TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود ..الفهم القاصر لواجب أردوغان

خارج الحدود ..الفهم القاصر لواجب أردوغان

نشر في: 3 يوليو, 2010: 05:20 م

حازم مبيضين جاء الإعلان عن الاجتماع بين وزير الخارجية التركي ووزير التجارة الإسرائيلي، الذي أرادته تركيا سرياً، ليوقف بشكل مفاجئ عرس التهليل الذي انطلق في عالمنا العربي بعد المشادة المسرحية بين رجب طيب أردوغان وشمعون بيريس، وبعد أن هدد أردوغان بالويل والثبور وعظائم الأمور إثر إحباط الدولة العبرية مهمة السفن المتضامنة مع أهالي غزة المحاصرين،
 وقتلها عدداً من المتضامنين الأتراك، وكان اجتماع بروكسل كما أعلنت إسرائيل يستهدف تحسين العلاقات بين البلدين، وتم عقده بناءً على طلب أنقره التي كانت تعلن في الوقت نفسه عن منع المقاتلات الإسرائيلية من التحليق فوق الأجواء التركية.لم تنكر تركيا انعقاد الاجتماع، وصمتت على أنباء الاتفاق على مواصلة المحادثات مستقبلاً، وندرك أن من حق تركيا العمل على تحسين علاقتها بإسرائيل، باعتبارها من أهم شركائها في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والتجارية، وباعتبارها بوابة مهمة للحوار التركي الأوروبي، كما نؤمن بحقها في العمل على تلميع صورتها في الشارع العربي، سعياً وراء ترويج منتجاتها الاقتصادية، وخلق حالة من التوازن مع الجمهورية الإيرانية، التي وطدت أقدام سياساتها في العديد من البؤر في الوطن العربي، وأن تعتبر مظاهرات رفع الحصار عن قطاع غزة وسيلة مناسبة لذلك، إضافة إلى فكرة دعم حماس التي ولدت من رحم جماعة الأخوان المسلمين التي ولد حزب أردوغان من رحمها أيضاً، قبل أن يتحول بفعل ضغط العسكر إلى ما يشبه الأحزاب العلمانية وإن تمسك ببعض المظاهر التي تؤشر لانتمائه الفكري والعقائدي.اجتماع بروكسل ليس أقل من دليل دامغ على حرص أنقره على المضي قدماً في رعاية المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا، ويعني ذلك ضرورة أن تكون علاقتها جيدة مع البلدين، وإن شابها الفتور مع حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، وليس أقل من دليل على رغبة أنقره في الحفاظ على العلاقة المتميزة بين البلدين اللذين تجمعهما مجموعة من المصالح العسكرية والأمنية تمتد من المناورات المشتركة مع الولايات المتحدة، لتمر بعقود تحديث إسرائيل لأطقم الدبابات التركية، ولتصل إلى تطابق في الكثير من القضايا الإستراتيجية التي تغيب عن أذهان الذين هللوا لموقف أنقره الاستعراضي في مسألة المتضامنين مع غزة، وإذا كان هؤلاء بحاجة لإثبات فليرجعوا إلى تصريحات أردوغان ضمن برنامج تشارلي روز على شبكة "بي بي أس"  والتي أكد فيها أن إسرائيل ما زالت صديقة لبلاده، ولو أنه وصف حكومة نتنياهو بأنها أكبر عقبة في وجه السلام في الشرق الأوسط، واعتبر فيها أن «حماس» كان يجب أن تعطى الفرصة لتولي الحكم، وليس غريباً أن وسائل الإعلام العربية تجاهلت هذه التصريحات، ونشرتها فقط بعض الصحف والمواقع الالكترونية.من حق الطيب أردوغان ومن واجبه تحقيق مصالح بلاده، وأن يعلن افتخاره بتاريخها العثماني الذي كان حقبة سوداء على العالم العربي، مع أنه مهد الإسلام الذي حكم به سلاطين بني عثمان، ولا ندري كيف سيعيد أردوغان أمجاد تلك الفترة، التي تغص كتب التاريخ بوقائع السوء الذي ميزها، ولن نذكر شيئاً عن ما عانته الشعوب الأخرى التي وقعت تحت غائلة العثمانيين، وخلفت عندها ندوباً عميقة من المؤسف أن تلك الشعوب تحمل وزرها للإسلام الذي حكم العثمانيون باسمه، لكننا على ثقة بأن العواطف وليس العقل أو الفهم السياسي، هي التي حركت الشارع العربي وبعض نخبه السياسية والإعلامية وإلى حد التنكر لحقوق كرد تركيا واتهامهم بالعمل المنسق مع إسرائيل لإضعاف حكومة حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الطيب أردوغان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram