TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > إعلاميون على خط النار

إعلاميون على خط النار

نشر في: 3 يوليو, 2010: 04:42 م

افراح شوقيما من شك أن الكثير من التغيرات الجوهرية في الأفكار والتوجهات وحتى النيات، حملتها لنا، رياح التغيير العاصف ما بعد عام 2003 والذي افرز بما افرز تعدد منافذ البوح والتصريح في مختلف وسائل  الأعلام وبشكل تلقفه الإعلامي العراقي بلهفة بعد سنوات  طويلة من الكبت المعلن والمستور!
أقول ان تلك الحريات لم تكن خالصة مئة في المئة في توجهاتها الجديدة  نحو نظريات الأعلام الحر والمحايد  ومبادئ حب الوطن والوطنية والقومية بقدر ما كان في معظمه محاولات تزكية الذات وممارسة هواية الطبل مع الطبالين خصوصاً طائفة المحللين السياسيين الذين لا اعرف حتى الآن من الجهة او الفرد  الذي منحهم اللقب بتلك السرعة القياسية والمجانية! ربما ولكثرة المعارك السياسية لدى ساستنا  للفوز بكراسي السلطة المغرية طوال السنوات السبع الماضية والتي قابلها انشاء  سرايا من الفضائيات المدروسة والمدسوسة، أسهم بشكل كبير  في الهاب المشهد الإعلامي وتضمينه لأراء المتحمسين والمتحيزين والمأجورين لهذا الطرف او ذاك ، وبأستخدام كل الفرضيات للوصول الى الهدف بما فيها نظرية الغاية تبرر الوسيلة والتي تتوضح في ابسط صورها عبراستخدام أساليب السب والافتراء  والقذف العلني لطرف او جهة ما بهدف إسقاطها والتشويش عليها وسحب البساط من تحتها دون أدنى التفات لمبادئ وأساسيات ميثاق العمل الإعلامي الحر والديمقراطي وبعيداً عن أساليب الصحافة الصفراء سيئة الصيت. ومن خضم كل ذاك وبرغم تشابك المواقف وتقاطعها وتباين التوجهات  تبرز لنا مواقف إعلامية ناصعة، لا تحتاج لتزكيتها او إضفاء  مبررات طروحاتها لأنها تعبر عن ذاتها، واللافت ان تلك التوجهات قادها إعلاميون وإعلاميات بشجاعة لا تستهان، وقوة في طرح الحقائق مذيلة بالاسم الحقيقي للكاتب وعدم التخفي وراء الاسم المستعار، طروحات هؤلاء لا تنسجم بالتأكيد مع رغبات وتوجهات الكثيرين من ممتهني التلميع السياسي والتربيت على  أكتافه المتهرئة من كثرة التربيت....! وانما هي حقائق وثوابت لابد من تثبيتها مادام الإعلامي العراقي لا يمتلك - مع الأسف- قدرات التأثير على الحكام لتغيير سياساتهم وان استنكر وندد لما بعد عشرة أعوام  من الآن! اللهم الا  في حالات بسيطة ونادرة ترفع فيها   الجهات السياسية لدينا وبلا قصدية القطن المتلبد من أذانها وتسمع أنين عذاب العالمين. وما أحوجنا اليوم لنضال حثيث  يمارسه الإعلامي بشتى صنوفه يوازي به نضال العراقيين طوال السنوات المنصرمة، وكيما تكون الأصوات مجدية لابد لها من ان تتوحد لتكون بفاعلية وتأثير أقوى واصمد، تماما مثلما كانت بالأمس وهي تتصدى لصنوف الاستعمار والاقطاع والهجمات البربرية والعدوانية طوال تأريخ العراق المعاصر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram