سامر الياس سعيد
كشفت القائمة التي أعلنها الاتحاد الدولي بكرة القدم (الفيفا ) بشأن قضاة الملاعب ممّن سيقومون بإدارة مباريات مونديال 2022 المُرتقب والمؤمّل اقامته هذا العام في قطر، غياباً لافتاً من جانب الحكام العراقيين عن تلك القائمة التي ضمّت 36 حكماً من مختلف دول العالم لإدارة مباريات المونديال الى جانب 69 حكماً مساعداً و24 حكماً خاصاً بتقنية الفيديو (الفار)
حيث تم إبراز أن الاختيارات الخاصة بالحكام بنيت على جودة هؤلاء الحكام وادائهم ببطولات الفيفا وبقية المنافسات الدولية والمحلية التي جرت في غضون السنوات السابقة.
وما دامت الجودة هي المعيار الرئيسي الذي تم اختيار هذه النخبة من الحكام في ضوئها، فإن التساؤلات المثارة تتركّز بشأن ما هي معايير الجودة التي يمتلكها الحكام العراقيون، وقدرتهم في ضوء معيار الجودة إن يسهموا بالتنافس مع أقرانهم للحصول على فرصتهم الدولية الغائبة منذ انطلاق نسخ المونديال في العام 1930وعدم حصول أي حكم عراقي على فرصة مناسبة من الاطلالة في الاستحقاقات العالمية لغرض تمثيل الوطن عبر قيادة أي مباراة أو المشاركة بتحكيمها.
أما عن اقتصار قائمة الحكام المختارين من جانب (الفيفا) على ثلاثة حكام عرب هم القطري عبد الرحمن الجاسم، والجزائري مصطفى غربال، والإماراتي محمد عبد الله، فهي لا تعد مبرّراً في اقتصار اختيار الحكام من دولتين خليجيّتين اضافة لدولة أفريقية حيث أن المبرّر الخاص باختيار الحكم العراقي له من القوة والتعزيز إذا ما علمنا أن الدوري القطري سيصطبغ بالصبغة الآسيوية نظراً لإقامته في دولة آسيوية، وعليه ستتوجه الانظار نحو قوة القارة الصفراء ومدى إبرازها لاستحقاقاتها في إطار المونديال المقام على أرضها اضافة لإبراز القابليات والمهارات المطلوبة التي يمكن أن يتم الاختيار من جانبها.
وتأتي محاولات فقدان الفرصة الدولية من جانب الحكام العراقيين في الوقت الذي نطالع فيه عبر وسائل إعلامنا لاخبار تتعلّق بالإشادة الآسيوية المتتالية بالأداء التحكيمي العراقي وقدرة حكامنا على ضبط دقائق المباريات التي توكل اليهم دفة قيادتها اضافة لغياب أي مؤشّر يمكن أن يكون حاضراً بإبعاد القدرة التحكيمية العراقية عن أي فرصة دولية مناسبة.
لقد حظي العراق عبر أعوامه السابقة بفرص مهمّة بترسيخ اسمه كمنافس حقيقي في القارة الصفراء وحظي بفرصة رفع كأس القارة في أحد الأعوام إضافة لأن المنتخب العراقي كان من بين أبرز المنتخبات الكروية التي حظيت بفرصة التواجد في نسخة المونديال منتصف الثمانينيات ويتوجب أن حلقات التميّز التي حظيت بها الكرة العراقية في أن تتزامن مع تميّز تحكيمي لافت يمكن أن يكسر معها الحكم العراقي طوق العزلة المفروض للانطلاق نحو فضاءات المحافل الدولية أو أن يحظى بفرصته في التواجد في المحافل الكروية المهمة فحتما سيضمّد تواجد حكامنا في محفل المونديال بعض جراح فقدان فرصة التأهّل الى المونديال بطريقة دراماتيكية بعد أن حظي منتخبنا بفرصة سهلة للغاية بتأكيد أحقّيته بالتواجد في المونديال القطري.
وبناءً على ما أبرزته لجنة الحكام في الاتحاد الدولي فإن عملية تحضير الحكام انطلقت مبكّراً لتهيئة قضاة الملاعب للمونديال القطري أي قبيل انطلاقه بنحو أكثر من عامين حيث خضعوا بناءً على تصريحات رئيس لجنة الحكام في (الفيفا) الايطالي المعروف بيير لويجي كولينا لإعدادات مكثفة لم تتأثر بما شهده العالم من بطء وتيرة تلك الإعدادات نتيجة تأثره بجائحة كورونا حيث ترك كولينا رسالته للحكام الذين تم اختيارهم بشأن عدم التوقف في الاسهام ببناء المجد ومواصلة العمل الجاد والاستعداد الجيّد للمونديال المرتقب كما لفت مدير التحكيم في (الفيفا) عبر تصريح آخر الى أمر مهم تلخّص بشأن طريقة تحضير الحكام بفضل برنامج التتبّع والدعم المبتكر لتشكيل محطّة تواصل مستمرة مع النخب التحكيمية المختارة والذين سيسهمون بشكل وبآخر في إبعاد مباريات المونديال عن الأخطاء المؤثرة والتي ستتدخّل بتفاصيل صغيرة للغاية بتشكيل صورة بطل المونديال لاحقاً من جملة المنتخبات المشاركة.