 عبدالله السكوتيقال خالد بن صفوان : لاتطلبوا الحوائج عند غير اهلها ، ولاتطلبوها في غير حينها ، ولاتطلبوا مالاتستحقون منها ، فان من طلب مالا يستحق استوجب الحرمان ؛ وقيل ان زياد بن ابيه مر بالحيرة فنظر الى دير هناك يسمى دير هند فقال لخادمه : لمن هذا الدير ؟ قيل هذا دير هند بنت النعمان بن المنذر ، فقال ميلوا بنا اليها نسمع كلامها ، فجاءت الى وراء الباب فكلمها الخادم فقال لها :
 كلمي الامير ، فقالت أاوجز ام اطيل ؟ قال : بل اوجزي قالت : كنا اهل بيت طلعت الشمس علينا وماعلى الارض احد اعز منا  ، وماغابت تلك الشمس حتى رحمنا عدونا ، قال : فامر لها بطعام من شعير ، فقالت : اطعمتك يد شبعى جاعت ولا اطعمتك يد جوعى شبعت ، فسر زياد بكلامها فقال شاعر معه : سل الخير اهل الخير قدما ولاتسل     فتى ذاق طعم الخير منذ قريب كان متألما جدا ويتذمر قلت له : مالامر ؟ قال مخصصات المدرسين المهنية قالوا 150 الف دينار وهي اقل مايعطى لموظف ، ومع هذا استبشرنا بالخير ، وظهر على شاشات  الفضائيات ان مجلس الوزراء وافق وستصرف من الشهر الخامس ، وجاءت مرتبات الشهر ولم تأت المخصصات بحجة ان الوقت لم يكن كافيا ، مايعني انها اجراءات روتينية ، وانتظرنا الشهر السادس وكان كأخيه الشهر السابق ، ثم جاء الهدهد بالخبر اليقين ليعلن ان هذه المخصصات قد الغيت ، الغاها الوزير ، انتفضت قلت : كيف يوقعها مجلس الوزراء ويلغيها الوزير ، فقال الاعجب من هذا انها صرفت في صلاح الدين، ولكن الوزير الغى هذه المخصصات واجل اطلاق العلاوات  لحين تشكيل الحكومة ، والله اعلم متى تتشكل الحكومة وراح يردد : (خل روحك بعز دوم       بالك تذلها لاتطلب الحاجات          الا امن اهلها ) تركني وهو يتمتم مع نفسه  (عساها ابخت نقيب المعلمين ) ، حاولت ان الحق به ولكنه غاب بين الزحام ، عدت وانا افكر ماهي نشاطات هذه النقابة الكسولة ، سوى انهم يستوفون اجور الهويات مبالغ طائلة ، وتذكرت الاموال التي دفعت في بداية عام 2005 على اساس توزيع اراض سكنية للمدرسين ، والله اعلم باي جيب حطت رحالها ، كل مدرس اعطى ( 15 ) الفا  باعداد المدرسين الهائلة ، الايعتبر هذا فساداً مالياً؟ وكذلك تذكرت قول الامام علي في هذا المعنى : (اطلب الخير من بطون شبعت ثم جاعت فالخير فيها قديم ، ولاتطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت فالخير فيها شحيح ) ، ومع هذا فهذه المعادلة في هذا الوقت بالذات صعبة التحقيق ، لانني تذكرت مثلا يقول : (لاتفلح عد من جان فلاح ، ولاتسرح عد من جان راعي ) ، وقلت مع نفسي ان كان هذا المدرس يائسا لهذه الدرجة فاي جيل سيخرج ، واي درس مفيد درسه اذن ، ورجعت استذكر ان معلما اقلني بسيارة الاجرة ، لمسافة قريبة ، وبعد نقاش بسيط كان الرجل على علم بالسياسة فقلت له ماهو عملك ، قال : انا اعمل معلما ، وبدأ يشرح ان تربية الرصافة  ... تسمى تربية عشيرة بيت فلان لان موظفيها من الساعي الى المدير من العشيرة ذاتها . لم استغرب من هذا الحال ولامن الحال الذي قبله ، فقط استغربت لعموم الفوضى بزمن قياسي ، وكنت متيقنا ان العراق من غير الممكن ان يصل الى حالته هذه حتى بعد خمسين سنة من التقهقر ، ولكنه بحمد الله وصلها بزمن قياسي ، ومن المؤكد ان الاسباب كثيرة ولاتخص الوزراء بمفردهم وكذلك لايلقى اللوم على الحكومة ولا على المدراء ، لان كمايقولون : (الشر يعم والخير يخص ) ، ولذا نرى الغالبية من الشعب من هم الى هم وليس همة ، بينما القليل القليل يرتع ويلعب ، ومع هذا فالاتي احسن .