TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاكيت: مخرجون يكتبون سيرتهم بصريا

كلاكيت: مخرجون يكتبون سيرتهم بصريا

نشر في: 1 يونيو, 2022: 11:47 م

 علاء المفرجي

هل يتسرب التعب والابتكار لنفوس المخرجين في عمر معين، لتصبح لديهم كما يقول المخرج الايطالي سيرونتينو في فيلمه اليد الإلهية: “طريقة ممتعة لإعادة ابتكار الذكريات”؟ ام هي النوستالجيا التي تهيمن علينا مخرجين وغير مخرجين بطريقة تدفعنا لسرد تفاصيل حياتنا وخاصة الطفولة.

خلال عمر السينما كتب الكثير من المخرجين سيرتهم عن طريق الكاميرا أو لنقل الكتابة البصرية، والتي عادة ما تكون أسرع للمشاهد، من السرد الكتابي الذي يتطلب جهدا كبيرا في التعبير عن مكنونات النفس، ونقل التفاصيل الدقيقة لهذه الحياة.

المخرج الايطالي الكبير فيلليني ربما كان السباق في كشف سيرته الذاتية بعد عمر جاوز الخمسين عاما من خلال فيلم أماركورد (أني اتذكر) 1973.. وسرعان ما تلاقف هذه الفكرة المخرج العربي يوسف شاهين، فكتب سيرته بصريا من خلال رباعيته فقد جسّدها في أربعة أفلام مهمة لما تزل صامدة أمام تقادم الأعوام وهي “إسكندرية.. ليه”، “حدّوتة مصرية”، “إسكندرية كمان وكمان”و “إسكندرية..نيويورك” التي صبّ فيها جام غضبه على أميركا التي تتحامل على العرب، وأشاد بالإسكندرية بوصفها مدينة للتسامح والتعايش بين الأديان.

المخرج الاسباني بِيدرو ألمادُوفار قدم في فيلم «ألم ومجد» والذي اختِيرَ للتنافس على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي لعام 2019. حيث مخرج باسم سلفادور مايو يؤديه (أداء أنطونيو بانديراس)، يتضارب الماضي بالحاضر، والواقع بالخيال من حوله. ثم يأتي المكسيكي ألفونسو كوارون في روما (2018).. المبني على ذكريات المخرج الشخصية حول مدينته مكسيكو ونشأته فيها ما بين سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي، حيث يعود الى بلده لإنجاز فيلم حول ماضيه. لنتعرف على الأحداث حول حياة عائلة من الطبقة الوسطى.. وهكذا مع مخرجين كثر وحكايات مستمدة ون واقع حياتهم، لكننا آثرنا الوقوف عند ابرزهم.. ومن هؤلاء المخرج الايطالي باولو سورينتينو وبعد اثنين من افلامه المهمة وهما (الجمال العظيم) و (شباب) يقدم فيمه (اليد الالهية) الذي يتناول جانبا من سيرته الذاتية، فالفيلم لا يتناول حكاية بمعناها المتعارف عليه، بل سرد ذكريات من حياته في مدينو نابولي يوم هيمن الاسطورة مارادونا على المدينة بفنونه الكروية والتي جعلت منها أي المدينة حاضرة في الذاكرة، من خلال اللعب مع فريقها الذي سيقوده الى بطولة الدوري.. وهدفه على انكلترا في يده والتي اطلق عليها اليد الالهية.. الفيلم، فيلم شخصيات تُستعرض حياتها من قبل المخرج كا عايشها.. لتسرد الاحداث، ولكل شخصية حكايتها، وهي الحكايات التي نسج منها سورينتينو اخداث حياته وهو يهم للذهاب الى روما لدراسة السينما.. لقطات مبهجة لهذه الشخصيات، امراة تحلم بولادة طفل، مستعينة بالاساطير، وعائلة متضامنة إلا من بعض المنغصات، والموت المفاجئ للاب والام، طعم الجنس الذي يجربه فابيو من عجوز، ليتخطى بعض ازماته.. حكايات التقطتها ذاكرة المحرج باولو سوينتينو لتصوغ من حكاية جميلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram