم من النفط الخام، وضعت حافزا كبيرا وبسرعة غير متوقعة في اعقاب كارثة خليج المكسيك والتي زادت من حدة المخاوف حول عمليات الحفر العميقة داخل البحر، بينما يمتلك النفط  العراقي فائدتين تتمثل في كونه قريباً على السواحل ورخيص الاستثمار، كما ان اشتداد العزلة السياسية على ايران بسبب ملف برنامجها النووي يمثل ايضا عنصرا ثانيا يلعب دورا في زيادة الانتاج العراقي، وربما تمتلك ايران احتياطيات نفطية غير مستغلة لكن ناتجها النفطي يتوقع له الهبوط بشكل ملحوظ بسبب استنزاف حقولها النفطية القديمة وعدم وجود بديل لها .   بينما العراق ، على العكس ، يهدف الى رفع سقف انتاجه النفطي  من 2,5 مليون برميل في اليوم الى 9,5 مليون برميل في عام 2020 طبقا للعقود الموقعة مع كبرى الشركات النفطية في العالم خلال الاثني عشر شهرا الماضية . هذا التطوير يجب ان يكون عمليا كما يعتقد الخبراء لان الارتفاع في السقف الانتاجي سيأتي من خلال تحسين استغلال حقول النفط الموجودة بدلا من محاولة استكشاف حقول جديدة ، هذه النتيجة  التي تدعى " تصاعد الانتاج الكبير للعراق " ستغير بشكل حاسم ميزان القوى بين الدول المنتجة للنفط مع العراق الفائز بينما ستغدو ايران والسعودية هما الخاسرتان . الدكتور ليو درولاس كبير الاقتصاديين في مركز لندن لدراسة  الطاقة العالمية هو من انتج اول دراسة شاملة لتأثير هذه العقود العراقية الجديدة ونتائج تصاعد الانتاج النفطي العراقي خلال السنوات القادمة، يتوقع " ان تطوير قدرة العراق النفطية خلال السنوات العشر القادمة يمكن ان يكون القضية الاكثر اهمية التي ستواجه السعودية بشكل خاص واوبك وصناعة النفط عموما ".ستتضرر السعودية وايران بشكل سيئ حينما يرفع العراق سقف انتاجه النفطي حتى لو لم يصل الى اعلى مستوى له حيث يقول الدكتور ليو " ان السعودية ستلبي حاجات دخلها فقط  اذا اخفق العراق في اكمال خططه الانتاجية مما يعطي اوبك قدرة أكبر مما تحتاجها لتلبية الطلبات كما ان زيادة الانتاج النفطي العراقي سيؤدي الى انخفاض اسعاره .تطوير النفط العراقي يسير بشكل سريع حينما بدأت الحكومة العراقية بمنح 11 عقدا لشركات نفط عالمية مثل   BP, Royal Dutch,  Shell , Exxon خلال العام الماضي . ففي جولة التراخيص الاولى خلال الصيف الماضي، العديد من الشركات تراجعت او رفضت العروض باعتبارها غالية جدا ، لكن في جولة التراخيص الثانية في نهاية العام الماضي اسرعت 20 شركة بتوقيع العقود حيث احست معظم شركات صناعة النفط في العالم ان حقول النفط العراقية هي فرصة العمر بالنسبة لهما. فهناك مجموعة من اكبر حقول النفط العالمية مثل حقل الرميلة شمال الحدود الكويتية على سبيل المثال يتوقع ان يصل انتاجه الى 1,85 مليون برميل يوميا وحقل غرب القرنة الاول شمال البصرة 1,84 مليون برميل يوميا بينما حقول مجنون في الاهوار العراقية على الحدود الايرانية 1,3 مليون برميل يوميا وبالاجمال سيكون انتاج النفط العراقي 7,5 مليون برميل يوميا . ستكون الزيادة في الطاقة الانتاجية المتوقعة ذات تأثير على اوبك. ان المبالغ المالية التي تستلزمها ستكون كبيرة جدا، وخلال هذا الاسبوع وقعت شركة شل عقدا بقيمة 5 ، 12 مليار دولار لاستخراج  الغاز الطبيعي في العراق . الشركات التي ستطور صناعة النفط في العراق ستأخذ اجورا على انتاج البرميل الواحد ولا تحصل على اسهم في الانتاج حيث سيصرف العراق مبلغ 100 مليار دولار لتطوير الصناعة النفطية على مدى عشر سنوات طبقا لقول حسين الشهرستاني الذي اضاف ان العراق يتوقع ان يجني فائدة مقدارها 200 مليار دولار.    لقد كان معروفا لزمن طويل ان العراق يمتلك احتياطيات نفطية بكميات كبيرة وهي في الغالب جنوب العراق حول البصرة، لكنها لم تستغل بالشكل الكافي، لأن شركات النفط العالمية منعت من دخول العراق بعد تأميم النفط عام 1972، والحكومة العراقية لم تكن تمتلك المصادر لتطوير الصناعة النفطية بسرعة بسبب ال30 عاما التي مرت على البلاد من الحروب والعقوبات التي تلت الحرب العراقية الايرانية .لكن الموظفين الان من شركات النفط العملاقة يتدفقون الى البصرة مؤسسين مقرات غالية الثمن فيها، وقال الدبلوماسيون الزائرون انهم اعجبوا بالسرعة التي يتحرك بها عمالقة النفط من اجل تطوير حقل الرميلة بشكل خاص، وفي قلب هذا الحماس ربما يكون هناك المزيد من النفط تحت رمال الجنوب العراقي اكثر م

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram