بغداد/ نورا خالدتصوير/ مهدي الخالديمنذ صباه بدأت عنده هواية لا تشبه غيرها من الهوايات، نابعة من حبه للفن وتعلقه به، ولم يجد فرصة لاثبات قدرته في هذا المجال فعبر عنها بجمع الكاميرات السينمائية القديمة، اعتمد على نفسه بجمعها واقتنائها حتى اصبحت لديه مجموعة كبيرة من العارضات السينمائية التي يعود تاريخ صنعها الى عام 1930. التقيت به في احد المهرجانات وكان قد عرض بعضاً من مقتنياته في معرض نظم بالمناسبة. حدثني فاضل خلف سلطان عن هوايته قائلاً:
جمعت هذه الكاميرات والتي هي من مختلف المناشئ والموديلات شعوراً مني بالمسؤولية للحفاظ عليها من التلف والاندثار خاصة ان اصحابها جميعاً ماتوا امثال ابراهيم محمد صالح وصالح الشيخلي صاحبي مكاتب افلام سينمائية منذ الاربعينيات. وعن الكاميرات التي يحتفظ بها قال: الكاميرات التي لدي لا تقدر بثمن فهي تعتبر من الانتيكات القديمة التي يرجع تاريخ صنعها الى سبعين عاماً فأول كاميرا دخلت العراق في عام 1930 ما يدلل على تاريخ السينما العراقية، وان العراق من صناع السينما العربية في وقت كانت دول عربية متقدمة تحلم في ان تصنع فيلماً واحداً. عندما اجلس امام هذه الكاميرات واتأملها تذكرني بالعصرالذهبي للسينما العراقية، ويحزنني جدا ما الت اليه الآن، فليست هنالك سينمات في بغداد تعرض الافلام كما كانت سابقاً،واضاف: ان هذه المقتنيات لو عرضت بشكل جميل وصحيح بأمكانها أن تعكس حضارة وتاريخ العراق في مجال الفن ولكن دائما هنالك اهمال من قبل الدولة في هذا المجال ما ادى بالكثير من الهواة الى السفر خارج العراق لعرض مقتنياتهم في البلدان التي يزورونها، وتمنى فاضل ان يعرض مقتنياته في معرض دائم ولكن كما قال تنقصني الموافقات التي يجب استحصالها من الدولة. وعن اهم الكاميرات التي يحتفظ بها قال: كاميرا للزعيم عبد الكريم قاسم تعود لاربعينيات القرن الماضي وعارضة سينمائية ناطقة تعمل على الكاربون موديل 1940، واغلب هذه الكاميرات صالحة للعمل،ولم يكتف فاضل باقتنائه عارضات السينما فقط وانما احتفظ ايضا ببطاقات الدخول للسينما منذ الخمسينيات وبصور الفنانات امثال زهور حسين وعفيفة اسكندر وبصور السينمات العراقية منذ الخمسينيات ولحد الان.
كاميرات عمرها سبعون عاماً يحتفظ بها أحد الهواة
نشر في: 3 يوليو, 2010: 06:09 م